أكد القيادي البارز في حركة "حماس" المُحرَّر الشيخ حسن يوسف، أن الأسرى والمعتقلين الإداريين في سجون الاحتلال ماضون بوحدتهم وخطواتهم حتى كسر القوانين الإسرائيلية العنصرية ضدهم.
ونبَّه يوسف في تصريح لصحيفة "فلسطين"، إلى أن وزراء حكومة المستوطنين الفاشية وخاصة ما يسمى وزير "الأمن القومي" إيتمار بن غفير، يهدفون من وراء إقرار سلسلة قوانين وإجراءات ضد الأسرى إلى كسر عزيمتهم والنيل منهم.
وكانت سلطات الاحتلال أفرجت عن القيادي يوسف أمس، بعد أن أمضى 20 شهرًا في الاعتقال الإداري، إذ كان قد اعتقل في 13 ديسمبر/ كانون الأول 2021 من منزله في بلدة بيتونيا غرب رام الله.
وأشار يوسف إلى مساعي إدارة السجون ومخابرات الاحتلال للتضييق على الأسرى عبر سلسلة قرارات، من بينها تخصيص مدة 4 دقائق فقط للأسير من أجل قضاء حاجته في الحمام، وغيرها من القوانين العقابية الأخرى، مبينًا أن الحركة الأسيرة ترصد قرارات وقوانين "بن غفير" التصعيدية باهتمام شديد.
وبين أن سياسات إدارة السجون هذه تحفز الأسرى أكثر على اتخاذ إجراءات تصعيدية ضد محاولات الاحتلال مصادرة الإنجازات التي حققها الأسرى في معارك سابقة خاضوها وتخللها الإضراب المفتوح عن الطعام.
وشدد يوسف على أن المعتقلين إداريًا ومن خلفهم الأسرى جميعًا يقفون صفًا واحدًا في مواجهة سياسات الاحتلال المتبعة خلف قضبان السجون.
ولفت إلى أن هناك جلسات تفاوض تعقد بين قيادة الحركة الأسيرة وإدارة السجون ومخابرات الاحتلال، وفي حال استمر الطرف الأخير في تصعيد انتهاكاته، يلجأ الأسرى إلى اتخاذ إجراءات تصعيدية.
اقرأ أيضاً: هنية يهنئ الشيخ حسن يوسف بالحرية من سجون الاحتلال
أقرأ أيضاً: دعوات للمشاركة في استقبال الأسير القيادي حسن يوسف الأحد المقبل
وعبر القيادي في حماس عن فخره بالتضحيات والثمن الذي يدفعه في سبيل القدس والمسجد الأقصى المبارك ونصرة للشهداء.
وأضاف: لقد أمضيت حوالي 20 شهرًا في سجون الاحتلال بتهمة المشاركة في عزاء الشهيد المقدسي فادي أبو شخيدم ودخولي لمنطقة القدس المحتلة، مؤكدًا مضيه على ذات الطريق والسبيل حتى تتحقق آمال شعبنا الفلسطيني بالانعتاق من الاحتلال.
وأضاف: "لست آسفًا على أي ثانية قضيتها في السجن وأفتخر بذلك، إذا كان الثمن الذي دفعته أن أكون إلى أقرب موقع من القدس والمسجد الأقصى المبارك، أو أنني ذهبت لأقدم واجب العزاء في شهيد قدم دماءه على عتبات الأقصى نيابةً عن المسلمين".
وبشأن تصاعد العمل المقاوم بالضفة الغربية، قال يوسف: إن "جيش الاحتلال حاول أن يستفرد بجنين ومخيمها وبعناصر المقاومة والمواطنين وكسر إرادتهم، فوقف في وجهه شباب المقاومة بكل أطيافها وتوجهاتها من كل الفصائل، وقدموا عملًا عظيمًا نقدره عاليًا وقد جسد ذلك وحدة الساحات الفلسطينية في مواجهة الاحتلال دون السماح له بالاستفراد بأي طرف أو جهة أو ساحة لوحدها".
والشيخ حسن يوسف إضافة إلى دوره القيادي في حركة حماس بالضفة الغربية وكونه نائبا في المجلس التشريعي، فهو أحد رجال الإصلاح ونصير الأسرى والمظلومين، وكان قد أمضى 24 سنة في سجون الاحتلال خلال 20 اعتقال.
وهاتف إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الشيخ يوسف، مهنئًا إياه بالإفراج عنه من سجون الاحتلال.
وأشاد رئيس الحركة خلال الاتصال بجهاد وثبات الشيخ يوسف، وتضحياته في سبيل الدفاع عن الأرض والمقدسات ودماء الشهداء، وعدَّه أيقونة للنضال الوطني الفلسطيني، وجبلًا شامخًا في وجه ممارسات الاحتلال، متمنيًا الإفراج عن جميع الأسرى من سجون الاحتلال.
وأكد أن اعتداءات الاحتلال المستمرة على شعبنا الفلسطيني في القدس والضفة المحتلة، وقيادات حركة حماس، لن تزيدهم إلّا إصرارًا على التمسك بالثوابت حتى تحقيق آمالهم بدحر الاحتلال عن أرض فلسطين، معبرًا عن الاعتزاز بأبطال الضفة الذين يسطّرون يوميًّا أمجاد شعبهم وأمتهم.
كما هنأ رئيس المجلس التشريعي بالإنابة د. أحمد بحر، النائب يوسف بتحرره من سجون الاحتلال.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه بحر أمس بالمحرر يوسف.
وأشاد بحر بصمود وثبات النائب يوسف وتضحياته؛ مؤكداً أن اختطاف الاحتلال لنواب الشعب الفلسطيني مخالف لكافة الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية، وجريمة لا بد أن يحاسب عليها الاحتلال.
وبين أن المجلس التشريعي لا يدخر جهدًا من أجل فضح ممارسات الاحتلال بحق أسرانا الأبطال الذين يقبعون خلف قضبان الاحتلال، مطالبا المنظمات الدولية بالضغط للإفراج عن جميع النواب المختطفين في سجون الاحتلال.
من جانبه، شكر النائب يوسف رئيس المجلس التشريعي بالإنابة، على اتصاله وتواصله المستمر مع النواب الذين يحاول الاحتلال تغييبهم عن الساحة الفلسطينية، وعزلهم عن أبناء شعبهم وقضيتهم الوطنية.
من جهته، هنّأ مسؤول مكتب الشهداء والجرحى والأسرى في حركة حماس القيادي زاهر جبارين، المحرر يوسف، بمناسبة الإفراج.
وأضاف جبارين في بيان أمس، أن "الشيخ حسن يوسف ركن شديد وقامة وطنية سامقة، وجبل شامخ من جبال فلسطين الرواس، قد من الله عليه بالحرية والإفراج من داخل سجون الاحتلال، بعد قضاء 20 شهرًا في الاعتقال الأخير".
وأضاف: "الحمد لله على نعمة الإفراج والتحرر من الأسر، الحمد لله على كرمه وفضله أن منّ علينا ورأينا مجاهدًا كبيرًا أبيًا حرًا بين أهله وذويه ومحبيه".