أحيت عائلة الطفل المقدسي الشهيد محمد أبو خضير، أمس السبت، الذكرى السنوية الثامنة لاستشهاده، في إثر تعرضه للقتل والحرق على يد مجموعة من المستوطنين.
ووسط هتافات غاضبة، قامت عائلة الشهيد ومئات المقدسيين بوضع إكليل من الزهور على ضريحه، وأكدت والدته سهى أبو خضير، أنه رغم مرور سنوات على جريمة قتل نجلها، إلا أن تلك الحادثة باتت كابوساً يلاحق أفراد الأسرة كافّة.
وقالت: "في كل مرة تقترب الذكرى؛ تتوالى عليّ المتاعب النفسية والصحية، فيوم استشهاده الأصعب في حياتي، وما زال حزني عليه كحزن يوم فراقه".
واستذكرت أبو خضير تفاصيل قتل نجلها، وقالت إنه "في فجر الرابع من رمضان، الموافق الثاني من تموز/يوليو عام 2014، كان محمد في طريقه لأداء صلاة الفجر، في مسجد بلدته شعفاط، شمال شرق القدس، قبل أن يستوقفه بعض المستوطنين".
وتابعت: "أمام سؤال هؤلاء المستوطنين عن الطريق المؤدي لمدينة (تل أبيب)، قام بإرشادهم لعدة أمتار قبل أن يقدموا على خطفه ووضعه في المركبة عنوة، ومن ثم اقتياده إلى غابة دير ياسين، وحرقه وهو حي، ومن ثم التمثيل بجثته وإلقائها هناك".
واستنكرت أبو خضير تناسي ملف نجلها، مشيرة إلى أنه منذ استشهاد محمد وحتى الآن؛ لا يوجد أي شيء قدم للجهات الحقوقية والقانونية محليا أو عالميا، مع غياب دور السلطة الفلسطينية عن دعم العائلة إنسانيا أو قانونيا.
ونبهت إلى أن "طبيعة العقلية الإجرامية للمستوطنين تؤكد إمكانية تكرار ما حصل مع نجلها، خصوصا في ظل الحكومات الإسرائيلية الإجرامية الداعمة للاستيطان في القدس، وتزامنا مع الصمت العالمي والدولي الذي لم يعاقب المحتل على تلك الجرائم الشنيعة".
وقللت أبو خضير من أي جهد قضائي من قبل حكومة الاحتلال، مؤكدة أن الجريمة، وإن نفذت من قبل مجموعة من المستوطنين؛ إلا أن "الكل شارك فيها، حكومة وقضاء إسرائيليا".
من جهته، قال محامي العائلة في القضية، مهند جبارة، إن "المحاكم الإسرائيلية قد أصدرت أوامر بالحبس باتجاه الجناة، إلا أن التجارب السابقة تدلل أن من السهل الإفراج عنهم بأي وقت، كون حكومة الاحتلال عنصرية وإجرامية، وتستطيع تغيير مجريات الأحداث بما يخدم مواطنيها".
وأضاف: أن "حكومة الاحتلال وقضاءها وطريقة تعاطيها مع الفلسطيني، تعزز أن المستوطنين سيلجؤون إلى مزيد من الجرائم، كون القضاء والقانون كله بحوزتهم، ويستطيع أي منهم التهرب من أي تهمة".
وانتقد جبارة "ضعف التعاطي الرسمي الفلسطيني مع قضية أبو خضير خلال السنوات الأخيرة، على عكس حكومة الاحتلال التي تسارع الى استغلال جميع المنابر الدولية للتباكي عند سقوط أي قتيل منها على يد الفلسطينيين".
يشار إلى أنه عثر على جثة الطفل أبو خضير، محروقة ومشوهة وملقاه في أحد الغابات بالقرب من بلدة دير ياسين، المهجرة غرب مدينة القدس المحتلة.
وبعد قرابة العامين على ارتكاب جريمة قتله؛ بثت القناة (العاشرة) العبرية فيديو تمثيليا لها، ولقيت الجريمة آنذاك ردود أفعال غاضبة محليا وشعبيا ودوليا، وشهدت العديد من مناطق الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 48، موجة من المواجهات والاحتجاجات.
وكان الإعلان عن استشهاد الطفل أبو خضير حرقاً، سبباً في اندلاع انتفاضة شعبية سُميت بانتفاضة "الشهيد أبو خضير"، وعمّت القدس بجميع أحيائها.