فلسطين أون لاين

​بتحدّيها وصبرها.. الأسيرة "نورهان عواد" تصنع مجدًا

...
صورة أرشيفية
غزة/ نسمة حمتو:

لا يزال والد الأسيرة نورهان عواد (19 عاما) يذكر ذلك التاريخ القاسي 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 الذي كانت فيه تسير مع ابنة عمّها الشهيدة هديل عواد، في شارع يافا باتجاه مدينة القدس قبل أن يدعي الاحتلال الإسرائيلي أنهما حاولتا تنفيذ عملية طعن، فأطلق الرصاص عليهما واستشهدت ابنة عمها وأصيبت هي بجراح خطيرة في البطن والقدم واليد.

بدأت المأساة بعد رصاصة خطيرة اخترقت البطن ولم يتمكن الأطباء من إزالتها فبقت تراوح مكانها لتزيد من معاناتها بشكل كبير.

إبراهيم عواد والد الأسيرة نورهان قال لصحيفة "فلسطين" عن بداية اعتقالها: "كانت ابنتي متجهة بشكل طبيعي باتجاه القدس قبل أن يتهمها الاحتلال بأنها طعنت وابنة عمها ثلاثة جنود في جيش الاحتلال، وكان وضعها الصحي في البداية خطيرًا للغاية".

وأضاف عواد: "رغم صعوبة الوضع الصحي لنورهان إلا أن جنود الاحتلال الإسرائيلي لم يراعوا ذلك فحقّقوا معها وهي تحت تأثير البنج، وبقت حالتها حرجة بسبب الرصاصة المستقرة في بطنها حتى اليوم".

ضغوطات كبيرة

وتابع والدها حديثه عن مأساة ابنته: "كانت الضغوطات كبيرة جداً على نورهان حتى أن الجنود قالوا لها بأنهم سيفعلون بها مثلما فعلوا بهديل، لم يراعوا أبداً خطورة وضعها الصحي الذي كان يزداد سوءًا يوماً بعد يوم".

وأشار عواد إلى أنه بعد تحسّن حالة ابنته الصحية تم نقلها إلى المحكمة لتمديد حكم الاعتقال بحقها، مضيفاً:" بعدها تم نقلها إلى ما تسمى المحكمة المركزية في القدس، المعروفة بأحكامها القاسية ضد الفلسطينيين".

وأفاد والد الأسيرة بأن الأحكام التي تصدر عن هذه المحكمة تحديداً رادعة وقضاتها جميعهم من المستوطنين الذين يعيشون في مستوطنات الضفة الغربية، لافتاً إلى أنه تم الحكم عليها في البداية 15 سنة.

وأوضح عواد أنه بعد عام من اعتقال ابنته حكم عليها 13 سنة ونصف السنة ودفع غرامة مالية قدرها 30 ألف شيقل.

رغم الظلم الكبير الذي تعرضت له الأسيرة نورهان والحكم العالي الذي تكبّدته إلا أن والدها لم يفقد الأمل فيخروجها من الأسر، فقد حاول مراراً وتكراراً تقديم دعوى استئناف لما تسمى محكمة الاحتلال العليا وفي المرة الأخيرة تم الموافقة عليها.

وقال عواد: "سنقدّم طلبًا لهذه المحكمة نطالب فيه بتخفيف الحكم عن نورهان فهذا حكم جائر وظالم بحقها وهناك مداولات بأن تكون جلسة الاستئناف الشهر الجاري، وفيها ستكون الجلسة النهائية".

تقبع نورهان الآن فيسجن "الدامون" الاحتلالي المعروف بتعامله التعسفي مع الأسيرات بعد أن أمضت ثلاث سنوات اعتادت فيهن على الأسيرات المتواجدات في سجن "هشارون".

وعن حالتها الصحية أضاف والدها:" حالياً نورهان تعاني من أثر الإصابة في قدمها ولكن الأصعب الرصاصة المستقرة في بطنها فهي حتى لا تملك تقارير صحية تثبت وجود الرصاصة في البطن وعلى الرغم من محاولاتنا لإدخال طبيب خاص لفحص نوع الرصاصة الموجودة ومطالبتنا مؤسسة أطباء بلا حدود إلا أننا لم نفلح حتى الآن في مساعدتها في إجراء عملية من أجل إخراج الرصاصة".

نورهان لم تتوقف حياتها عند السجن فقد أصبحت أكثر قوة وصلابة وتتحدى نفسها في هذه المحنة فهي لا يوجد لديها خيار آخر سوى الانتصار وأن تكون بقدر هذا التحدي، فالقطار الذي كانت تتوقف في أولى محطاته قد مضى ولا مجال للعودة مرة أخرى، هكذا يقول والدها.

وأوضح عواد بأن ابنته استطاعت بإرادتها وصلابتها أن تتفوق على الاحتلال الإسرائيلي فحصلت على معدل 94% في الثانوية العامة، وهي الآن تسعى لإكمال دراستها الجامعية،ولكن إدارة السجن تضع العراقيل والمعوقات أمامها.

وأكمل: "نورهان قبل اعتقالها كانت مميزة جداً في المدرسة ومتفوقة وعقلها كبير، هي الآن تسعى جاهدة لإكمال دراستها الجامعية ونحن نحاول تحقيق ذلك لها رغم العراقيل التي يضعها الاحتلال الإسرائيلي باستمرار إلا أنها ستنجح في النهاية بإذن الله".