كشف مصدر مطلع، النقاب عن وجود خلافات داخل حركة فتح على اختيار منصب نقيب المحامين، في المجلس الجديد بعد فوز الحركة بالانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي، وأنّ قيادات في اللجنة المركزية تتدخل في هذا الصراع المحتدم.
وقال المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويته لصحيفة "فلسطين" أمس: إنّ "المبدأ السابق لدى فتح بأن يكون النقيب فتحاويًّا، لكن في الدورة الحالية بات يتطلب الحصول على موافقة اللجنة المركزية لفتح ممثلة بمفوضية المنظمات الشعبية التي يرأسها توفيق الطيراوي"، مؤكدًا، أنّ أيّ نقيب سيأخذ هذه المباركة فلن "يُعبّر عن طموحات المحامين وسيكون أداة لتلك الجهات، ولأجل ذلك الصراع يتطور نحو ردات فعل كبيرة".
وأوضح المصدر، أنّ هناك ثمانية طلبات ترشُّح على منصب النقيب، وأنّ اللجنة المركزية بفتح في الضفة ستختار أحد الثلاثة الفائزين وهم أمجد الشلة الذي يدعمه عضو اللجنة المركزية لفتح حسين الشيخ، وفادي عباس الذي يدعمه توفيق الطيراوي، ومحمد سهيل عاشور.
وبيّن أنّ محمد سهيل عاشور أكبر الفائزين سنًا، وحصل على أعلى الأصوات بأكثر من ثلاثة آلاف صوت، لكنّ اللجنة المركزية لا ترضى عنه.
ولفت لوجود مشكلة كبيرة بموضوع النقابة بغزة، فثلثا أعضاء الهيئة العامة بالضفة والثلث الأخير بغزة، ويفترض محاسبيًّا وماليًّا أن تكون ميزانية الضفة تساوي ضعف ميزانية النقابة بغزة (2/1).
وكشف عن وجود عجز كبير في صندوق النقابة بغزة، والموضوع يترحل من مجلس إلى آخر بدون معرفة من خالف القانون وتصرف بأموال النقابة، متسائلًا: "كيف يمكن تعيينُ نقيبٍ للمحامين من غزة ولا أحد سيعرف أين سيذهب بالنقابة؟، وهذا ما يحتاج إلى أن يتم المحاسبة أين ذهبتم بأموال النقابة في غزة".
وعزا المصدر، عدم حدوث اجتماع مجلس النقابة بين غزة والضفة مساء أول أمس، بسبب مطالبة الفائزين من غزة بمنصب النقيب، بناء على وعود من رئيس السلطة محمود عباس بأنه في حال لم تحصل قائمة محمد دحلان في غزة على أيّ مقعد سيكون منصب النقيب من نصيبهم.
من جانبه، أكد الفائز عن قائمة "فلسطين" المُكوّن من ائتلاف يجمع الإسلاميين واليسار والمستقلين، داود درعاوي، بأنّ المعطيات لديهم أنّ مركزية فتح قد اختارت أن يكون النقيب من الضفة، وهذا خلق أزمة مع الفائزين بغزة.
وقال درعاوي لصحيفة "فلسطين"، "إنه وللأسف يتمّ نقاش اختيار منصب النقيب خارج أطر نقابة المحامين، وواضح أنه نقاش داخلي يخص فتح".
وأضاف، "كان يفترض أن ينعقد مركزي النقابة بالضفة وغزة مساء أول أمس بدعوة من صافي الدحدوح كونه أكبر الأعضاء سنًّا وحسب القانون والنظام الداخلي وِفق المادة (27 ) فإنّ المجلس يجتمع بدعوة أكبر الأعضاء سنًّا خلال أسبوع من انتخاب المجلس لاختيار منصب النقيب وبدون اختيار النقيب لا يمكن للمركزين اختيار باقي المُسمّيات النقابية الأخرى".
وكشف درعاوي عن وجود صراع وأزمة على اختيار منصب النقيب ليس في داخل أروقة النقابة، وهذا ما يؤثّر على عمل النقابة ويترك حالة فراغ فيها، مؤكدًا، أنّ "الأصل أن يمارس المجلس القديم مهامه حتى يتم تشكيل وتعيين المجلس الجديد، بدلًا من استمرار حالة الفراغ الحالية لأنّ الأعضاء السابقين وبعد الانتخابات الأخيرة لم يعودوا لممارسة مهامهم".