فلسطين أون لاين

​"الوادي الأحمر".. قرية جديدة تتصدى للاستيطان بالقدس

...
النشطاء يقيمون قرية جديدة بجوار تجمع "الخان الأحمر" أمس
القدس المحتلة / غزة - أدهم الشريف

أقام عشرات النشطاء الفلسطينيين، أمس، قرية جديدة بجوار تجمع "الخان الأحمر" البدوي الواقع شرقي مدينة القدس المحتلة، والمهددة بالهدم من سلطات الاحتلال الإسرائيلي لاستكمال بناء مشاريع استيطانية.

وانتهت، أمس، المهلة التي حددتها محكمة الاحتلال العليا لإخلاء الخان الأحمر من سكانه البدو، في وقت دعت فيه خمس دول أوروبية الاحتلال إلى عدم القيام بهذه الخطوة.

وشيدت القرية المكونة من خمسة بيوت من الصفيح والخشب في تحد للاحتلال ومقاومة لقراراته في هدم "الخان الأحمر" وتهجير سكانه، كما جاء في بيان صادر عن النشطاء.

وأطلق هؤلاء على البيوت الخمسة، اسم قرية الوادي الأحمر "نسبة إلى رواية الوادي الأحمر لعبد الله طنطاوي التي تروي حياة الشيخ عز الدين القسام وحكايته مع الثورة الفلسطينية".

وقال النشطاء في بيان، إنهم أقاموا الحي الجديد "على بعد عدة أمتار من الجهة الشرقية بين تجمع الخان الأحمر ومستعمرة كفار أدوميم".

وأضاف النشطاء: "بنينا التجمع الجديد في غسق الظلام وهدوء الصحراء متحدين الاحتلال وأجهزته المخابراتية لنقول إننا باقون وصامدون هنا".

وقال محمد الخطيب الذي عرف نفسه أنه أحد سكان هذه البيوت التي تمت إقامتها: "هذه رسالة واضحة. هذه أراضي فلسطين بغض النظر أينما كانت وأينما وجدت من حقنا أن نسكنها ونعمرها وأن نعيش بها".

ونقلت وكالة "رويترز" عن الخطيب: "هذه الأرض التي أقمنا عليها البناء أردنا أن تكون قريبة من قرية الخان الأحمر المهددة بالهدم. إذا هدم الخان الأحمر فإن آلاف الفلسطينيين سينتشرون في هذه الجبال ويبنون ويسكنون بها".

وقال الناشط داود الجهالين، الذي يشغل أمين سر حركة "فتح" في عرب الجهالين وبادية القدس، إن خطوة بناء قرية الوادي الأحمر، حضرنا لها منذ عدة أيام، لأننا لن ننتظر ارتكاب مجزرة جديدة بحق أهالي الخان الأحمر، وبادرنا بالإعلان عن بناء بيوت جديدة على مقربة من القرية.

وفي اتصال هاتفي، بين الجهالين لصحيفة "فلسطين"، أن مئات المواطنين من مختلف محافظات الضفة الغربية سيتوافدون إلى الوادي الأحمر، والخان الأحمر كذلك للتضامن والوقوف مع أهالي القرية المهددة بالهدم.

وتابع: "إذا هدمت بيوت قرية الخان الأحمر فعليًا خلال الساعات المقبلة، ستكون هذه البيوت البديلة جاهزة على الأقل بشكل مؤقت لسكان القرية".

وأشار إلى أن القائمين على بناء تجمع الوادي الأحمر، تعرضوا لمضايقات من الاحتلال الإسرائيلي وقواته التي أغلقت العديد من مداخل القرية، وحاصرت المكان، فيما بين أن المئات من المتضامنين من أبناء الشعب الفلسطيني، يستعدون للمبيت في القرية.

ولفت الجهالين الانتباه إلى أن فعاليات أقرها نشطاء للتضامن مع الخان الأحمر، وهي غير معلنة حتى اليوم لضمان نجاحها، داعيًا إلى أوسع مشاركة فيها، والتواجد في الخان الأحمر بهذه الأيام، لإفشال مخطط الاحتلال من تنفيذ جريمة هدمه.

وكانت محكمة الاحتلال العليا، قد أمرت في الخامس من أيلول/ سبتمبر الجاري، بهدم وإخلاء "الخان الأحمر".

ويقع التجمع ضمن الأراضي التي تستهدفها سلطات الاحتلال، لتنفيذ مشروعها الاستيطاني المسمى "E1"، عبر الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية الممتدة من شرقي القدس وحتى البحر الميت.

ويهدف هذا المشروع إلى تفريغ المنطقة من أي تواجد فلسطيني، كجزء من مشروع لفصل جنوب الضفة الغربية عن وسطها، وعزل مدينة القدس عن الضفة الغربية.