للعام الرابع على التوالي، تواصل غرفة العمليات المشتركة للفصائل الفلسطينية مناورة "الركن الشديد" لتؤكد موقفها الموحد واستعدادها لمواجهة أي عدوان إسرائيلي أو التهديد باغتيال قادة المقاومة في غزة أو الخارج.
وتتزامن مناورة "الركن الشديد 4" مع الذكرى الـ18 لاندحار الاحتلال الإسرائيلي عن غزة بفعل عمليات المقاومة التي تواصلت عبر عقود من الزمن لتؤكد إصرارها على دحر الاحتلال عن كل فلسطين.
وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أعلنت الغرفة المشتركة إجراء مناورة "الركن الشديد 3" قرب السياج الحدودي مع الأراضي الفلسطينية المحتلة شمالي غزة، بمشاركة نخبة من المقاتلين تخللها استخدام للأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
استعداد المقاومة
وأكد الخبير في شؤون الأمن القومي، د. إبراهيم حبيب، أهمية ودور مناورة "الركن الشديد" التي تنظّمها وتديرها غرفة العمليات المشتركة للفصائل الفلسطينية.
وقال حبيب في حديث لصحيفة "فلسطين": "إن مناورة الركن الشديد، تأتي في سياق تعزيز جاهزية المقاومة ورفع مستوى التنسيق والتعاون بين الفصائل، وهي تحمل رسائل مهمة لأبناء الشعب الفلسطيني ولسلطات الاحتلال".
وأوضح أن المناورة تهدف في المقام الأول إلى رفع مستوى الجاهزية والعملياتية لدى المقاومين من خلال مشاركة جميع الفصائل فيها، إضافة إلى تعزيز التكتيكات والاستراتيجيات وتحسين التنسيق والتعاون بينهم، ما يعكس التفاؤل والروح الوحدوية بينهم.
اقرأ أيضاً: بالفيديو والصور المقاومة بغزة تبدأ تنفيذ مناورة "الركن الشديد 4"
وأشار الخبير في شؤون الأمن القومي، إلى أن هذه المناورة تحمل ثلاث رسائل أولها تأكيد جاهزية المقاومة لمواجهة أي عدوان إسرائيلي قد يحدث، فيما تحمل الرسالة الثانية إلى وجود مفاجآت وإمكانات تكتيكية تمتلكها المقاومة وتستطيع صد جميع محاولات الاحتلال لتخويفها لعدم التواصل مع الضفة.
فيما تحمل الرسالة الثالثة، تأكيدًا لثقة الشعب الفلسطيني في المقاومة وقدرتها على الحماية والدفاع عن شعبنا في وجه الاحتلال.
رسائل المناورة
وقال المختص في الشؤون العسكرية والأمنية أحمد عبد الرحمن: إن المناورة تأتي ضمن خطة وضعتها المقاومة للاطمئنان على جاهزيتها القتالية وفعالية التخطيط التي تضعها لمواجهة أي طارئ.
وأوضح عبد الرحمن في حديث لصحيفة "فلسطين": أن المناورة تأتي في سياق زمني حساس وبمرحلة شديدة التعقيد لا سيَّما على صعيد المواجهة مع سلطات الاحتلال وفي ظل التهديدات باغتيال قادة المقاومة داخل القطاع، أو في مناطق أخرى.
كما وتأتي المناورة في الذكرى الـ18 لاندحار آخر الاحتلال من القطاع عام 2005، بفعل ضربات المقاومة، لتؤكد مواصلة العمل المقاومة بالضفة حتى رحيله.
وأكد عبد الرحمن، أن الرسائل التي ترسلها المناورة واضحة، حيث تعبّر عن استعدادها للرد بشكل موحد وبقوة في حال شنَّ الاحتلال أي عمل عسكري على غزة، أو أقدم على اغتيال أحد قادتها أو أقدم على أي تصعيد في القدس والأقصى.
توقيت حساس
من جانبه، قال المختص في الشؤون العسكرية والأمنية عرفات أبو زايد: إن المناورة تأتي في توقيت حساس، خاصةً في ظل التهديدات الإسرائيلية المستمرة ضد قادة المقاومة في الضفة والقطاع، ودعوات الجماعات المتطرّفة للتحشيد من أجل اقتحام القدس والأقصى بالتزامن مع ما يسمَّى بالأعياد اليهودية.
وأضاف أبو زايد لصحيفة "فلسطين": أن المناورة تأتي في سياق الاستعداد القتالي للمقاومة والرد على أي تهديد من سلطات الاحتلال، وتعكس استعدادها لمواجهة أي تحديات تأتي في هذا السياق.
وتحمل المناورة، وفق أبو زايد، رسالة الوحدة بين مختلف فصائل المقاومة وأنها على قلب رجل واحد ولن تتوانى في استخدام ما لديها من مقدرات للدفاع عن شعبها ومقدَّساته.
وأوضح، أن إحدى أهم الرسائل التي تحملها المناورة هي رسائل طمأنة لأبناء الشعب الفلسطيني بأن المقاومة جاهزة للدفاع عن شعبنا وأرضه، وستتصدَّى لأي عدوان قد يشنّه الاحتلال، كما تؤكد على وحدة المقاومة واستعدادها للتعاون والتنسيق بين مختلف فصائلها.