فلسطين أون لاين

​تسببت بفسخ عقود مع الاحتلال بقيمة 23 مليار دولار

حركة (BDS).. مقاطعة "متدحرجة" تعزل الاحتلال دوليًّا

...
غزة - يحيى اليعقوبي

على الرغم من كل الضغوط وإجراءات التحايل على الرأي العام الدولي التي يقوم بها الاحتلال بالضغط على الحكومات في أمريكا وأوروبا لتجريم القائمين على الحركة العالمية لمقاطعة الاحتلال BDS))، فإن الحركة تواصل تحقيق النجاحات والتأثير على الرأي العام الدولي وإلحاق خسائر مادية به، إضافة لإظهار حقيقة جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني وفضح صورته أمام العالم.

وتعدّ "الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل" التي أطلقت أنشطتها عام 2005، الحراك الأوسع انتشارًا على نطاق العالم فيما يتعلّق بالدعوة للمقاطعة وسحب الاستثمارات من (إسرائيل) وفرض عقوبات عليها؛ حتى تنصاع للقانون الدولي والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، التي تضمن للفلسطينيين حقهم في تقرير مصيرهم، وتسمح بعودة اللاجئين، حسب ما جاء في نص إعلان الحركة التي تم تأسيسها عام 2005.

وألحقت الحركة "خسائر اقتصادية فادحة، عقب فسخ عقود بقيمة 23 مليار دولار، وتراجع قيمة صادراته إلى حوالي 2.9 مليار دولار، في ظل توقع خسارة ما بين 28 و56 مليار دولار بالناتج القومي الإسرائيلي"، وفق ما أعلن عنه منسق BDS)) العام في فلسطين محمود نواجعة.

التحديات

رئيس حملة التضامن مع فلسطين في بريطانيا البروفيسور كامل الحواش، بين أن هناك تحديات تواجه حملة BDS)) أولها أن الاحتلال خصص وزارة ووزيرًا ومبالغ كبيرة لمناهضة هذه الحملة، والضغط على أمريكا وبعض الحكومات الأوروبية لتجريم هذه الحملة من الناحية القانونية، لافتًا إلى أن هناك 20 ولاية أمريكية سنت قوانين تجرم التعامل مع حملة المقاطعة.

وقال الحواش لصحيفة "فلسطين": "من ناحية اخرى الاحتلال يحاول تعريف أن من يتعامل مع هذه الحملة يعادي السامية"، منبهًا إلى أن من يفهم من الأوربيين واقع الشعب الفلسطيني وما حصل لهم يصر أكثر على تفعيل حملة المقاطعة لأنها حملة سلمية أخلاقية للضغط على الاحتلال.

ولكن الأهم من التأثير المادي، وفق الحواش، هو تأثير حملة المقاطعة على سمعة الاحتلال دوليًا وفضح انتهاكاته، والضغط على الشركات التي تتعامل معه وإحراجها.

وبشأن طبيعية حملات المقاطعة في بريطانيا، بين أن حملة التضامن تركز على توجيه الناشطين والشارع البريطاني لمقاطعة شركات معينة، وكذلك عدم شراء المواد الغذائية الموسومة بمنتجات المستوطنات، إضافة للتركيز على مقاطعة بعض الشركات التي تقدم خدمات الكترونية للاحتلال.

حالة عزلة

المختص في الشأن الإسرائيلي علاء الريماوي، يرى أن حملات المقاطعة تشكل حالة عزل للاحتلال الإسرائيلي، والتأثير عليه بالعالم شعبيًا وأنها نجحت في خلق رأي عام ضاغط ضد الاحتلال على مستوى المؤسسات الثقافية والأكاديمية والصناعية وعزل الاحتلال.

وقال الريماوي لصحيفة "فلسطين": "إن الاحتلال كان مستاء من نجاح بعض المقاطعات خاصة في الجانب الثقافي في أمريكا والنقابي في أوروبا، ما أثر بشكل عام على شرعية الاستيطان بالضفة بعد أن أوقفت العديد من الشركات استثماراتها فيها".

إلا أنه ذكر أن حدوث تطبيع عربي مع الاحتلال، يعني حدوث خسارة على حساب أي حملات للمقاطعة، إذ يتذرع بعض الدول الأفريقية بعدم مقاطعتها للاحتلال نظرًا لوجود أنظمة عربية رسمية تسوق لهذه الحالة.

ومن الواضح أن الاحتلال لا يستطيع الصمت أمام حالة نجاح حملة BDS))، وفق الريماوي، لذا يطالب من أمريكا التضييق على القائمين على الحملة، وكذلك من أوروبا، وهو يأتي في سياق أن ارتفاع حالة مواجهة الاحتلال على الساحة الدولية ستكون حالة متدحرجة.

نجاح مؤلم

الكاتب والمحلل السياسي سامر أبو العنين من جنيف، رأى أن حملة BDS)) من أنجح وسائل مقاومة الاحتلال؛ لأنها تعتمد على مخاطبة ضمير الرأي العام الذي لا يحتاج إلى قرار سياسي بل لسلوك فردي يحدده جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني فيقرر ذلك الفرد عدم التعاون مع الاحتلال.

وقال أبو العنين لصحيفة "فلسطين": "إن نجاح الحملة ملحوظ ويؤلم الاحتلال من الناحية المالية، وكذلك الأخلاقية بعد أن فضحت جرائمه"، منوهًا إلى أن الصعوبات التي تواجه الحملة هي الافتراءات والاتهامات الموجهة إليها.

ومع ذلك فشل الاحتلال، كما يعتقد أبو العنين، في مواجهة حملات المقاطعة رغم كل ما يقوم به من حملات مضادة في إقناع بعض الشركات للتحايل على الرأي العام وإيهامهم أن منتجاته ليس منتجات مستوطنات، وعلى الصعيد الدبلوماسي لم يستطع إقناع المسؤولين الأوروبيين بتقويض نشاط حملات المقاطعة.

بيد أنه أشار إلى وجود تفاعل كبير من الرأي العام الأوروبي مع مقاطعة الاحتلال والمشاركة في فعاليات حملات المقاطعة، ما يعني أن الحملة حققت نجاحات كبيرة.