توافق هذه الأيام الذكرى السنوية الأولى للعملية البطولية التي نفذها عددٌ من الأسرى الفلسطينيين، عبر حفر نفق من داخل سجن جلبوع الأكثر تحصيناً من بين معتقلات الاحتلال، لانتزاع حريتهم رغم التشديدات الأمنية المفروضة في محيط المعتقل.
ونجح ستة أسرى فلسطينيين بتاريخ السادس من أيلول/ سبتمبر 2021، من تحرير أنفسهم من سجن جلبوع عبر نفق الحرية، وهم محمود العارضة ومحمد العارضة وأيهم كممجي ويعقوب قادري وزكريا الزبيدي ومناضل انفيعات.
وشرعت قوات الاحتلال في حملة تمشيط واسعة بعد انتزاع الأسرى الستة حريتهم، بحثاً عنهم وسعياً لإعادة اعتقالهم، وخلال فشلٍ استخباراتي امتد لأسبوعين كاملين تمكن جنود الاحتلال من العثور على أبطال الحرية.
أحكام جديدة
عرضت سلطات الاحتلال الأسرى الستة للمحاكمة، وقضت بالسجن الفعلي مدة خمس سنوات إضافية لأحكامهم السابقة، وغرامة مالية بقيمة 5 آلاف شيقل.
والأحكام السابقة التي يواجهها الأسرى الستة، هي: محمود العارضة محكوم بالسجن 99 سنة، ويعقوب قادري محكوم بمؤبدين و35 سنة، وأيهم كممجي محكوم بمؤبدين ومدى الحياة، ومناضل انفعيات موقوف دون محاكمة، ومحمد العارضة محكوم بثلاثة مؤبدات و20 سنة، وزكريا الزبيدي موقوف منذ عام 2019، وجميعهم من محافظة جنين.
وحكمت سلطات الاحتلال على خمسة أسرى آخرين بالسجن 4 سنوات، وغرامة مالية 2000 شيقل، بتهمة مساعدة الأسرى الستة على انتزاع حريتهم.
الانتصار على السجان
الأسرى الخمسة، هم محمود أبو شرين وقصي مرعي وعلي أبو بكر ومحمد أبو بكر وإياد جرادات، وتعرض الأسرى لعدة اعتداءات من قبل إدارة سجون الاحتلال.
ونفذ الأسرى الفلسطينيون الأسبوع الماضي عدداً من الإجراءات الاحتجاجية وصولاً للإضراب الشامل عن الطعام، رفضاً لتنكيل إدارة سجون الاحتلال بهم والتنصل من التفاهمات التي جرت في أعقاب عملية نفق الحرية، قبل أن تتراجع قوات الاحتلال عن جميع إجراءاتها التعسفية الأخيرة بحق أسرى المؤبدات والأحكام العالية.
وباركت حركة “حماس” للحركة الأسيرة انتصار إرادتها على السجّان الصهيوني، مؤكدةً أنَّ تحريرهم على رأس أولوياتها الوطنية.
وأكدت أنَّ ما تحقّق من إنجاز يضاف للسجل الحافل لبطولات الحركة الوطنية الأسيرة وتضحياتها، ويدلّل مجدّداً على أنَّ الوحدة التي تجسّدت داخل السجون وخارجها قادرة على لجم أي عدوان صهيونيّ قد يستهدف الأسرى في قادم الأيام.