مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية المزمع عقدها في مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، بات حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة، عرضة لهجمات المستوطنين المتطرفين لتهجيرهم من منازلهم.
وتحاول الأحزاب اليمينية المتطرفة، حشد الأصوات عبر تكثيف هجماتها على الأحياء المقدسية والدعوة لتهجير سكانها، إلى جانب الإعلان عن إقامة مشاريع عنصرية عليها، في حال حصولهم على مقاعد في الكنيست (برلمان دولة الاحتلال).
ويقود عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير، اعتداءات المستوطنين على سكان الشيخ جراح، في محاولة منه لحشد الأصوات قبيل عقد الانتخابات.
وكان بن غفير، توعد بتهجير أهالي الحي، من منازلهم حال حصوله على حقيبة وزارية، فيما أشهر سلاحه الشخصي، في وجه الأهالي الأسبوع الماضي، خلال تصديهم لاقتحامات المستوطنين.
ويتهدد عشرات العائلات الفلسطينية التي تسكن الشيخ جراح، منذ عام 1956م، خطر التهجير لصالح جمعيات استيطانية بزعم أنها "ملكية يهودية قبل عام 1948 م.
يقول الناشط المقدسي محمد أبو الحمص: إن "الأحزاب اليمينية المتطرفة توظف الجرائم التي ترتكبها في الشيخ جراح لحشد الأصوات في الانتخابات الإسرائيلية المقرر إجراؤها مطلع الشهر القادم".
اقرأ أيضا: 3 مشاريع استيطانية بالشيخ جراح.. مساعٍ إسرائيلية لتفريغ الحي من ساكنيه
ويوضح أبو الحمص لصحيفة "فلسطين" أن الجرائم التي يرتكبها المستوطنون المحميون من شرطة الاحتلال في الحي المقدسي، هدفها "تفريغه" من سكانه الأصليين واستبدالهم بمستوطنين وإقامة مشاريع استيطانية جديدة.
ويبين أن عددًا من المشاريع الاستيطانية التي طرحت الأسبوع الماضي تهدف لمضاعفة الاستيطان والمستوطنين في الحي المقدسي، وربطه بما يسمى القدس الغربية، ومشروع آخر يفصل شمالها عن جنوبها.
ويضيف أبو الحمص أن بعض المشاريع المطروحة تشتمل على خطة لبناء مبنى سكني مكون من ستة طوابق، وآخر لهدم مبنى قائم وإنشاء مبنى سكني جديد من خمسة طوابق، وإضافة إلى تشييد مبنى تجاري ومكاتب من ستة طوابق بحي الشيخ جراح.
ويشير إلى أن أهالي الحي يتعرضون لضغوط نفسية واعتداءات مستمرة من الاحتلال، وبطرق ملتوية وغير قانونية للاستيلاء على منازلهم لرفضهم "مقترح التسوية".
من جانبه، يؤكد رئيس لجنة حي الشيخ جراح عارف حماد، أن سكان الحي يخشون من تزايد اعتداءات المستوطنين عليهم عشية الانتخابات الإسرائيلية، وأن يتم طردهم من منازلهم في حال فوز اليمين المتطرف.
ويقول حماد لصحيفة "فلسطين": إن "اليمين الإسرائيلي المتطرف وجماعات المستوطنين يحاولون زيادة هجماتهم على الحي، في محاولة منهم لحشد الأصوات والتأييد في الانتخابات المرتقبة".
ويبين أن الاحتلال والجمعيات الاستيطانية لا تتوقف عن سن قوانينها العنصرية والتي تحاول تشريد الفلسطينيين من منازلهم والسيطرة عليها لاستكمال مشاريعها الاستيطانية، مضيفًا: "أن الاحتلال لا يتعامل مع الموضوع على أساس قانوني، وإنما على أساس سياسي وعنصري".
ويؤكد حماد أن الاحتلال يخطط لإزالة جميع الأحياء العربية حول مدينة القدس، بهدف استكمال مشروع الحوض المقدس الذي يبدأ من وادي الربابة في بلدة سلوان، ومرورًا بحيي البستان ووادي حلوة في البلدة، ووادي الجوز وصولًا إلى حي الشيخ جراح.
ويشير إلى أن الاحتلال يحاول منذ أعوام تنفيذ مخططه العنصري المعروف باسم يهودية الدولة والهادف لتهجير كل ما هو فلسطيني ومسيحي من مدينة القدس.