تجددت الاشتباكات المسلحة العنيفة، مساء اليوم الأحد، اثر فشل جهود وقف إطلاق النار بين أعضاء من حركة فتح، وعناصر من تنظيم "الشباب المسلم" في مخيم عين الحلوة في جنوبي لبنان.
وقالت مصادر أمنية لبنانية، إن 6 قتلى سقطوا بينهم مسؤول عسكري في حركة فتح، وأصيب 35 آخرون بينهم عدد من عناصر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وعناصر من الجيش اللبناني.
وذكرت مصادر لبنانية وفلسطينية، أن الاشتباكات زادت حدتها بعد الساعة السادسة، وتستخدم فيها الأسلحة الرشاشة والثقيلة، وسط حالة نزوح من المخيم، خشية تداعيات الاشتباكات.
وأكدت المصادر أنّ الاشتباكات تجددت فور انتهاء اجتماع هيئة "العمل الفلسطيني المشترك"، بين أعضاء من حركة فتح مع فصيل "الشباب المسلم".
وجراء الاشتباكات نزحت عدد من العائلات تجاه منطقة الفلات المجاورة، في حين سقطت قذيفة على مستشفى الهمشري في صيدا، وأخرى على مكتب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
من جهته، أكد نائب قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان، منير المقدح في تصريخ له، اليوم الأحد، أن حركة فتح تحاول التوجّه نحو التهدئة ويجب تسليم كل مسؤول عن الاغتيال الى الجيش اللبناني.
وكان المقدح، قد أعلن في وقت سابق من اليوم، مقتل قائد الأمن الوطني (التابعة لحركة فتح) بمنطقة صيدا، أبو أشرف العرموشي، على أيدي مسلحين.
يأتي ذلك بعد نحو شهرين على اشتباكات مماثلة أسفرت عن مقتل عضو في حركة "فتح" داخل المخيم نفسه، والذي يعد أحد أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان.
وكانت الوكالة الوطنية للإعلام (الوكالة الرسمية اللبنانية) أوضحت أن الاشتباكات المسلحة تجددت بعد هدوء حذر تبع عملية إطلاق النار الليلة الماضية على الناشط الإسلامي محمود أبو قتادة.
وأوضحت أن الاشتباكات استعملت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف، وأدت لمقتل الشاب "عبد فرهود" وإصابة 6 آخرين بينهم طفلتان.
وعلى أثر ذلك، عقدت "هيئة العمل الفلسطيني" المشترك للقوى الوطنية والإسلامية في منطقة صيدا، اجتماعًا طارئًا في قاعة مسجد النور بمخيم عين الحلوة.
وأدانت "الهيئة" جريمة إطلاق النار، داعية إلى العمل على وقف إطلاق النار "حجبًا لمزيد من الدماء ومنعًا لتهجير أهلنا من المخيم، وتسليم القاتل للقضاء اللبناني".
ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" حوالي 450 ألفا، يعيش معظمهم في 12 مخيما رسميا للاجئين الفلسطينيين.
يجدر ذكره أن الجيش اللبناني لا يدخل المخيمات أثناء الاشتباكات تاركًا مهمة حفظ الأمن للفلسطينيين وحدهم.
وفي الأثناء، قررت وكالة "أونروا"، تعليق جميع خدماتها وعملياتها في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا، جنوب لبنان، يوم غد الإثنين.
وأضافت أونروا، في بيان صحفي، اليوم الأحد، تعرض مدرستين تابعتين لها تستوعبان حوالي 2000 طالب لأضرار،
وأكدت الوكالة، ضرورة الوقف الفوري لهذه الاشتباكات حماية للمدنيين، داعية جميع الأطراف المعنية إلى احترام حرمة مباني الأمم المتحدة.