الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
فقد عاجلتنا الأخبارُ بوقوع آيةٍ من آياتِ الله الكبرى، الدالة على قُدرته وعظمته، أعني كسوف الشمس، والتي ستقعُ ظهيرة يوم الثلاثاء، الموافق 25/10/2022م، بإذن الله ربِّ العباد، والتي يُعرّفها الفقهاءُ وخسوفَ القمر بأنها: ذهابُ ضوءِ أحد النَّيريَّنِ (الشمسُ أو القمر) أو بعضه، وتغيُّره إلى سواد.
وإزاءَ هذا، وعطفًا على تكليفِ وزارة الأوقاف لأئمة مساجدها بإقامة صلاة الكسوف تفاعلًا مع هذه الآية الكونية، وإقامةً لسنة النبيِّ صلى الله عليه وسلم إزاءها، رغبتُ في كتابةِ هذه المقالة، التي جمعتُ فيها تلخيصًا لأبرز المسائل والأحكام الفقهية التي تتعلقُ بإحياء هذه السنة، تذكيرًا للأئمة، وإفادةً للنَّاس، وذلك في بنودٍ ثمانية، على النحو الآتي:
1.تُندبُ الصلاة حالَ وقوع الكسوف أو الخسوف، ووقوع الصلاة يكونُ بكيفيةٍ مخصوصة؛ وإنما شُرعتْ الصلاةُ رغبةً إلى الله تعالى في ردِّ نعمة الضوء، وطمعًا في رحمته، وخوفًا من عقابه.
2.وقتُ صلاة الكسوف أو الخسوف يبدأ من بدء ظهور هذه الآية إلى حينِ زوالها.
اقرأ أيضا: فلسطين تشهد كسوفاً لأكثر من ساعتين الثلاثاء القادم
3.يجوز إقامة الصلاة جماعةً وفرادى، والجماعةُ أفضل، ويُدعى لها في المساجد بقول المؤذن: الصلاة جامعة، ويجوز للنساء حضور هذه الصلاة، أو أنْ تصليها في بيتها.
4.هيئة الصلاة: عبارة عن ركعتين، في كلِّ ركعةٍ قراءتان وركوعان وسجودان، يفتتح الركعة الأولى بالتكبير، ثم قراءة الفاتحة وما تيسر من القرآن، ثم يركع الركوع الأول، ويرفع، ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر من القرآن على نحوٍ أقلَّ من القراءة الأولى، ثم يركع ويسجد، ثم يقوم للركعة الثانية، ويفعل كما فعل في الأولى، والفرق عن أي ركعتين عاديتين أنه يزيد ركوعًا في كل ركعة، مع قراءةٍ جديدةٍ بعده.
5.تستحب الإطالة في القراءة، والركوع، والسجود، ومن لم يطق القيام فيجوز له الصلاة جالسًا.
6.إذا انتهى الناسُ من الصلاة ولا زالتْ الآيةُ قائمةً؛ فلا يُصلونَ مرةً وأخرى؛ وإنما يستحبُّ لهم جملة من الأعمال الصالحة، كالدعاء والاستغفار والتكبير والصدقة، وما إلى ذلك، مما تُستدرُّ به رحمة الله.
7.من فاته الركوع الأول من الركعة الأولى أو الثانية فقد فاتته ركعة، ويلزم أنْ يأتي بعد تسليم الإمام بما فاته؛ والمعنى أنَّ إدراك الركوع الأول مع الإمام شرطٌ لتحصيل الركعة، وأما من فاتته الصلاة وقد انجلى وقتها؛ فلا يُشرعُ له أدائها؛ لأنَّ سبب مشروعيتها قد انتهى.
8.يُستحب للإمام أنْ يخطب خطبة قصيرة بعد الصلاة، تذكيرًا للناس، وموعظة لهم، ولعلهم يتقون.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه.
إعداد: عبدالعال بن محمد الأسطل