تظاهر مئات الصحفيين والصحفيات ضمن الحراك الصحفي النقابي الفاعل أمام قصر العدل في مدينة الزهراء جنوب غزة رفضًا للانتخابات التي ستجريها نقابة الصحفيين بعيدًا عن الأسس الديمقراطية.
ورفع الصحفيون والصحفيات علم فلسطين، ولافتات تندّد بمسرحية الانتخابات وتطالب بغربلة عضوية النقابة، ورفع القبضة الأمنية عن النقابة، ونبذ الفئوية والاقصاء.
وردّدوا هتافات تطالب خاطفي النقابة بالانصياع للحق والقانون وعدم الزج بالواسطة لعضوية النقابة، وتدعو لنبذ الدخلاء على مهنة الصحافة من عناصر أجهزة أمن السلطة وموظفي دوائر العلاقات العامة والجهات الحكومية الرسمية.
وألقى الصحفي شادي أبو صبحة بيان الحراك الصحفي النقابي قال فيه "تأبى الجهة المتنفذة في نقابة الصحفيين والمختطفة لها منذ سنوات دون أي أساس ديمقراطي أو نقابي أو مهني إلا مواصلة التدليس والاستخفاف بجموع الصحفيين الذين عبَّروا بوضوح عن رفضهم لمسرحية الانتخابات التي تمَّ تفصيلها على مقاس حزبي ضيق بعيد كل البعد عن الأصول المهنية والنقابية والديمقراطية المتعارف عليها".
وأضاف "الأدهى من ذلك السعي الحثيث لإعادة إنتاج مسيرة الفشل النقابي مرة أخرى بثوب ديمقراطي مرقع، والإصرار على مجافاة المنطق والابتعاد عن لغة التفاهم والحوار والتوافق في الوسط الصحفي، والتضحية بمصالح الصحفيين وتطلعاتهم لنقابة مهنية تجمع ولا تفرّق وتدافع عنهم في وجه الانتهاكات أيًّا كان مصدرها".
وشدَّد أبو صبحة على أن الجهة المتنفذة في النقابة تعلم علم اليقين من هم الأقلية الذين انقادوا خلف مصالحهم الحزبية الضيقة وانخرطوا في عملية محاصصة مقيتة على حساب مصالح الصحفيين والقيم النقابية والمهنية، واستدرك بالقول "إن التحدّي مازال قائماً أن تنشر النقابة سجَّل العضوية موضحاً فيه بيانات الأعضاء من حيث الاسم رباعيًّا ومكان الإقامة وجهة العمل".
وأوضح أن الحراك الصحفي لن يسمح باستمرار اختطاف النقابة وسيواصل جهوده على مختلف المستويات محليًا وخارجيًّا من أجل فضح محاولات سرقة حق الصحفيين في انتخاب من يمثلهم ومن يعبّر عن طموحهم بواقع مهني يليق بتضحياتهم، لاسيَّما بعد الاعتصام الحاشد الذي شارك فيه مئات الصحفيين من مختلف التوجهات كصرخة في وجه مختطفي النقابة الأحد الماضي، وكجرس إنذار يحذّر من خطورة إدارة الظهر لمطالب جموع الصحفيين بوقف مسرحية الانتخابات الجارية وفتح الأفق أمام مسار ديمقراطي حقيقي.
وقال أبو صبحة "يا مزوري إرادة الصحفيين، إذا كنتم وزَّعتم كعكة مجلس النقابة عليكم ورميتم بالفتات لبعض الفصائل حتى تعطيكم الغطاء السياسي لجريمتكم الجديدة، اعلموا أنكم لن تحظوا بالشرعية أو الاعتراف من أحد فأنتم وإجراءاتكم ومؤتمراتكم باطلة وغير شرعية لن نقبل بها".
وأكد أن حشد خاطفي النقابة لموظفي الإعلام الرسمي من وكالة وفا والتلفزيون والإذاعة وغيرها من المسلوبة حقوقهم واستغلالهم في مواجهة الصحفيين الحقيقيين، لن ينجح في تزوير إرادة الصحفيين أهل الميدان الذين قاتلوا الاحتلال في معركة "ثأر الأحرار" وفي كل معركة مع الاحتلال.
وتابع "لن يصمت الصحفيون على المزاعم الباطلة والوقحة التي يسوقها مجلس النقابة في بياناته لتمرير مسرحية الانتخابات"، مؤكدا عزم الحراك النقابي للصحفي المضي قدماً في المسار القانوني من أجل انتزاع حق الصحفيين في تصحيح وضع النقابة وفق الأسس الديمقراطية والنقابية، وبما يضمن مشاركة الصحفيين باختلاف مشاربهم وتوجّهاتهم في انتخابات حرة ونزيهة تضع حداً لسنوات من الضياع وتفتح الأفق نحو نقابة مهنية قادرة على تحقيق آمال وتطلعات الصحفيين.
وقال أبو صبحة "نحن بانتظار القرار الفصل من القضاء الفلسطيني الذي نكن له كل الاحترام والتقدير، وخطواتنا وجهودنا نقابية ديمقراطية وحق أصيل لكل صحفي أمام الفئة المارقة التي تختطف نقابة الصحفيين إلى دهاليز أمنية وفئوية مرفوضة جملة وتفصيلا".
في سياق متصل، قرَّرت المحكمة الإدارية تأجيل البت في الدعوى القضائية التي رفعها عشرات الصحفيين ضد الهيئة العامة والأمانة العامة لنقابة الصحفيين إلى يوم الأحد القادم.