لا يملك الأطفال الذين يعيشون في مخيمات اللجوء الفلسطينية إمكانية القيام بأي من الأنشطة الترفيهية كلعب كرة القدم أو الذهاب للمسابح أو الذهاب إلى مراكز الرسم أو الالتحاق بمخيمات صيفية، فالأمر يحتاج إلى إمكانيات مادية ومساحات لإقامة تلك الفعاليات.
وتقول الطفلة داليا جمعة والتي تقيم في مخيم عين الحلوة، وهي بصف الروضة الثاني: "أحب أن ألعب مع رفاقي لأنهم لا يأتون إلى بيتي، لذلك أرغب في المجيء إلى مركز تكافل دومًا حتى ألعب بالمكعبات معهم".
في حين يقول الطفل فوزي غنام، وهو في الصف السادس الأساسي: "التحقت بمشروع الأنشطة حتى أرفه عن نفسي، ويجب أن تكون هناك أماكن للأطفال في المخيم، لأن المراكز خارجه غالية جدًا، كما أن كلفة الانتقال بالسيارات مرتفعة".
بدورها، تقول نورا كليب، وهي متطوعة بالمركز متخصصة في التربية الحضانية: "ننفذ أنشطة متعددة من بينها أشغال يدوية، وألعاب تعليمية"، مشيرة إلى أن المركز يحمي الأطفال من اللعب في الشارع، "ونتولى تعليمهم النظام، والاندماج، والعديد من المهارات الحياتية خلال تفاعلهم مع رفاقهم".
أما رانيا اللاظ، فتطوعت في المركز للاهتمام بفئة أطفال الروضة، الذين تشعر بالسعادة حين تلاعبهم، كما يشعر الأطفال بسعادة كبيرة لأنهم يحصلون على الألعاب التي يريدونها.
وتقول اللاجئة الفلسطينية من عكا: "لا يجب أن يبقى الأطفال في المنازل، خاصة خلال الصيف، فالطفل عندها يتلهى بالهاتف، وهذا يؤثر عليه سلبيًّا، بينما الألعاب الجماعية، والانخراط مع بقية الأطفال يعزز ثقته بنفسه".
مشروع متجدد
من جانبها تقول مديرة جمعية تكافل، جمال كليب، عن الأنشطة الصيفية بمركز الجمعية في مخيم عين الحلوة، إنه من الصعب على أطفال المخيم الالتحاق بفعاليات في الخارج، لذلك تنشط المؤسسات التربوية في المخيمات في تأمين أنواع من الأنشطة الرياضية والترفيهية التي يستطيع الأطفال الاشتراك فيها.
وتضيف: "في كل عام، نفتح أبوابنا خلال أيام العطلة الصيفية لاستقبال الأطفال حتى عمر الثالثة عشرة، ونحن المركز الوحيد في المخيمات الذي يستقبل الأطفال من عمر ثلاث حتى ست سنوات، واخترنا استقبالهم بعد أن زرت روضات المخيم".
ووجدت كليب أن الأطفال في هذا السن من الصعب عليهم التأقلم مع الأكبر سنًّا بسبب المهارات التي لا يستطيعون ممارستها، "فقمنا قبل سنتين باستقبال هذه الفئة العمرية، ونقوم بتدريبهم على مهارات عديدة، ونوفر لهم الألعاب التربوية المناسبة لعمرهم، فضلًا عن المشاركة في أنشطة عديدة".
وتتابع كليب: "المشروع يتجدد كل عام، وهو غير ممول من خارج المخيم، ورسوم الاشتراك فيه شبه مجانية، والمعلمات اللواتي يقمن بتدريب الأطفال متطوعات، وهن يرغبن بمشاركة الأطفال في هذه الأنشطة، لأنه ليس هناك مساحات آمنة للعب في المخيم، كما أن الأماكن الترفيهية الموجودة بالمخيم باهظة التكلفة، ولا يمكن للكثير من اللاجئين توفيرها، نظرًا لصعوبة الأوضاع المعيشية وانهيار العملة اللبنانية".
وتتابع: "لدينا قسم لصفوف الحضانة، وقسم من الصف الأول الأساسي حتى الثالث، وقسم ثالث للأطفال من الصف السادس وما فوق. كل قسم يقوم بأنشطة مختلفة عن القسم الآخر، وذلك مرتبط بالعمر، وأهمية هذه الأنشطة أنها تقوي مهارات الإبداع عند الأطفال، وفي الوقت نفسه تملأ أوقات فراغهم بما هو مناسب لأعمارهم".
المتعة والأمان
وتضيف: "وجود مراكز كهذه في المخيم يساعد في تأمين المتعة للأولاد، وتوفير مكان آمن للعب، كما يخفف أعباء وكلفة المواصلات عن الأهل، وغالبيتهم ليس عندهم القدرة على تمكين أولادهم من الحصول على ترفيه خارج المخيم، كما أن كلفة المراكز خارج المخيم مرتفعة، ما يجعل وجود مراكز كمركزنا مهمًّا للغاية".
وتوفر الجمعية ألعابًا تربوية للأطفال من ذوي الإعاقة تعمل من خلالها على دمجهم في المجتمع، وحتى يشعروا بأنهم في مجتمع آمن، "فالحق الأبرز للأطفال هو حقهم في اللعب، خاصة خلال فصل الصيف".
وتبين أن الجمعية تضم 100 طفل، ومدة الدورة شهر ونصف، كما يخضع الأطفال لدورة تعليمية عبارة عن دعم دراسي في مواد اللغتين العربية والإنكليزية والرياضيات.