"لأكثر من خمسة أيام متواصلة لا نرى أي قطرة.. وإن حضرت الكهرباء غابت المياه والعكس صحيح"، بهذه الكلمات يعبر المواطن محمود أبو علي عن معاناته من أزمة انقطاع المياه في مخيم الشاطئ للاجئين، غرب مدينة غزة، لعدة أيام.
ويعد اختلاف مواعيد وصل التيار الكهرباء وتشغيل آبار ومضخات المياه، سببا أساسيا في بروز أزمة المياه في مختلف أرجاء مخيم الشاطئ، الأمر الذي يدفع مئات العائلات للبحث عن بدائل مؤقتة تؤمن وصول المياه لمنازلهم وتحديدا في ظل ارتفاع درجات الحرارة وزيادة معدلات استهلاك المياه.
ويقول أبو علي: "نبقى لعدة أيام قد تصل لأسبوع كامل لا نرى المياه التي تأتينا من مضخات البلدية، وهذا حالنا في كل عام طوال شهر الصيف وخاصة في ظل اشتداد أزمة انقطاع التيار الكهربائي وعدم وجود توافق بين جدول الكهرباء والمياه".
ويضيف أبو علي "المشاكل لا تتوقف عند انقطاع المياه، بل تصل إلى ارتفاع نسبة الملوحة فيها واختلاف لونها في بعض الأحيان، مما يعجلها غير صالحة للاستخدام المنزلي المعتاد", محملا في ذات الوقت بلدية غزة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" سبب عدم إيجاد حلول جذرية للازمة التي تتفاقم سنويا.
أما المواطن ياسر أبو عميرة فيحاول بين الحين والآخر تفادي أزمة انقطاع المياه عن منزل عائلته باللجوء إلى شراء المياه المفلترة من محطات التحلية ثم ضخها في خزانات المياه بالأعلى، متحملا على نفقته الخاصة تكاليف شراء المياه التي تصل لقرابة 70 شيكلا في كل مرة.
ويقول أبو عميرة لصحيفة "فلسطين": "لا يوجد أحد من سكان المخيم لم يبحث عن بدائل لحل مشكلة المياه التي يكتوي بها، ولكن جميع الحلول تصطدم بعراقيل وتحديات، فتكلفة شراء المياه المعدنية مكلفة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تسود قطاع غزة".
وأشار أبو عميرة إلى أن مجموعة من سكان المخيم لجأت خلال السنوات الماضية إلى شراء خزانات مياه ووضعها بالطابق الأرضي لمنازلهم للتغلب على مشكلة انقطاع المياه، ولكن بالمقابل هناك شريحة واسعة من عائلات المخيم عاجزت عن تنفيذ هذا الخيار لضيق مساحات منازلهم أساسا.
أزمة كهرباء
من جهته، أرجع مدير دائرة المياه في بلدية غزة، رمزي أهل سبب تفاقم مشكلة انقطاع المياه عن مخيم الشاطئ للاجئين، إلى انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة يوميا تصل لنحو 20 ساعة فصل مقابل أربع ساعات وصل، الأمر الذي يؤثر بالسلب على مختلف الخدمات الحيوية.
وقال أهل في حديثه لصحيفة "فلسطين": "نحتاج في البلدية لقرابة 10 إلى 15 ساعة كهرباء يوميا، لنؤمن المياه في مختلف أرجاء المخيم بكميات كافية، إلا أن المتوفر غالبا وفي أحسن الأحوال نحو ثماني ساعات، نصفها من شركة التوزيع والنصف الآخر من البلدية".
وأضاف "تضطر البلدية لتشغيل المولدات البديلة على نفقتها الخاصة لنحو أربع ساعات يوميا، وذلك في محاولة لتفادي مشاكل انقطاع المياه قدر المستطاع"، مشيرا إلى وجود سبع آبار رئيسة توفر مياها عالية الجودة لجميع مناطق مخيم الشاطئ.
وحول التنسيق مع شركة الكهرباء، أوضح أهل أن البلدية تعقد مشاورات دائمة مع الشركة من أجل ضمان تزامن ساعات وصل المياه مع وقت حضور التيار الكهربائي، إلا أن العجز الحاد في الكهرباء وتضارب جدول التوزيع بشكل مستمر يحول دون ترجمة ذلك التنسيق لنتائج ملموسة.