فلسطين أون لاين

تقرير "الحرس الوطني".. ميليشيات مسلّحة تهدّد وجود فلسطينيي الداخل

...
بن غفير و(الحرس الوطني)
الناصرة-غزة/ أدهم الشريف:

يثير إعلان وزير ما يسمى "الأمن القومي" في حكومة المستوطنين الفاشي إيتمار بن غفير، تشكيل ميليشيات حراسة في المدن المختلطة في أراضي الـ 48، مخاوف كبيرة لدى الأهالي الفلسطينيين هناك، لما ينطوي على ذلك من انتهاكات جسيمة قد تُرتكب بحقهم.

وجاء إعلان بن غفير ضمن اتفاق مع رئيس حكومته اليميني المتطرف بنيامين نتنياهو، مقابل تأجيل التعديلات القضائية، الأمر الذي عدَّهُ مراقبون تصالحًا إسرائيليًّا على حساب الدم الفلسطيني.

وفكرة إنشاء ميليشيات الحراسة تحت مسمى "الحرس الوطني" ليست وليدة اليوم، إذ إنّ رئيس حكومة الاحتلال السابق نفتالي بينيت، ووزير الأمن الداخلي السابق عومِر بارليف، أعلنا في يونيو/ حزيران 2022 انطلاق هذه المليشيات، على أن تكون جزءًا من قوة "حرس الحدود" وذراعًا لشرطة الاحتلال.

وتبلغ تكلفة تشكيل الميليشيات قرابة 31 مليون دولار تُحول كميزانية لمرة واحدة، بينما تبلغ ميزانيتها السنوية 17 مليون دولار.

واقع خطير

وقال الناشط في أراضي الـ48 المحامي خالد زبارقة: إنّ الاتفاق على تشكيل "مجموعات الحراسة" يحمل في طياته مخاطر شديدة على الوجود الفلسطيني ويشكل تهديدًا واضحًا عليهم؛ لاسيما في المدن المختلطة، من بينها اللد، الرملة، يافا، حيفا وعكا.

وأضاف زبارقة لصحيفة "فلسطين"، أنّ القلق يهيمن على المجتمع الفلسطيني في الداخل بعد الاتفاق على تشكيل الميليشيات اليهودية المتطرفة، حيث يسعى الاحتلال من خلالها إلى تطبيق رؤاه السياسية بواسطة العنف والإرهاب والقتل.

وذكر أنّ الميليشيات المراد تشكيلها مخطط لها أن تنفذ اعتداءات وعمليات قمع عنيف مثل التي شهدتها اللد وغيرها من مدن الداخل في هبة الكرامة المرافقة لمعركة سيف القدس في مايو/ أيار 2021.

وبيّن زبارقة أنّ قوات الاحتلال ارتكبت حينها انتهاكات وجرائم جسيمة بحقّ أهالي الداخل وصلت إلى حد الإعدام، وأصابت العديد منهم، وصادرت ممتلكاتهم وحرقت بيوتهم، لافتًا إلى أنّ هذه الميليشيات هي نفسها التي تعتدي على المواطنين والأهالي في حوارة وتصادر ممتلكاتهم وتحرق منازلهم.

ونبَّه إلى أنّ فلسطينيي الداخل يلمسون بوضوح سياسات الاستهداف الإسرائيلية المتعمّدة للوجود الفلسطيني في الداخل.

لكنه شدد على أنّ أهالي الداخل صامدون ثابتون في بيوتهم ومتمسكون بوجودهم على أرضهم رغم انتهاكات الاحتلال التي لا تتوقف.

وأضاف زبارقة أنّ قرار تشكيل ميليشيات الحراسة في المدن المختلطة، يتطلب المزيد من الثبات والتصدي لمحاولات استهداف الوجود الفلسطيني ومستقبل الأجيال المقبلة.

أجندة متطرفة

من جهته، قال عضو اللجنة الشعبية في مدينة اللد تيسير شعبان: "إنّ بن غفير يسعى لإيجاد هذه الميليشيات المتطرفة بقوة حتى تُطبّق أجندته السياسية المتطرفة".

وأضاف شعبان لـصحيفة "فلسطين": فاتورة تكوين هذه الميليشيات يدفعها فلسطينيو الداخل، وهم ضحية بين اليمين واليمين المتطرف في كيان الاحتلال.

وتابع: "شاهدنا كيف اعتدت الميليشيات على أهالي المدن التاريخية في الداخل بعد هبة الكرامة، وحاليًّا تُشكل هذه الميليشيات رسميًّا وتدعمها الحكومة، الأمر الذي يُنذر بمخاطر كبيرة تهدد فلسطينيي الداخل".

وبيّن أنّ مهمة هذه الميليشيات الاعتداء على فلسطينيي الداخل وترويعهم، محذرًا إياها من القيام بذلك في الوقت الذي تدرس فيه الأطر والأحزاب السياسية كيفية مواجهة مخططات بن غفير، ونقل المشاهد إلى العالم بأكمله بما في ذلك الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان.

اقرأ أيضًا: تقرير لجنة شعبية: تشكيل شرطة الاحتلال كتيبة جديدة في اللد لمزيد من القمع والسيطرة

ونبّه إلى أنّ هذه الميليشيات ستحصل على الدعم الكامل من حكومة المستوطنين، وهي مفصلة تمامًا حسب رؤية وأجندة بن غفير.

ناقوس خطر

من جهته، دقَّ عضو حركة كفاح الناشط سامي ناشف، ناقوس الخطر لدى فلسطينيي الداخل والضفة والقدس، من الاتفاق على تشكيل ميليشيات الحراسة.

وقال ناشف في تصريحات صحفية: تشكيل ميليشيات تابعة لبن غفير أمر خطير جدًّا، ويُشكّل خطرًا على عدة أصعدة، الأول؛ أنّ وجود ميليشيات تحت إدارة الكيان يعطيها شرعية دولية بأنّ ما يفعله المستوطنون شرعيًّا، حيث أصبحوا جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي الإسرائيلي.

وتابع: أنّ الخطر الثاني يتمثل باستخدام الميليشيات ضد فلسطينيي الـ48 بشكل كبير، فشرطة الاحتلال لا تتعامل معهم بالشكل الذي يُرضيها، وإنما تريد التعامل معهم كما تتعامل الميليشيات بالضفة الغربية.

وحذّر من أنّ تشكيل الميليشيات سيتيح للمستوطنين تنفيذ المزيد من الاقتحامات للمسجد الأقصى، تحت إطار ما يسمى أداء الطقوس التلمودية.

إعدامات ميدانية

بينما قال التجمع الديمقراطي في بيان: إنّ "توافق رؤساء الائتلاف والمعارضة في (إسرائيل) على الشروع في حوار لتمرير التعديلات القضائية، يأتي بعد خضوع نتنياهو لابتزازات بن غفير وأهمها إقامة ميليشيات شرطة خاصة تخضع لأوامره".

وأضاف أنّ هدف بن غفير المُعلن منذ حملته الانتخابية هو تسليح المستوطنين اليهود لمحاربة الفلسطينيين وتنفيذ إعدامات ميدانية وترهيب العرب في المدن المختلطة، عقب هبة الكرامة وما تبعها من أحداث، وهو ما يعتبر عصابة لكن وفقًا للقانون وتحت وشاية ورعاية وزير مدان بالإرهاب في السابق.

بينما قالت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة: "إنّ هذه العصابات بقيادة المدان بدعم الإرهاب بن غفير ستستهدف أول ما تستهدف المواطنين العرب، لكنها لن تكتفي بذلك وستصل كل من يجرؤ على التفكير بشكل نقدي".