فلسطين أون لاين

تقرير غزة.. أزمة الفكة والنقود المهترئة ترهقان المواطنين وتعقدان معاملاتهم

...
صورة أرشيفية
غزة/ نضال أبو مسامح:

يشتكي سكان قطاع غزة من النقود المهترئة من فئة خمسين ومئة وعشرين شيقلًا إضافة إلى أزمة السيولة النقدية “الفكة”، إذ ترهقان المواطنين وتعقدان معاملاتهم المالية.

ومع حلول شهر رمضان المبارك من كل عام، تشتد أزمة السيولة النقدية “الفكة”، لكن ما عقد المسألة انتشار النقود المهترئة بين المواطنين، ما تسبب في تفاقم معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة. 

وهذا الأسبوع خسر يوسف سامي، شاب من مدينة غزة، خمسين شيقلًا بعدما رفض صرافون وبنك محلي التعامل معها بفعل تلف الجزء المتعلق برقع الفئة النقدية. 

ويقول سامي وهو خريج جامعي لكن يساعد والده في البيع في أوقات فراغه لصحيفة “فلسطين”: “أواجه صعوبة كبيرة في صرف النقود القديمة لعدم قبولها من البائعين إلا بشكل نادر وأحيانًا أخسر بعضها”.

ويضيف: “أصبحت حذرًا عندما أدفع للسائق أو للبقالة، أتفقد الباقي إذا كان المال جيدًا ويمكن صرفه بسهولة، وفي حال كانت النقود رديئة أقوم بإرجاعها في الحال”.

ويستذكر سامي موقفًا له عند كان يعمل في بقالة بأنه قام أحد المستهلكين بإعطائه ورقة نقدية متهالكة فقلبها بين يديه قائلًا: “ألا يوجد غيرها، هذه النقود من الصعب قبولها والتعامل معها، ما جعل الآخر يقول بغضب “مشيها من وين بدي أجيب غيرها”.

واعتاد الفلسطينيون أنه بمجرد دخول الشهر الكريم تتناقص العملة المعدنية من الأسواق ويصبح الحصول عليها صعب المنال حتى حلول عيد الفطر المبارك.

وتعرضت حنان محمد من غزة لموقف محرج بداية شهر رمضان بسبب النقود البالية، وعن ذلك تقول لصحيفة “فلسطين”: كنت متجهة لمكان ما وعندما ركبت السيارة وأردت أن أعطي السائق أجرته، فأخرجت 20 شيقلًا وقد كانت مهترئة ولسوء حظي أنه لم يكن في حقيبتي سواها، فأمسكها السائق ثم قلبها بين يديه، ففوجئت به أنه أعادها لي ولم أكن أعلم ما الذي عليَّ فعله في مثل هذا الموقف!

وتدعو محمد، الجهات المختصة إلى سحب العملات الورقية الرديئة واستبدال نقود جديدة بها حتى لا تضيع قيمتها على أصحابها.

وقال البائع أحمد أبو محمد لصحيفة “فلسطين”:” أحيانًا أضطر لأخذ النقود ولكن أحصل على هاتف الزبون وأتواصل معه في حال لم يقبل بها أحد”، مضيفًا: “التجار أصبحوا نادرًا ما يقبلون النقود التالفة.

ويمتلك أبو محمد دكانًا في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، لبيع لمواد الغذائية والمواد المنزلية.

ويتابع: “كان أحد التجار الذين أتعامل معهم تاجر لبن أخذت منه السلعة وعندما دفعت إليه ثمنها كان هناك من بين النقود ورقة نقدية باهتة من فئة المئة شيقل، فطلب مني التاجر أن أستبدل بها غيرها، موضحًا أنه يجد صعوبة في صرفها والاستفادة منها”.

ويستغرب المواطن محمود ساق الله، متسائلًا: “كيف في كل عام مع بداية شهر رمضان تتناقص الفكة ويصعب الحصول عليها على حين مع حلول عيد الفطر تكون متوفرة كثيرًا؟”.

ويشتكي ساق الله من احتكار التجار والبائعين للنقود المعدنية، مطالبًا إياهم بأن يتقوا الله في عملهم وألَّا يحتكروا “الفكة” لأنه لا غنى عنها في المعاملات”.

ويقول لصحيفة “فلسطين”: “أحيانا أدفع للسائق خمسة شواقل فأتفاجأ بأنه يرجعها ويقول ليس لدي فكة”.

ولم يستطِع ساق الله ذات مرة الحصول على فكة مئة شيقل بعد مروره على أكثر من عشرة محلات، مشيرًا إلى أن أزمة الفكة مختلقة وتُكرَّر كل عام.

وكتب أحمد صلاح ساخرًا في حسابه فيس بوك: “أزمة الفكة بسبب الحرب بين أوكرانيا وروسيا، لأنه الفكة من أوكرانية”.

على حين حسام السويركي وصف أزمة الفكة المتكررة في كل عام بالعادة “السلبية”، معلقًا “ربنا يفرجها”.

من جانبه قال المحاسب في شركة البرعصي للصرافة أيمن عاشور، وهو يقوم بتلصيق ورقة نقود بالية فئة عشرين شيقلًا:” النقود المهترئة تتسبب في صعوبات كبيرة في التعامل مع المواطنين والبنوك”.

وذكر عاشور لصحيفة “فلسطين” أن المواطنين يتجهون للفكة كبديل عن النقود الورقية، مشيرًا إلى أن وجود أزمة في الفكة من وقت لآخر خصوصا في شهر رمضان المبارك، يزيد في صعوبة التعامل مع المواطنين وإقناعهم.

في المقابل، أعلنت سلطة النقد، أمس، أنه تم الانتهاء من جميع الترتيبات اللازمة لإدخال 160 مليون شيقل إلى المصارف العاملة في قطاع غزة؛ وبما يشمل الفئات الصغيرة والفكة من تلك العملة.

وأكدت سلطة النقد، في بيان لها، حرصها على الحفاظ على الاستقرار المالي والنقدي في فلسطين، وتلبية الاحتياجات المتزايدة للمواطنين من عملة الشيقل في قطاع غزة، خاصة خلال شهر رمضان الفضيل وعيد الفطر السعيد، ومنع حدوث أي مشاكل أو اختلالات في توفر السيولة النقدية اللازمة، مشيرة إلى أنه سيتم العمل على متابعة أي احتياجات إضافية من العملات الورقية، واستبدال التالف منها.