فلسطين أون لاين

اقتلاع أشجار الزيتون.. وصفة لتدمير الأرض والاستيلاء عليها

...
شجر الزيتون يتعرض لاقتلاع مستمر من المستوطنين بالضفة الغربية (صورة أرشيفية)
نابلس-غزة/ جمال غيث:

أمام أرضه الزراعية في قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس بالضفة الغربية المحتلة أخذ أكرم عويس يضرب إحدى يديه بالأخرى، وهو يرى أشجار الزيتون التي زرعها وبعضها ورثه عن والده، اقتلعت من مكانها.

لم تكُن هذه هي المرة الأولى التي يقتلع فيها المستوطنون وجيش الاحتلال أشجار الزيتون في أرض عويس، فقد حرقوا عامي 1988 و1992 حقول القمح، واقتلعوا عام 2000 نحو 70 شجرة زيتون، وفي عام 2008 دمروا 100 شجرة أخرى، وأخيرًا قطعوا 170 شجرة الأربعاء الماضي.

وأقدم المستوطنون في 30 مارس/ آذار الماضي على قطع نحو 150 شجرة زيتون في قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس للمواطن رجا عويس.

طرد المزارعين

وقال أكرم عويس لصحيفة "فلسطين"، الذي يعيل أسرة مكونة من سبعة أفراد بغضب: إن الاحتلال ومستوطنيه يستغلون عدم تواجد المزارعين في أراضيهم ويحرقون أشجارها أو يقتلعونها ويسرقون الماشية لتدمير الأراضي للاستيلاء عليها.

وأوضح أن الاحتلال والمستوطنين يعملون بشكل مستمر من أجل طرد المزارعين من أرضهم في مقدمة للاستيلاء عليها وتوسعة مستوطناتهم، مؤكدا أن المحتل يوفر الحماية والأجواء للمستوطنين لارتكاب جرائمهم بحق المزارعين إلى جانب التستر على جرائمهم التي تتصاعد يومًا بعد الآخر.

وبين عويس، الذي ورث قطعة أرض عن والده تبلغ مساحتها 10 دونمات، ويشاركه فيها شقيقاه، أنه زرعها في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي بالقمح، لكن حرقها المستوطنون، ثم أعاد زراعتها بأشجار الزيتون.

وأكد أن الاحتلال يستهدف بالدرجة الأساسية أشجار الزيتون كونها رمزًا للأرض والشعب والصمود والذاكرة والتاريخ والاقتصاد، لذلك نجد الاحتلال ومستوطنيه يتغولون عليها ويحاولون اقتلاعها.

هجمة مستعرة

وبالقرب من "أكرم" يقف شقيقه يعقوب، رئيس مجلس قروي اللبن الشرقية، مؤكدا أن الاحتلال اقتلع منذ بداية العام الجاري 1000 شجرة زيتون من القرية، وألحق أضرارًا كبيرة في أراضي المزارعين.

وأكد عويس لـ"فلسطين" أن الهجمة على الأراضي الزراعية في قرية اللبن مستمرة ومستعرة وفي تصاعد، للتضييق على المزارعين وتهجيرهم قسرا من أراضيهم، معتبرا اقتلاع أشجار الزيتون من أرضه فجر الأربعاء الماضي محاولة إسرائيلية "لتهجيرنا من أرضنا وضمها للمستوطنات المجاورة".

وشدد على أن الأهالي لن يتخلوا عن أرضهم وسيدافعون عنها، مردفا "سنزرع أرضنا ولن نتوقف عن زراعتها ورعايتها وحمايتها، مهما كلفنا ذلك من ثمن. الاحتلال يستهدف أشجار الزيتون التي تمثل تاريخنا وحضارتنا وأجدادنا، فهي من تراثنا ويعتبرها عدوا ويحاول اقتلاعها".

وأكد ضرورة الوقوف إلى جانب المزارعين وتوفير المعدات اللازمة لهم ودعم صمودهم وزراعة أراضيهم وتشجيرها، والبقاء على تواصل معها والتصدي لمحاولات الاحتلال ومستوطنيه لمنع اقتلاع أشجارها.

وقفة جدية

ولا يختلف الحال كثيرًا عن المزارع صالح الشنار، الذي اقتلع مستوطنو مستوطنة "عالي زهاف" بداية العام الجاري 50 شتلة زيتون غرسها بيده قبل ست سنوات.

وقال الشنار لـ"فلسطين": إن جرائم المستوطنين بحق المزارعين لا تتوقف، في محاولة لتهجيرهم من أرضهم والاستيلاء عليها، لافتًا إلى أن الاحتلال يطلق العنان لهم للتغول على الأراضي الزراعية.

وأضاف أن مسؤول أمن المستوطنة هدد المزارعين باقتلاع ما تبقى من أشجار الزيتون من أراضهم في حال لم يقتلعوها بأنفسهم، وسرقوا 80 شجرة زيتون قبل بداية العام الجاري، مشيرا إلى أنه وبعد سرقة الأشجار استولى جنود الاحتلال الذين تواجدوا لحماية المستوطنين على "تراكتور" زراعي.

وأفاد منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان جمال جمعة بأن الاحتلال ومستوطنيه اقتلعوا العام الماضي 9 آلاف شجرة زيتون من مختلف أراضي الضفة الغربية.

وقال جمعة لـ"فلسطين": إن الاحتلال يشن حربًا على المزارعين وأشجارهم خاصة أشجار الزيتون التي تدلل على صمود وثبات الفلسطينيين في أرضهم، في محاولة لزرع اليأس في نفوسهم وإجبارهم على تركها للاستيلاء عليها، "فهو يعلم كم من الوقت والمال والجهد بذلوه من أجل زراعة أرضهم ورعايتها".

ودعا إلى مراقبة الأراضي الزراعية على مدار الوقت والتصدي لمحاولات المستوطنين وجيش الاحتلال لاستهدافها، ودعم المزارعين من أجل بقائهم فيها.