فلسطين أون لاين

هل تراجع المؤيدون للقضية الفلسطينية بالأمم المتحدة؟

...
غزة - نور الدين صالح

تشهد القضية الفلسطينية تراجعًا ملحوظًا في حجم التعاطي الدولي والأوروبي معها والقرارات المناصرة لها، في ظلمع هرولة الكثير من الدول العربية لتطبيع علاقاتها وتطويرها مع (إسرائيل).

وبدا ذلك واضحًا خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي انعقد الجمعة الماضية، واعتمد 5 مشاريع قرارات تتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني وقضيته، حظيت بتأييد 99 دولة مقابل اعتراض 10 دول.

ويترك الانخفاض في عدد الأصوات المناصرة للقضية الفلسطينية التي كانت تصل سابقًا إلى 136 صوتًا، تساؤلًا حول دور وزارة خارجية السلطة بتدويل القضية الفلسطينية ونشر الرواية الصحيحة.

الباحث في الشأن الدولي الغربي د. مشير عامر، عدّ تراجع الاهتمام الدولي بالقضية الفلسطينية "مؤشرًا خطيرًا"، عازيًا ذلك إلى التراجع في نشر الرواية الفلسطينية ومظلومية الشعب الفلسطيني في الخارج.

ورأى عامر في حديث لصحيفة "فلسطين"، أن المسؤولية تقع على عاتق الدبلوماسية الرسمية ووزارة خارجية السلطة في نشر القضية الفلسطينية وتثبيت حق الشعب الفلسطيني، في مقابل زيادة الحراك الدبلوماسي الإسرائيلي.

وبيّن أن القضية الفلسطينية لم تعد تشكّل نقطة اهتمام وارتكاز في المواقف الدولية، خاصة في ظل عدم وحدة الموقف الفلسطيني وروايته، مشيرًا إلى ضعف قدرة الدبلوماسية الفلسطينية في على نسج العلاقات على الصعيد الدولي.

ولفت عامر إلى أن (إسرائيل) تستغل الانقسام الفلسطيني وتتوجه لنسج علاقات مع دول عربية واإفريقية بشكل علنيًّا، منبّهًا إلى أن الإدارة الاأمريكية تمارس ضغوطًا على كثير من الدول، من أجل عدم التصويت لصالح القضية الفلسطينية.

وأوضح أن تراجع التأييد الدولي للفلسطينيين يتطلب من السلطة تفعيل دور سفاراتها في الدول الخارجية، وتكثيف عملها بنشر الرواية الفلسطينية الصحيحة لكشف زيف رواية الاحتلال.

وأكد أن استمرار الانقسام وغياب الوحدة الوطنية وحالة التشرذم، أضعف من قوّة القضية الفلسطينية في مقابل صدارة (إسرائيل) وروايتها في الساحة الدولية، داعيًا إلى ضرورة إنهاء الانقسام ووضع برنامج نضالي وطني شامل.

بدوره، رأى الكاتب والباحث السياسي حسن عبدو، أن "هرولة بعض الأنظمة العربية نحو التطبيع مع (إسرائيل)، أحد أبرز العوامل التي أساهمت في تراجع التفاعل الدولي مع القضية الفلسطينية".

وأوضح عبدو في حديث لصحيفة "فلسطين"، أن حالة الانهيار والتحلل في الحركة الوطنية الفلسطينية، أوجدت رواية فلسطينية متعددة، في مقابل رواية وحيدة للاحتلال مزيفة لكنها تحظى بالانتشار، وهو ما يعزز انحياز بعض الدول لـ(إسرائيل).

وانتقد أداء المستوى الرسمي الفلسطيني في تدويل القضية الفلسطينية "فالجهد الفلسطيني يكاد يكون معدومًا، لا سيّما أنه لا يحمل أي تأثير قوي ولا ترتبط السلطة بعلاقات مصلحية مع الدول في المحافل الدولية".

ومن وجهة نظر عبدوه، فإن تراجع جهود وزارة الخارجية السلطةالفلسطينية، جعل العالم يغيّر نظرته للصراع العربي الإسرائيلي، والتوجه لدعم رواية الاحتلال، خاصة في ظلمع هيمنة الإدارة الاأمريكية.

وأشار إلى أن الضغوط الأمريكية المستمرة على الدول الفاعلة والتي لها تأثير علىفي الدول الصغيرة، دفعتها للتراجع عن تأييد القضية الفلسطينية، من أجل الحفاظ على مصالحها الاقتصادية.

ولفت إلى أن وقوف الولايات المتحدة إلى جانب (إسرائيل) ورعايتها بشكل دائمًا، أعطى فرصة لكثير من الدول لتأدية دور مؤثر في تغيير مواقفها تجاه القضية الفلسطينية.