- القائمة الموحدة وقفت ضد الشعب الفلسطيني في كثير من المحطات
- نتنياهو أساس الأزمة السياسية الإسرائيلية وهناك رغبة واسعة بالتخلص منه
أكد رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي بالداخل المحتل جمال زحالقة أنّ المعركة بالنقب لم تبدأ بعد؛ لأنّ المشروع الإسرائيلي فيها قائم على إخلاء وتهجير عشرات الآلاف من فلسطينيي الـ48 من بيوتهم ومصادرة مئات الآلاف من الدونمات، ومحاصرة الوجود العربي في النقب.
وقال زحالقة وهو نائب عربي سابق في "كنيست الاحتلال" في حوار مع صحيفة "فلسطين": إنّ "هناك حالة نهوض قومية لشباب فلسطينيين يرفضون الهوان"، معتقدًا أنّ الصدام مع الاحتلال آتٍ لا محالة.
وأشار زحالقة إلى حالة الصدام والاحتجاجات في الشوارع ومدن النقب، وساندتهم فيها مدن أخرى في حيفا والناصرة.
وحول تشكيل الاحتلال "ميليشيا بارئيل" بالنقب، أكد زحالقة أنّ شرطة الاحتلال تتصرف كميليشيا وليس لها أيّ دور خدماتي لصالح العرب، معتبرًا تصريحات منصور عباس التي عبّر فيها عن ثقته بشرطة الاحتلال وبأنها تلتزم بالقانون "أمرًا سخيفًا" في ظل وجود عشرات الشباب رهن الاعتقال بتهمة التظاهر.
وحذّر من أنّ إقدام الاحتلال على تنفيذ مخططه "المجنون" بالتهجير ومصادرة الأراضي بالنقب سيصطدم بردة فعل قوية.
وبشأن دور فلسطينيي الداخل في حماية القدس، قال زحالقة: "إنّ حماية القدس والأقصى أمانة في رقاب الشعب الفلسطيني كله نيابة عن الأمة، لكن وبسبب ظروف أهل غزة بعدم استطاعتهم الوصول إلى الأقصى، فإنّ الدور الأساسي مُناط بأهل القدس وفلسطينيي الداخل لحمايته".
ولفت إلى أنّ الاحتلال يستوعب ذلك وعلى هذا الأساس حظر الحركة الإسلامية برئاسة الشيخ رائد صلاح، وأضاف: "اعتقدوا أنهم بحظر الحركة لن يكون هناك دور للشعب، لكن ما فعله فلسطينيو الداخل المحتل في السنوات الأخيرة دور مهم ومشهود في حماية الأقصى”.
ووصف زحالقة، منصور عباس بـ"حصان طروادة" الذي يريد الاحتلال العودة من خلاله بعد فشلهم الذريع في منع فلسطينيي الداخل من حماية الأقصى بارتدائه ثوبًا إسلاميًّا، وفي النهاية يخدم حالة جديدة لم نشهدها من قبل ويُقدّم خدمات مجانية للاحتلال بعد ارتكابه خطايا سياسية عديدة.
أزمة سياسية
وحول المشهد السياسي الإسرائيلي، أوضح أنّ رئيس حكومة الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو هو أساس الأزمة السياسية التي تعصف بكيان الاحتلال، في ظل وجود معارضة واسعة لاستمرار حكمه الذي يُعتبر صاحب أطول مدة في رئاسة حكومة الاحتلال، وتجاوز فترة حكم مؤسس كيان الاحتلال "دافيد بن غوريون"، وهناك رغبة واسعة بالتخلص منه.
ولفت إلى أنّ الجديد في هذه الأزمة أنّ أوساطًا من اليمين المتطرف تريد التخلص من نتنياهو، مشيرًا إلى أنّ هذه الأزمة بدأت عام 2019، عندما لم يوافق أفيغدور ليبرمان على الانضمام لحكومة نتنياهو وتوالت الأزمات بعدها، إلى أن وصلت برفض جزء كبير من اليمين لنتنياهو.
ووصف ما يمر به كيان الاحتلال الذي يُقبل على إجراء الانتخابات الخامسة في ثلاث سنوات، بأنها أزمة سياسية تضرب (إسرائيل) وتُضعفها، مستدركًا: "لكن علينا الاعتراف أنّ اقتصادها قوي وجيشها لا يزال كذلك، في المقابل لا يتم مواجهة العنصرية والعدوان الإسرائيلي بضغط دولي فالعالم كله يسكت عن ذلك، بالتالي تزداد إجرامًا".
وعن حظوظ نتنياهو في الانتخابات المقبلة، قال زحالقة: إنّ "نتنياهو يعتقد أنه أفضل من يستطيع أن يخلص دولة الاحتلال من خطر وجودي يلاحقها، وأنه من يستطيع إنقاذ (إسرائيل) من خطر الإبادة".
وأضاف: "لا أحد يعرف كيف ستنتهي الانتخابات المقبلة، لكن من الواضح أنّ هناك تكتلات داخل معسكر الوسط في (إسرائيل)، وقد تنقلب الموازين إذا لم تتجاوز بعض الأحزاب نسبة الحسم، كحزب ميرتس، وحزب يمينا والقائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس".
التجربة العربية
وعن مشاركة القائمة العربية الموحدة في الائتلاف الحكومي، وصف زحالقة القائمة بـ"الحزب المتصهين" الذي قدَّم كل التنازلات السياسية دون أيّ حساب، ووقف الحزب ضد الشعب الفلسطيني في كثير من المحطات، في المقابل لم يحصل على أيّ شيء إضافي على ما كان موجودًا سابقًا قبل الانضمام للائتلاف.
ولفت زحالقة إلى أنّ منصور عباس يرمي بنفسه تجاه نتنياهو رغم أنّ الأخير أعلن أنه لا يريده في حكومته، وقال: إنّ "إستراتيجية الارتماء في أحضان الائتلاف الإسرائيلي لا يمكن البناء عليها، وأوصلته إلى الإفلاس السياسي بعدما وضع كلّ مراهنته على المشاركة في الائتلاف ثم لم يحصل على الفتات"، معربًا عن أمله بأن ينتصر نهج المعارضة داخل الحركة الإسلامية الجنوبية للتخلص من نهج عباس.
وشبّه ما فعله عباس بما فعله "الرماة بمعركة أُحد" عندما تركوا المعركة وذهبوا لالتقاط الغنائم، معتبرًا أنّ عباس ترك الصمود الذي تميَّز به العمل السياسي العربي بالكنيست وذهب ليتلقّف بعض الفتات الذي لم يحصل عليه، وهذا ما سيجعله لا يتجاوز نسبة الحسم في الانتخابات القادمة، في المقابل تزيد حظوظ القائمة العربية المشتركة.