فلسطين أون لاين

​"اليوم جارك وغدًا دارك" حملة لمواجهة هدم منازل المقدسيين

...
منزل عائلة أبو سنينة الذي هدمته قوات الاحتلال في القدس المحتلة
القدس المحتلة / غزة - عبد الرحمن الطهراوي

منذ اللحظات الأولى لهدم الجرافات الإسرائيلية منزل المواطن عبد الكريم أبو سنينة في حي البستان ببلدة سلوان في مدينة القدس المحتلة قبل بضعة أيام، بادر قتيبة أبو سنينة برفقة شبان آخرون إلى إزالة ركام المنزل استعداد لإعادة بناءه للمرة الثانية على التوالي.

ويتطوع الشاب قتيبة في أنشطة حملة "اليوم جارك وغدا داك"، التي أطلقها شبان حي البستان، أخيرا، بهدف زيادة الحاضنة الشعبية مع أصحاب المنازل المدمرة أو المهددة بالهدم، إلى الجانب العمل على زيارة وعي المواطنين من مخططات الاحتلال التهويدة.

وتعهد المشاركون والمتطوعون بالحملة الشعبية الشبابية بإعادة بناء كل يهدمه الاحتلال في بلدة سلوان، حتى يغلب مشهد البقاء في الدار والتشبث في الأرض على صور الدمار والتهجير التعسفي، رغم قلة إمكانيات أهالي مدينة القدس وخضوعهم لجملة من القيود الإسرائيلية.

وتعد بلدة سلوان بمثابة الحاضنة الجنوبية للمسجد الأقصى والبلدة القديمة، لذلك يحاول الاحتلال منذ سنوات طويلة استهدافها وتهجير السكان الفلسطينيين الأصليين وتوطين المستوطنين، وذلك عبر مصادرة الأراضي وهدم المحال التجارية والمنازل بموازاة منع إصدار رخص بناء جديدة.

وقال أبو سنينة إن فكرة حملة "اليوم جارك وغدا داك" تبلورت بداية على مواقع التواصل الاجتماعي دون أي تخطيط مسبق، ثم انتقلت بأهدافها إلى الأرض وتحديدا في أحياء بلدة سلوان، لمواجهة سياسات الاحتلال وقرارات الهدم التي تصاعدت وتيرتها في الفترة الماضية.

ووصف أبو سنينة التفاعل الشعبي مع أهداف الحملة بـ "بالمقبول"، مضيفا لصحيفة "فلسطين" التفاعل يزداد يوما عن الآخر، بعدما استشعر الجميع خطورة الأمر وأن شبح الهدم والتهجير قد يطال منازلهم مثلما حدث مع عائلة أحد أقارب العائلة "أبو حامد".

ويسعى الاحتلال من وراء هدم منزل عبد الكريم أبو سنينة كلما أعاد المتطوعون بناء المنزل، إلى تسهيل حركة دخول الجرافات الإسرائيلية إلى وسط حي البستان للشروع بهدم منازل فلسطينية أخرى، بحجة البناء دون ترخيص.

ولم تتوقف الجرافات الإسرائيلية طوال السنوات الماضية عن هدم ممتلكات ومنشآت المقدسيين، حيث وزعت طواقم بلدية الاحتلال نهاية الأسبوع المنصرم أوامر لعدد من أصحاب المنازل في سلوان تقضي بهدم منازلهم، وكذلك افتتح الاحتلال كنيسا يهوديا في حي بطن الهوى مؤخرا.

من جانبه، ذكر عضو لجنة الدفاع عن أراضي حي سلوان، فخري أبو دياب أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف منذ سيطرته على مدينة القدس بلدة سلوان، التي تعتبر خط الدفاع الأول على المسجد الأقصى والبلدة القديمة والحامية الجنوبية لهما.

وأوضح أبو دياب لصحيفة "فلسطين" أن عدد سكان سلوان يقدر وفق إحصائيات نهاية العام المنصرم بنحو56 ألف نسمة، ومقابل ذلك وزع الاحتلال على الفلسطينيين خلال الأعوام الثلاثة الماضية قرابة 5200 قرار هدم لمنازلهم وممتلكاتهم، أي بما يوازي 40% من إجمالي عدد السكان.

ونتيجة لتلك المخاطر _والحديث لأبو دياب_بادر أهالي سلوان إلى أطلاق حملات شعبية تقف في وجه مخططات الاحتلال، حيث كان آخرها حملة "اليوم جارك وغدا داك"، وذلك لتحقيق عدة أهداف أهمها رفع وعي الأهالي ونشر دعوات الصمود والثبات والتحدي بينهم.

وقال "كل بيوت سلوان مستهدف وجميع العائلات مهددة بالتشريد، فالكل سيكون تحت مطرقة وأنياب الجرافات التهويدية والعقاب الجماعي سيطال الجميع، وذلك في ظل وجود مشروع إسرائيلي لتصفية وجود العرب والفلسطينيين في تلك المنطقة وعلى إثر ذلك يمارس الاحتلال أقصى دراجات الضغط والعقوبات الكيدية".

وبين أبو دياب أن خضوع الاحتلال للمقدسين بعد اعتصامهم لقرابة الأسبوعين أمام بوابة الأقصى المغلقة، بمثابة رسالة لجميع سكان بلدة سلوان تدعوهم للتوحد حتي يفشل الاحتلال في تنفيذ خططه.

ويعتبر الاحتلال بلدة سلوان بجميع أحياءها، بمثابة المرافق المحيطة بالهيكل المزعوم، لذلك يسعى لتهجير السكان وإحلال المستعمرين ويخطط في الوقت ذاته لزرع 25 ألف مستوطن مع نهاية عام 2030.