قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، إن "شعبنا بحاجة إلى دعم من أي دولة عربية وأي دعم عالمي، فنحن شعب تحت الاحتلال"، مشددا "ندير مقاومتنا بقرارنا، والدعم لنا غير مشروط، ولا أحد يفرض علينا أن يعطي بمقابل".
وأوضح هنية خلال برنامج المقابلة عبر قناة الجزيرة، أن معركة سيف القدس كان فيها الانكسار الاستراتيجي في نظرية الردع الإسرائيلية.
وقال: "الكيان عانى من شلل تام خلال معركة سيف القدس، وصواريخ المقاومة وصلت إلى كل شبر من جغرافية فلسطين، ولم تعد القبة الحديدية قادرة على حماية الكيان الصهيوني من صواريخ المقاومة".
ولفت هنية أن ما جرى في سيف القدس كان في إطار استراتيجية تراكم القوة، والاستفادة من المواجهات مع الاحتلال خلال 34 عامًا، قائلا: "لدينا رؤية، وهي إنجاز مشروع التحرير والعودة وطرد الاحتلال عن أرض فلسطين، والإعداد من أجل التحرير، وعلى قمة المسارات العمل المسلح".
وأشار إلى أنه "كانت هناك نقلة نوعية في أداء المقاومة ظهرت في عام 2012 بقصف تل أبيب"، موضحا أن "حماس" تدير معركة معقدة مع العدو، وكل معركة تخضع لتقييم أين أصبنا وأين أخطأنا.
وقال: "حماس ظهرت في حرب عام 2014 مع قوى المقاومة بشكل مختلف، وكانت موجعة ومؤلمة للعدو وفيها كسرت هيبته".
وأضاف هنية: "حرب عام 2008 كانت معركة الصمود، وحرب عام 2012 كانت معركة التحدي، وحرب عام 2014 كانت معركة كسر هيبة الجيش الإسرائيلي، ومعركة سيف القدس بروفة للتحرير".
وتابع: "قطاع غزة بعد سيف القدس، ثبت قواعد الاشتباك بأن المقاومة لن تكون بمعزل عن العناوين الوطنية، والمقاومة في فلسطين تعمل على الأرض الفلسطينية ضد العدو الصهيوني، ولا نخوض حربًا بالوكالة عن أحد".
وأشار رئيس حركة حماس إلى أن "إيران تدعم المقاومة في فلسطين وتدعم حركات المقاومة التي تضعف العدو الصهيوني وتشغله فهو عدو مشترك".
وشدد على أن الشعب الفلسطيني الذي يواجه عدو الأمة لا يجب إدخاله في أي صراعات طائفية، و"نحن حريصون على ذلك".
ونفى وجود تيارات في حماس، قائلا: "حماس لديها ثوابت واستراتيجية وهوية وهذه محل إجماع في الداخل والخارج وكل دوائر الحركة، وحين تمضي حماس بالقرار المؤسسي الجميع يلتزم به ولا يخرج عنه".
ولفت هنية إلى أن "العلاقة مع إيران ليست حديثة وهي ممتدة منذ 30 عاما، ولدينا ممثل في إيران منذ عام 1990، وحماس تتبنى استراتيجية الانفتاح على الجميع".
وقال: "علاقتنا مع السعودية كانت تاريخية، وقبل التغيرات في المنطقة كانت تحتضن حماس، وجرى فيها اتفاق مكة، والتغيير السياسي جرى من طرف الإخوة في المملكة العربية السعودية، واعتقلت ممثل الحركة الأخ محمد الخضري".
وتابع: "شعبنا بحاجة إلى دعم من أي دولة عربية وأي دعم عالمي، فنحن شعب تحت الاحتلال"، مشددا "ندير مقاومتنا بقرارنا، والدعم لنا غير مشروط، ولا أحد يفرض علينا أن يعطي بمقابل".
وأشار هنية إلى أن "سوريا شكلت غطاء سياسيًا لحماس، ووفرت لنا الدعم المالي".
وأضاف: "علينا إعادة حيوية العلاقة مع الكل العربي والإسلامي الذي يدعم المقاومة ويعارض الاحتلال".
أما بخصوص العلاقة مع مصر، قال إنها "مستقرة وجيدة، ومع تبدل الرؤساء والحكومات فيها ظلت حماس حريصة على العلاقات معها، فهي دولة وازنة ذات ارتباط تاريخي بفلسطين، وهي تتابع ملف المصالحة، ومفاوضات تبادل الأسرى، وموضوع غزة والحصار وإعادة الإعمار، ونطمح إلى أن يكون لمصر دور أكبر مع حماس".
وحول القرار البريطاني ضد حماس، أوضح هنية أنه "خطيئة تضيفها بريطانيا إلى الخطيئة الكبرى "وعد بلفور" بتصنيف حركات المقاومة إرهابية"، قائلا: "القرار البريطاني جاء بإملاءات صهيونية على الحكومة البريطانية، وبغطاء أمريكي".
وقال: "أولويتنا إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني، وعدم التفريط بالحقوق والثوابت الفلسطينية، فنحن نسعى إلى استنهاض المقاومة الشاملة، والاستمرار في تقوية المقاومة وتراكم القوة".
وطالب هنية بإعادة ترتيب منظمة التحرير، والاتفاق على برنامج سياسي وفق القاسم المشترك، موضحا أن "حماس توافق على إقامة دولة على حدود عام 1967، بشرط عدم الاعتراف بالكيان الصهيوني، وعدم التنازل عن أي شبر من أراضي عام 1948".
وأكد على وجوب الاتفاق على استراتيجية نضالية، وأن يكون اتخاذ القرار الفلسطيني محل اتفاق، قائلا: "مستعدون أن نحفر في الصخر من أجل الوحدة الوطنية".
وحول حق العودة، قال رئيس حركة حماس: "لا عودة عن حق العودة، ولا أي دولة أو حزب يملك التنازل عن حق العودة".
وشدد على أنه "على رأس أولويات حماس تحرير الأسرى، وعلى رأسهم الأسرى الستة"، قائلا: "القسام تحتفظ بـ4 جنود أسرى في داخل غزة، وإذا لم يقتنع الاحتلال بالتوصل لصفقة، فإن حماس والقسام ستجبرها وتزيد الغلة عبر أذرعها الممتدة في كل مكان".