فلسطين أون لاين

تقرير الاحتلال يهدم آمال عائلة أبو فرحة المقدسية ببيت صالح للسكن

...
الاحتلال يهدم آمال عائلة أبو فرحة المقدسية ببيت صالح للسكن
القدس المحتلة – غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

اختصر المواطن المقدسي صلاح أبو فرحة على نفسه "اللف والدوران غير المنتهي" في أروقة محاكم الاحتلال الإسرائيلي العنصرية؛ ليقينه التام أن قضاء المحتل لن ينصف يوماً فلسطينيًّا، فلجأ لهدم بيته الذي لطالما حلم به بيده.

يقع بيت عائلة أبو فرحة في رأس العامود بالقدس المحتلة، وهو مبنيٌ منذ عام 1965م، ومنذ سنوات طويلة وهم يحاولون الحصول على قرار ترميم من سلطات الاحتلال دون أي فائدة، فالبيت لم يعد صالحاً للحياة الآدمية.

يقطن في هذا المنزل الذي هدم قسريًا في سبتمبر/ أيلول الماضي، الأم وابنها صلاح المتزوج ولديه أربعة أبناء وأسامة المتزوج ولديه ستة أبناء، فقررت العائلة قبل ستة أشهر أن تبني طابقاً ثانياً حيث لم يعد المنزل يتسع لهم "مساحة الشقة ثمانون متراً".

منذ ستة أشهر بدأت العائلة في بناء الطابق الثاني، ولكنها توقفت فترة بسبب وفاة الوالدة، ثم استأنفت البناء قبيل ثلاثة أسابيع، وبعد انتهاء التشطيب واقتراب السكن فيه، يقول صلاح:" فوجئنا بقوات كبيرة من شرطة وجيش وبلدية الاحتلال تحاصر المكان وتخطرنا بضرورة الهدم بداعي عدم الترخيص".

ولعلم عائلة أبو فرحة بأن الحصول على ترخيص في القدس أمرٌ مستحيل، وأن الحصول أيضاً على حكم قضائي منصف هو "ضربٌ من الخيال" فإن العائلة قررت اختصار الطريق وطلب العوض من الله وهدم منزلها ذاتياً.

يضيف أبو فرحة: "جاؤونا مرتيْن خلال أسبوع يهددون ويتوعدون أنه إذا لم نهدم فسيهدمون هم ونتحمل التكاليف الباهظة، ويتم اعتقالنا، لم يكن لدينا استعداد للف والدوران في محاكمهم الظالمة لأننا لن نستفيد سوى مزيدٍ من الضرائب والمخالفات، والمنع من السفر والاعتقال على الحواجز".

رباط أصيل

ويبين أبو فرحة أن اللجوء لقضاء الاحتلال يعني أن تصبح المخالفات خلال عامين ثلاثة ملايين شيكل بدلاً من مئتي ألف حالياً، مضيفاً: "سلطات الاحتلال بعيدة كل البعد عن القانون في التعامل مع الفلسطينيين خاصة المقدسيين، لمين تشكي وغريمك القاضي؟".

ويتابع: "لو رأيتِ كيف هاجمونا وكأننا قد بنينا ثكنة عسكرية، أو تعدينا على شارع التفافي، نحن لم نفعل شيئاً سوى أننا بنينا بيتاً في أرضنا ووطننا".

ويشير أبو فرحة إلى أن القهر الذي شعر به وهو مضطرٌ لهدم بيته بيديه هو نوعٌ أصيل من الرباط في أرض فلسطين، "فليس هناك أشد قهراً من أن تهدم بيتك بقرارٍ من محتلك، وجودهم غير قانوني على أرضنا، بينما هم يدعون أن بناءنا للبيوت هو غير القانوني".

الشعور بالقهر لم يتسلل لقلب صلاح فقط بل شاركه فيه شقيقه أسامة الذي لم يستطع تحمل نظرات الألم والحسرة في أعين أطفاله وأطفال شقيقه وهم يرون والديْهما مضطرين لهدم البيت الذين كانوا يحلمون كل يوم بأن يسكنوه.

يقول أسامة: "كانوا يراقبون البناء كل يوم ويوزعون الغرف فيما بينهم، فهذه الغرفة للبنات وتلك للأولاد، والأمر ذاته كانت تفعله زوجتيْنا، لقد هدموا أحلامنا جميعاً".

ويشير إلى أن الاستئجار والتوسع في القدس أمر بالغ الصعوبة، فالإيجارات تصل لخمسة آلاف شيقل شهرياً، وهو أمرٌ يعجز عنه أغلب المقدسيين.

ويستدرك أبو فرحة بالقول:" لكن رغم كل ما يفعلونه فنحن باقون في القدس، ولن نخرج منها، فإن هدموا البيت فسنبني خيمة، وإن هدموا الخيمة، فسننام في العراء ولن نترك أرضنا".

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، قد أجبرت يوم الأحد، المقدسي صلاح أبو فرحة على هدم جزء من منزله، في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك.