عقدت القوى السياسية والفعاليات الشعبية، في الضفة الغربية وقطاع غزة، والخارج، اليوم الأحد، لقاءً وطنيًّا واسعًا.
وجاء اللقاء الذي عقد بمدينة غزة، قبيل انعقاد اجتماع الأمناء العامين في العاصمة المصرية القاهرة في الـ30 من شهر يوليو/ حزيران الجاري، بعنوان "نحو خطة وطنية شاملة وقيادة موحدة لمواجهة حكومة المستوطنين الفاشية".
اجتماع القاهرة
وفي كلمة له، قال رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حركة "حماس" عضو المكتب السياسي د. خليل الحية، إن هناك حرصًا ورغبة من شعبنا وقواه الشعبية لنجاح اجتماع الأمناء العامين في القاهرة.
وأكد الحية أن القضية الفلسطينية محور ارتكاز سياسات المنطقة بالكامل وستبقى عنوان المرحلة.
وشدَّد على أن شعبنا ورغم فاشية الحكومة الصهيونية لديه القوة لمواجهتها بكل السبل، مشيرًا إلى أن الاحتلال بحكومته أصبح معزولًا رويدًا.
وطالب الحية برؤية وطنية شاملة لمواجهة دولة الاحتلال وحكومته الفاشية.
كما وطالب بالذهاب موحدين لاجتماع الأمناء لدعم مقاومة شعبنا.
وأضاف: "نريد لمقاومتنا بالضفة أن تجدنا سندًا وعونًا لهم".
من جهة أخرى، استهجن عضو المكتب السياسي لحماس الحية استقبال قادة الاحتلال في العواصم العربية.
الاعتقال السياسي
من جهته، أكد القيادي في الجهاد الإسلامي خالد البطش، أن دماء الشهداء والجرحى ستبقى سبيل العودة، مشدّدًا على استمرار مقاومتنا حتى إنهاء الاحتلال وتقرير مصير شعبنا.
ونوَّه البطش إلى أن معارك جنين ونابلس وكل مدن الضفة شكَّلت نماذج بطولية لمقاومتنا.
وطالب ببدء الحل في قضايا الجمهور الفلسطيني الصامد وتحقيق مطالبهم العادلة ورفع كل أشكال العقوبات عن القطاع وحل قضاياه المزمنة.
كما وطالب بوقف سياسية الاعتقال السياسي والتنسيق الأمني في الضفة الغربية، وتشكيل قيادة موحدة لمواجهة الحكومة الإسرائيلية الفاشية.
ودعا لتشكيل حكومة وحدة وطنية دون أي اشتراطات، والبدء بحل قضايا شعبنا والتخفيف من معاناته خاصة في القطاع.
كما ودعا للتصدّي للتطبيع العربي مع العدو الصهيوني.
اتفاق أوسلو
ومن ناحيته، شدَّد رئيس المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج أنيس قاسم، على ضرورة عمل القوى السياسية الفلسطينية القضاء على اتفاق أوسلو.
ودعا قاسم في كلمته للصمود والوقوف بحزم لإنهاء اتفاق أوسلو، مضيفًا "لا مهادنة مع من انتهك حقوق الشعب الفلسطيني".
وأضاف: "شعبنا عصي على الانكسار وقادر على هزيمة العدو كما حدث في جنين"، مكملًا "أي منهج دون القضاء على أوسلو سيكون عبثًا وضياعًا للوقت".
وأكد النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي د. حسن خريشة، أن السلطة في رام الله تعيش أزمة حقيقية خاصة بعد انتصار المقاومة في جنين.
ورأى خريشة أن اجتماع القاهرة يجب أن يسبقه إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في الضفة، داعيًا في ذات الوقت لعدم رفع سقف التوقعات من نجاح اجتماع الأمناء العامين.
وتمنَّى من القوى السياسية الضغط للإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، مطالبًا بمنع المساس بالمقاومين وعدم الزج بهم في معتقلات السلطة.
وتلا القيادي في الجبهة الشعبية، أسامة الحج أحمد، بيان اللقاء الوطني، مؤكدًا النظر بخطورة للمرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية.
البيان الختامي
وتلى القيادي في الجبهة الشعبية، أسامة الحج أحمد، البيان الختامي للقاء الوطني، المنعقد في رام الله وغزة والشتات.
وقال البيان: تنظر القوى والفعاليات والحراكات التي اجتمعت اليوم 23 من تموز ٢٠٢٣ في رام الله وغزة والأردن وسوريا ولبنان ودول الشتات بخطورة بالغة للمرحلة التي تمر بها قضيتنا الوطنية حيث يتواصل العدوان من قتل واعتقال واستيطان ومصادرة للأراضي وتدنيس الأقصى وتهويد القدس، في وقت تقف فيه المقاومة موحدة من كل الاتجاهات في الميدان لمواجهة جرائم الاحتلال وسط حاضنة شعبية تلتف حول المقاومة في وقت تغيب فيها الحاضنة السياسية التي يجب أن ترتقي بأدائها إلى مستوى تضحيات الشهداء والجرحى والمعتقلين والتحديات التي تفرضها حكومة الإجرام الصهيونية على شعبنا ، وشكلت معارك مخيم جنين ونابلس وطولكرم وأريحا وبلاطة وغيرها نماذج بطولية لهذه المواجهة".
وأضاف البيان: "إن المجتمعين من قوى وفعاليات وحراكات ومؤسسات أهلية ينظرون إلى لقاء القاهرة بعد سبعة أيام باعتباره اختباراً قاسياً للنظام السياسي الفلسطيني بفصائله وأحزابه وسلطته الذين يتحملون المسؤولية - ولو بتفاوت - عما آلت إليه الحالة الوطنية من انقسام إلى تفرد وتغول أمني واعتقالات سياسية ومطاردة للمقاومين وإصرار على التنسيق الأمني مع الاحتلال ، وهم المطالبون قبل غيرهم بتجاوز هذه الحالة لصالح استعادة الوحدة الوطنية على قاعدة المقاومة والصمود والدفاع عن الحقوق الوطنية كاملة غير منقوصة".
وأكمل: "إن المجتمعين اليوم في الوطن والشتات يؤكدون أن الوقت من دم ومعاناة، ولا مجال للعبث بمصالح الشعب ومصيره".
رؤية وخطة وطنية
وطالب المجتمعون بالاتفاق على رؤية وخطة وطنية استراتيجية شاملة تعتمد خيار المقاومة والكفاح بكافة الأشكال لمواجهة جرائم وسياسات الاحتلال الإسرائيلي العنصري والفاشي.
ودعا البيان لتشكيل قيادة وطنية موحدة تتمثل فيها القوى والفصائل والفعاليات الشعبية والمجتمع الأهلي والشخصيات الوطنية المستقلة تتولى مهمات إدارة الصراع والكفاح لمواجهة مخططات الضم والتهويد والحصار وجرائم المستوطنين وحكومة اليمين المتطرفة العنصرية، وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على أسس الوحدة والشراكة والديمقراطية عبر الشروع فوراً في التحضير لانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني بمشاركة الكل الفلسطيني في الوطن والشتات.
كما ودعا لتجنب العودة لإجراء حوارات جديدة بل البدء فوراً بتنفيذ الاتفاقات الموقعة وآخرها اتفاق الجزائر، والبدء الفوري بإطلاق سراح المقاومين والمعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي ووقف ملاحقة اي من هؤلاء، ووقف التنسيق الأمني بكافة أشكاله وصوره.
وطالب البيان بالانفكاك عن اتفاق أوسلو بسحب الاعتراف بالدولة العبرية وإلغاء اتفاق باريس وكافة الالتزامات، ووقف حملات التحريض والتراشق الاعلامي وتبادل الاتهامات.