فلسطين أون لاين

​عقب عدوان 2014 على قطاع غزة

المدمرة بيوتهم بانتظار إيفاء الدول المانحة بالتزاماتها

...
صورة أرشيفية
غزة/ جمال غيث:

بدا أحمد العيماوي، يائسًا إزاء تأخر إعمار منزل عائلته الذي دمره الاحتلال الإسرائيلي قبل أربعة أعوام، خلال عدوانه الأخير على قطاع غزة صيف عام 2014.

ومنذ أن دمر الاحتلال منزل العيماوي، في حي الصبرة جنوبي مدينة غزة، والمكون من خمسة طوابق، لا يزال يتنقل هو وأسرته البالغ عددها 8 أفراد بين المنازل المستأجرة.

ويقول إنه منذ انتهاء العدوان الأخير على غزة، تم بناء ثلاثة طوابق من منزل العائلة، ولا يزال بانتظار منحة مالية ليتم إعادة إعمار ما تبقى لكي تنتهي معاناته بالتنقل بين المنازل المستأجرة، وعودة باقي أفراد الأسرة للمنزل.

ويشتكى العيماوي، من ضيق الحال بسبب مكوثه في منزل مستأجر وعدم قدرته على سداد ما تراكم عليه من ديون، ما دفع صاحب المنزل لطرده منه، مشيرًا إلى أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) توقف عن دفع بدل إيجار له منذ نحو 3 سنوات، لعدم إيفاء الدول المانحة بالتزاماتها المالية، حسب قوله.

ودعا الدول المانحة وكافة المعنيين للعمل على إعادة إعمار منزله المدمر وتسديد ما تراكم عليه من ديون للإيجار، معربًا عن خشيته أن يطرد مجددًا من البيت الذي يقطن فيه، لعدم امتلاكه الأموال اللازمة لبدل الإيجار.

وعود إعمار

ولا يمر يوم إلا ويتوجه به نصر قريقع، وهو من سكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة، إلى مكان منزله المدمر ويجلس على مقربة منه وهو يحلم بإعادة إعماره.

وبين قريقع في حديث لصحيفة "فلسطين" أن منزله الكائن في حي الشجاعية والمكون من ثلاثة طوابق أتمت الدول المانحة بناء طابقين وهو بانتظار بناء الطابق الثالث لكي يقيم به مجدداً بعد أن دُمر كلياً.

ويشير قريقع الذي يعيل أسرة مكونة من 12 فردًا، إلى أنه حصل على وعود كثيرة من أجل إعادة إعمار منزله طوال السنوات الماضية، ولم يتوانى في التوجه لكافة المؤسسات المعنية للاطلاع على أسباب تأخر إعمار منزله لكنه لم يحصل خلالها إلا على وعود.

ولا يختلف الحال كثيرًا عن يوسف الشنباري، الذي هدم منزله خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، وأعيد بناء جزء منه في حين ينتظر بناء الطابق الثاني الذي كان يقيم فيه قبل العدوان.

ويقول الشنباري إنه تابع كافة مؤتمرات إعادة الإعمار، وتصريحات الدول المانحة من أجل ذلك، بهدف إنهاء معاناته ولكن دون جدوي، فما زال على قائمة الانتظار.

واضطر، وفق قوله، للعيش هو وأفراد أسرته البالغ عددها 10 أفراد في منازل مستأجرة لحين إعمار منزله، وبات غير قادر على توفير أجرتها بعد توقف الدول المانحة عن سداد بدل الإيجار.

ومنذ تدمير منزل الشنباري، والذي كان مكونًا من طابقين في مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة، لا تزال أسرته تتنقل بين المنازل المستأجرة لحين إعادة إعمار منزله.

وبين أن المؤسسات المعنية تمكنت من بناء الطابق الأول وينتظر بناء الطابق الثاني كي يقيم فيه وتنتهي معاناته المتفاقمة، مشيرًا إلى أنه ينتظر على أحر من الجمر إعادة إعماره.

بانتظار التمويل

بدوره، أكد وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان ناجي سرحان، إعادة إعمار 9500 وحدة سكنية، وأن 1500 وحدة سكنية تضررت خلال عدوان 2014 تنتظر إعادة الإعمار، في حين أن 1000 وحدة سكنية هدمت خلال الاعتداءات الإسرائيلية السابقة على غزة وهي بحاجة إلى إعمار.

وأرجع سرحان، لصحيفة "فلسطين"، تأخر إعادة إعمار المنازل المدمرة لعدم توفر التمويل اللازم، بسبب عدم إيفاء الدول المانحة بتعهداتها المالية وفق مؤتمر القاهرة الذي عقد برعاية مصرية ونرويجية في 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2014، والانقسام السياسي الذي أثر على الملف وأخّر عمليات إدخال مواد البناء.

وشن الاحتلال عدوانًا موسعًا على قطاع غزة صيف عام 2014، امتد طيلة 51 يومًا، دمر خلاله البنية التحتية، وقتل مئات المدنيين، وأتت صواريخه على كل شيء في القطاع المحاصر.

وبلغ عدد الوحدات السكنية التي دمرت خلال العدوان 12 ألف وحدة سكينة بشكل كلّي، فيما بلغ عدد المهدمة جزئياً 160 ألف وحدة، منها 6600 وحدة غير صالحة للسكن، بحسب وزارة الأشغال العامة والإسكان.