فلسطين أون لاين

"صاحب الحقّ" سامر عيساوي

...
القدس المحتلة-غزة/ أدهم الشريف:

"هل أنت متأكد أنك ستبقى 15 سنة و4 أيام في أراضينا.."، صاح سامر عيساوي؛ الأسير المحرر الذي أعيد اعتقاله، في وجه القاضي الإسرائيلي داخل إحدى محاكم الاحتلال العسكرية.


اتسعت عينا القاضي وقد عاد في مقعده وهو يتمعن ذلك الأسير القابع خلف قفص من القضبان الفولاذية، ومكبل اليدين والساقين، وقاله له: "نعم هنا".


كان رد سامر سريعًا: "إن كنت متأكدًا، ضف عليها 15 سنة أخرى"، ومن ثم تسابق عناصر شرطة الاحتلال في إخراجه من المحكمة وإعادته إلى سجن "نفحة" الصحراوي، لقضاء ما تبقى من حكمه بالسجن 30 سنة، أمضى منها سنوات طويلة قبل إطلاق سراحه في صفقة "وفاء الأحرار" المبرمة بين حركة حماس و(إسرائيل) برعاية مصرية، نهاية 2011.


لكن قوات الاحتلال اعتقلته مجددًا وزجت به في سجونها، وقررت إعادة ما تبقى من الحكم القديم بإضافة 15 سنة وأربعة أيام، سيقضيها خلف قضبان السجون الواقعة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.


ويذكَّر الوالد طارق عيساوي جيدًا كيف كانت الضحكات تملأ صوت نجله سامر وهو يخاطب القاضي الإسرائيلي بكل هذه الثقة.


ويقول الوالد لـ"فلسطين": "لقد كان وما زال مصدر إلهام وقوة بالنسبة لنا. بل لقرية العيساوية" الواقعة شرقي القدس المحتلة، والذي اعتقلته منها قوات الاحتلال سامر في يونيو/ حزيران لعام 2014.


"إن ما يجمعنا نحن أهالي العيساوية، أن هذه القرية باتت شبه خالية من الشبان الفلسطينيين بفعل عمليات الاعتقال التي تقوم بها سلطات الاحتلال. حتى الأسرى المحررون يعاد اعتقالهم".


كانت عائلة سامر تتمنى أن تفرح بنجلها بعدما وصل عمره لـ(36 عامًا) وإعلان زواجه كأي أسير محرر، ولأجل ذلك بدأت التجهيزات. "لكن الاحتلال يأبى ذلك" يقول والده بحرقة.


لكن وعلى الرغم من ذلك، إلا أن سامر يتمتع بمعنويات عالية جعلت منه رجلاً يخشاه سجانو الاحتلال.


ويقول والده وقد جاءت ضحكاته متتالية عبر سماعة الهاتف ودلت على فخره بنجله: إنه عندما يخاطب إدارة السجن الذي يقبع فيه، فإنه يعرف نفسه في رسالته أنه "صاحب الحق سامر عيساوي؛ يريد أن يتصور مع عائلته".


وسامر ليس الأسير الوحيد لوالديه، فشقيقه مدحت يمضي حكمًا بالسجن لـ8 سنوات في سجن "النقب" الصحراوي، وبإتمامها يكون قد أمضى 24 سنة في سجون الاحتلال، فيما اعتقلت شقيقتهما المحامية شيرين لمدة 4 سنوات متقطعة وانتهت بتحررها، وهم أشقاء فادي عيساوي، الذي استشهد في هبة الحرم الإبراهيمي عام 1994 بعد اعتقاله عامين كاملين في السجون الإسرائيلية.


وعلى الرغم من ذلك، يبدو والدهم أنه يستمد قوته من سامر، ويعتبره مصدر إلهام وقوة. ويقول: إننا لا نترك فعاليات التضامن مع الأسرى إلا ونشارك فيها من أجل سامر والأسرى؛ الذين يزيد تعدادهم على 6500 أسير من الأراضي الفلسطينية كافة.


ويؤمن الأب بشدة أن نجله سامر لولا أنه على حق لما أثار حنق الإسرائيليين وغضبهم بما كان كافيًا لإعادة اعتقاله وهدم منزل شقيقه رأفت لاحقا؛ بزعم البناء دون ترخيص، والاعتداء على عائلته العيساوية.


وتقول العائلة: إن كل ما تقوم به قوات الاحتلال ضدها، خطوات انتقامية من سامر صاحب الحق الفلسطيني في وجه الاحتلال.