طرد حراس المسجد الأقصى ومرابطوه، اليوم، وفدًا بحرينيًا يزور دولة الاحتلال الإسرائيلي، من باحات المسجد الأقصى المبارك، وسط حالة غليان وغضب سادت الشارع المقدسي تجاه الزيارة العربية التطبيعية.
وأفادت مصادر مقدسية، بأن وفدًا بحرينيًا مكونا من 24 شخصية (سنية وشيعية)، وصلوا (إسرائيل) في خطوة تطبيعية، وقامت سلطات الاحتلال بتنظيم جولة لهم في مدينة القدس.
وذكرت المصادر أنه أثناء تجوال الوفد البحريني المطبع في مدينة القدس، حاولوا الدخول لساحات المسجد الأقصى من جهة باب المجلس، غير أن محاولتهم باءت بالفشل، عقب قيام الحراس والمصلين بطردهم.
وكانت مصادر إعلامية وسياسية عبرية، كشفت أن زيارة الوفد لدولة الاحتلال، جرت بموافقة وزارة الخارجية البحرينية، وخارجية الاحتلال، ضمن خطة التطبيع مع دولة الاحتلال.
وتجول الوفد البحريني في البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة، برفقة طاقم من خارجية الاحتلال، فيما تأتي الزيارة (التي تعتبر أول زيارة علنية) بعد أيام من الإعلان الأميركي عن القدس عاصمة للاحتلال.
وسبق للبحرين أن افتتحت كنيسا يهوديا بالعاصمة المنامة، ومتحفا يضم زاوية يهودية مؤخرًا.
وقالت صحيفة "تايمز" البريطانية إن "دولًا خليجية اتخذت الخطوات الأولى تجاه الاعتراف بـ(إسرائيل)، وذلك بدعوة أطلقها العاهل البحريني لإنهاء المقاطعة العربية لدولة الاحتلال".
كما استنكر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي د. أحمد بحر زيارة الوفد البحريني بإيعاز من العاهل البحريني.
وطالب بحر، في تصريح، اليوم، البرلمان البحريني بمحاسبة الوفد الزائر للاحتلال، والوقوف على ملابسات الزيارة، والاعتذار لشعبنا عن هذه الخطيئة، محذرا من خطورة الزيارة التي تأتي في إطار التطبيع مع الاحتلال في ظل استمراره بانتهاكاته لأرض فلسطين ومقدساتها وتهويد القدس واستمرار الاستيطان وتوسيعه في جميع مدن الضفة.
وطالب بحر جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بتجريم إقامة أي علاقة مع الاحتلال، وكذلك تحريم زيارته، معتبرا أن مثل هذه الزيارات تساند وتدعم الاحتلال في الاستمرار بجرائمه ضد شعبنا الفلسطيني.
من جهته، قالت حركة الجهاد الإسلامي، إن زيارة الوفد البحريني للقدس تأتي في الوقت الذي تشتعل فيه الانتفاضة رفضًا لقرار الرئيس الأمريكي وفي مواجهة العدوان والإرهاب الإسرائيلي، وفي الوقت الذي تعلو فيه أصوات أحرار العالم و الشعوب العربية والإسلامية الرافضة للقرار.
واعتبرت الحركة، في بيان، اليوم، الزيارة، "طعنة جديدة سببها التطبيع الخليجي المخزي مع الاحتلال الصهيوني"، مدينة بشدة هذه الزيارة الآثمة، ومعتبرة إياها انحرافًا وخروجًا عن قيم العروبة والإسلام.
موقف شجاع
من جانبها، أشادت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالموقف الشجاع لدائرة الأوقاف وأهلنا في القدس المحتلة، بطرد الوفد البحريني ومنعه من دخول المسجد الأقصى المبارك.
وأكد عضو المكتب السياسي للجبهة زياد جرغون، أن الزيارة "مدانة ومرفوضة"، مشددًا على رفضه لكافة دعوات التطبيع العربي والإسلامي مع دولة الاحتلال، فيما دعا الشعوب العربية لتحمل مسؤولياتها القومية نحو القدس والقضية الفلسطينية.
في حين، شجبت جمعية المنبر الوطني الإسلامي البحرينية، بأشد العبارات زيارة وفد بلادها لدولة الاحتلال، مؤكدة أن الزيارة "مخالفة للإجماع الشعبي والعربي والإسلامي والثوابت الوطنية البحرينية التي ترفض التطبيع بكافة أشكاله وصوره".
وأبدت الجمعية، في بيان، اليوم، استغرابها من توقيت الزيارة التي جاءت والعالم يشهد انتفاضة غضب ضد قرار "ترامب" الظالم والباطل، "وأن ذلك يدعو للتساؤل حول الهدف من الزيارة في هذا التوقيت بالذات؟ ومن المسئول عن إظهار البحرين وكأنها تغرد خارج السرب العربي والإسلامي؟".
وأكدت أن هذا الوفد الزائر لا يمثل الشعب البحريني العربي المسلم الذي يدعم جهاد ونضال الشعب الفلسطيني، داعية الجهات الداعمة للتطبيع مع الاحتلال بالمراجعة والترفع عن إتيان مثل هذه الأمور التي تمثل جريمة كبرى بحق تاريخ وتضحيات الشعب البحريني والأمة.
زيارة مشبوهة
إلى ذلك، أدانت القوى الوطنية والإسلامية، الزيارة المشبوهة والتطبيعية التي يقوم بها وفد بحريني لدولة الاحتلال في ظل الظروف التي ينتفض فيها شعبنا الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية وأنصار الحرية في العالم بوجه قرار الإدارة الامريكية.
وأعربت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية، في بيان مشترك، عن رفضها لكافة محاولات التطبيع مع الاحتلال، أيا كانت الذريعة، واعتبرت ان مثل هذه الزيارات تصب في صالح الاحتلال واستمراره وتدعم سياساته العدوانية ضد ابناء شعبنا الفلسطيني.
وحيت القوى جماهير شعبنا الفلسطيني في القدس التي منعت الوفد التطبيعي من الوصول إلى المسجد الاقصى الشريف، وطالبت مملكة البحرين وكافة الدول العربية والإسلامية بمنع مثل هذه الزيارات المشبوهة ومحاسبة القائمين بها شعبيا ورسميا.