فلسطين أون لاين

السياسات المتطرفة لحكومة نتنياهو لن تثني شعبنا وسننتصر عليها

حوار هارون ناصر الدين: عنصرية الاحتلال ستُقابَل برد عنيف.. واستمرار "التنسيق الأمني" جريمة

...
هارون ناصر الدين عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية " حماس" (أرشيف)
إسطنبول- فلسطين/ أدهم الشريف:

أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس هارون ناصر الدين، أنّ السياسات العنصرية لحكومة ائتلاف اليمين المتطرف برئاسة بنيامين نتنياهو، والقوانين الصادرة عنها، ستُقابل بردٍّ عنيف من الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، وخاصة الضفة الغربية المحتلة، بما فيها مدينة القدس.

وعدَّ من جانب آخر، التنسيق الأمني مع الاحتلال "جريمة بحق شعبنا"، تتطلب تنفيذ إعلان السلطة وقفه، تزامنًا مع تصاعد الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية.

وأضاف: إنّ "حكومة نتنياهو متطرفة ومتعصبة وعنصرية، بدلالة مجموعة القوانين التي أقرتها مؤخرًا، وتستهدف شعبنا في القدس والضفة والداخل".

اقرأ أيضًا: ناصر الدين: شعبنا لن يقف متفرجًا أمام سياسات الهدم والتهجير بالقدس

وبيّن أنّ الاحتلال يُركّز استهدافه لهذه المناطق، لأنّ المقاومة فيها لا زالت في حالة تصاعد مستمر منذ معركة سيف القدس في مايو/ أيار 2021، وقد أذاقت الاحتلال ويلات متتالية ولقّنته دروسًا صعبة جدًا، ولذلك يحاول الاحتلال الانتقام عبر مزيد من الانتهاكات.

وأشار إلى أنّ حكومة الاحتلال تعتقد أنها قادرة على اتّباع سياسة تكسير العظام التي انتهجها جيش الاحتلال في انتفاضة الحجارة 1987، واستطاع شعبنا أن يكسرها وينتصر عليها.

ولفت إلى استمرار عمليات التهويد والهدم في القدس، والتي طالت أكثر من 42 منزلًا في يناير/ كانون الثاني الماضي، فضلًا عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى، والهجمة الشرسة على الأسرى، عادًّا أنّ ردود الفعل هذه تعكس حالة الاضطراب لدى حكومة الاحتلال.

وتابع: السياسات المتطرفة لحكومة نتنياهو لن تثني عزيمة شعبنا، وسينتصر عليها.

وأكمل ناصر الدين: إنّ "شعبنا على مر السنوات السابقة استطاع أن يحمي القدس والمسجد الأقصى، وأن يرابط ويدافع عنهما، وهو مستمر في ذلك حتى تحريرهما".

سياسات عنصرية

واستدرك: "سياسات الاحتلال العنصرية والقوانين الجديدة التي أتى بها نتنياهو وإيتمار بن غفير (وزير الأمن القومي)، لن تكسر شعبنا وسيستطيع أن يتغلب عليها كما فعل من قبل، بدلالة حالة العصيان المدني والمواجهة التي يخوضها أهالي القدس وضواحيها ردًّا على عنصرية الاحتلال".

من جانب آخر، أكد ناصر الدين أنّ حركة حماس تعمل في النطاق الدولي بشكل حثيث من أجل تعزيز وتوسيع هذه العلاقات، وقدمت مذكرات حول حكومة الاحتلال المتطرفة إلى الأمم المتحدة، والعديد من الدول الصديقة.

وتابع عضو المكتب السياسي لحماس: إنّ "حركته طرحت انتهاكات الاحتلال والقوانين التي يقرها ضد شعبنا، وقد استطاعت توصيل رسالتها إلى جميع دول المنطقة، وقد أصبحت صورته مكشوفة وللتأكيد على نبذه".

وبيَّن أنّ قوانين الاحتلال وجرائمه تزيد من اتضاح صورة الاحتلال أمام العالم، وما يرافق ذلك من عمليات ملاحقة ومصادرة وهدم.

وأشار إلى أنّ الهدف من هذه المساعي، حشد رأي عام دولي وعربي وإسلامي ضد الاحتلال، وفضح سياساته وانتهاكاته أمام المجتمع الدولي والأمم المتحدة، ولدفع العالم إلى الوقوف أمام مسؤولياته تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، مثلما يقوم بمسؤولياته تجاه أوكرانيا بعد الحرب مع روسيا.

وأضاف: "إنّ إطلاع الدول من حولنا على أوضاع قضيتنا، يضع العالم أمام حقوق ومتطلبات شعبنا".

وطالب ناصر الدين الأنظمة والدول العربية بعدم التعاطي مع الاحتلال أو تطبيع العلاقات معه، مضيفًا: أنّ المطبعين مع الاحتلال لن ترجع إليهم أيّ مكاسب، بل إنّ التطبيع سيكون حملًا عليهم.

وأشاد برفض الشعوب العربية والإسلامية لاتفاقيات التطبيع، وتجلّى ذلك في مونديال كأس العالم بقطر، إذ شهدت القضية الفلسطينية تأييدًا كبيرًا.

اقرأ أيضًا: القيادي "ناصر الدين" يدعو لزيادة الرباط في الأقصى والإبراهيمي

وأوصى عضو المكتب السياسي لحركة حماس، الأنظمة العربية بضرورة الالتفاف حول مواقف شعوبها الرافضة للتطبيع، "فالاحتلال الصهيوني لا يريد من التطبيع سوى الاستفادة قدر الإمكان من هذه الدول دون أن يقدم أيّ فائدة لها".

ورأى أنّ نهاية التطبيع الفشل، ولا سيما أنّ دولًا أبرمت اتفاقيات مع الاحتلال منذ عشرات السنين، لكنّ شعوبها لم تتقبله حتى الآن.

خطوات عملية

وفي موضوع التنسيق الأمني، قال ناصر الدين: إنّ هذه السياسة أثبتت فشلها بأن يُقدّم الاحتلال شيئًا للسلطة في رام الله، داعيًا إياها إلى اتخاذ خطوات عملية بوقفه وعدم ملاحقة المقاومين.

وشدَّد على أنّ "الاحتلال لا يفهم إلا لغة المقاومة، ولن تُستعاد الحقوق عبر التنسيق الأمني، وإنما من خلال المقاومة، لذلك فهو جريمة ترتكب بحق شعبنا، ويتوجب على السلطة تطبيق ما أعلنته حول وقفه مع الاحتلال".

وأردف: إنّ شعبنا الفلسطيني سئم الاحتلال ويريد التحرر منه، وهو الذي يحمي المقاومة في كل زمان ومكان، بدلالة الالتفاف الكبير حولها في دفاعها عن القدس والأقصى، داعيًا أبناء شعبنا إلى مزيد من الالتحام مع المقاومة للخلاص من الاحتلال.

وفي موضوع المصالحة الوطنية، أكد ناصر الدين أنّ حركة حماس حاولت مرات عديدة توحيد غزة والضفة، وكان الحل الأمثل الاحتكام إلى إرادة شعبنا بإجراء انتخابات عامة، لكنّ رئيس السلطة محمود عباس عطّلها بدعوى واهية؛ في إشارة إلى قرار تعطيل الانتخابات بذريعة عدم موافقة الاحتلال على إجرائها بالقدس.

وأكد أنّ "وحدة شعبنا ضرورة ومهمة وأولوية عُليا حتى يستطيع أن يقف صفًّا واحدًا أمام حكومة الاحتلال العنصرية، وقد سعت(حماس) إلى تحقيقها من خلال اتفاق الجزائر".

وعدَّ أنّ وقف التنسيق الأمني يؤدي إلى تحقيق الوحدة الوطنية، مشيرًا إلى أهمية المقاومة الشعبية في النضال ضد الاحتلال.

ودعا حركة فتح والسلطة للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مقاومته الشعبية ضد الاحتلال.

وأكد أنّ حركة حماس مع أيّ انتخابات فلسطينية ممكن أن تعقد، لأنها الوسيلة الواضحة والجلية للتعبير عن رأي شعبنا، مشددًا على أهمية الالتفاف حول أهل القدس، والتصدي لانتهاكات حكومة الاحتلال التي تأتي بقوانين عنصرية.

وناشد أهالي الضفة والداخل المحتل سنة 1948، بشد الرحال إلى القدس والدفاع عن الأقصى، حتى يشعر الاحتلال أنّ المقدسيين ليسوا وحدهم، وإنما خلفهم شعب كامل.

كما طالب الشعوب العربية والإسلامية بالخروج في مسيرات مليونية، هدفها إيصال رسالة للاحتلال أنّ الشعب الفلسطيني ليس وحده، وأنّ القدس هناك من يدافع عنها، وأنّ العالم العربي والإسلامي يقف صفًّا خلف الشعب الفلسطيني وقضيته.