فلسطين أون لاين

تقرير "مشاعل الفن".. مواهب نسائية تقاوم سرقة الاحتلال للتراث الفلسطيني

...
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

أكثر من ستين فتاة جمعهن حب التراث الفلسطيني وجدن في فرقة نسائية فنية ملاذهن لممارسة هواياتهن، بشكل يتقبله المجتمع المحيط، فبين كتابة الشعر والغناء والنشيد، تقضي الفتيات أوقاتًا طويلة معًا، ليخرجن بنتاج فني يحوز إعجاب كل من يستمع له.

ففي وجه محاولات الاحتلال الإسرائيلي لطمس التراث الفلسطيني اضطلعت فتيات فلسطينيات بدورهن، في إحياء هذا التراث رغم كل المعوقات أمامهن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة في الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة.

الشعر والغناء

فضمن "فرقة مشاعل للفن الفلسطيني"، تمارس الشابة أسيل مطر "22 عامًا" هوايتها في كتابة الشعر وعرافة الاحتفالات منذ قرابة الثلاث سنوات، فقد وجدت في الفرقة "احتضانًا" لإبداعاتها وزميلاتها في مجال ظل حكرًا على الشباب لفترات طويلة، كما تبين لـ"فلسطين".

فعن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، إذ كانت تنشر قصائدها الشعرية من خلالها تعرفت مطر للفرقة، وسارعت للانضمام لهم، "إذ نشارك في إحياء حفلات تراثية ووطنية وتقديم" الأوبريت الشعري"، وصورنا عدد من "الكليبات" الفنية الغنائية".

ورأت في الفرقة كـ"حضن دافئ" للبنات خاصة اللاتي لا يرغبن أو ذووهن في الانضمام لأي فرق مختلطة، "نجتمع في إحدى المؤسسات للتدرب حين وجود مناسبة نريد أن نشارك فيها، إذ يستغرق الأمر منا ساعات طوال".

ورغم عدم وجود أي دعم مادي للفرقة من أي جهة كانت، إذ إن تكلفة جميع أعمالها الفنية هي عبارة عن مساهمات من الفتيات وإدارة الفرقة، إلا أن ذلك ليس بالعائق أبدًا أمام شغف وطموح مطر، وحبها لاستكمال مسيرتها الفنية. 

وتبين أن أعضاء الفرقة يملكن رسالة واحدة، وهي المحافظة على التراث الفلسطيني والفلكلور الشعبي، ويرتدين الثوب الفلسطيني المطرز في الاحتفالات، في إشارة إلى أهمية التصدي للمحاولات الإسرائيلية لسرقة التراث.

واتفقت الفتيات على ضرورة التمسك وحماية الموروث الثقافي والتراث الفلسطيني، وإعادة نشره بطرقه القديمة أو عبر إجراء إضافات بسيطة دون الإخلال بمعاني الكلمات أو اللحن.

كما يساهم الفريق في تدريب الفتيات وتنمية مواهبهن المختلفة خاصة في فن الإلقاء والكتابة والغناء، للخروج بإنتاج فني يليق بالتراث الفلسطيني لشعب ما زال يتمسك بهويته.

فرقة نسائية

فيما يوضح مدير فرقة مشاعل الفن الفلسطينية حيدر العف لـ"فلسطين" أن عمل الفرقة بدأ عام 2016م، بناءً على احتياج الفتيات بأن يكون لهن فريق خاص، يستطعن من خلاله إبراز مواهبهن المتعددة كالغناء والشعر والرسم، ودمج كل فتاة تمتلك موهبة خاصة تساعدها في خدمة القضية الفلسطينية بما تراه مناسبًا.

ويقول: "ارتأى الفريق بأن يكون هدفه الأساسي هو المحافظة على التراث الفلسطيني في وجه كل المحاولات الإسرائيلية المعادية لطمسه وسرقته لضمان الحفاظ على وجودنا واستمراريتنا وسر بقائنا على هذه الأرض".

وللمحافظة على التراث عدة طرق تنتهجه الفرقة، هي: ارتداء الفتيات الزي الفلسطيني المطرز بكل الاحتفالات والمناسبات الوطنية، بالإضافة إلى الأغاني والأشعار الوطنية، "نتمنى أن تصل إلى رسالة الفريق إلى العالم أجمع، ويدعم المواهب الشبابية التي تخدم الوطن"، يضيف العف.

ويضم الفريق عازفًا على العود، وآخر على البيانو، وفتيات تتراوح أعمارهن بين الأربع سنوات وحتى نهاية العشرينيات، معظمهن لم يجدن فرصة مناسبة لإظهار مواهبهن بسبب الحصار والظروف العصيبة.

وأكَّدَ العف أن الفرقة ليس لها راعٍ ولا داعم، ولا تتبع أي جهة حزبية أو حكومية، فقد أُنشِئَتْ وتطوَّرت بالاعتماد على مواهب أعضائها، وجهود طاقمها.

وقال العف، أن رسالة الفريق هي إيصال الصوت الفلسطيني للعالم أجمع، لتأكيد تمسكنا في هويتنا الفلسطينية، متمنيًا أن تكون هناك حاضنة داعمة لفرقة "مشاعل الفن"، لدعمها وإسنادها ماديًا لإنتاج العديد من الأعمال الفنية.

المصدر / فلسطين أون لاين