فلسطين أون لاين

تقرير المسجد الإبراهيمي .. بازار تهويد

...
صورة أرشيفية
الخليل-غزة/ محمد أبو شحمة:

لا يزال جيش الاحتلال يصعد من انتهاكاته بحق المسجد بعرقلة دخول المواطنين والمصلين إليه، وتفتيشهم على الحواجز واستفزازهم، وإغلاق البوابات أمامهم

على مدار عام 2021 لم تتوقف انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين بحق المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، بدءًا باقتحاماته اليومية، وصولًا إلى محاولة تهويده كاملًا، ومنع رفع الأذان فيه.

وكانت أبرز الانتهاكات التي شهدها المسجد الإبراهيمي خلال عام 2021 اقتحام رئيس دولة الاحتلال يتسحاق هرتسوغ باحات المسجد تحت حراسة مشددة من الجيش، لافتتاح احتفالات ما يسمى "عيد الأنوار- حانوكا" اليهودي، وإضاءة الشمعة الأولى في المسجد، تزامنًا مع إعلان حكومة الاحتلال التصديق على بناء 372 وحدة استيطانية جديدة داخل مستوطنة "كريات أربع".

استيلاء ومنع الأذان

وأوضح مدير المسجد الإبراهيمي الشيخ حفظي أبو سنينة أن المسجد شهد خلال عام 2021 جملة من الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية، كان أبرزها وأكثرها خطورة شروع الاحتلال في آب (أغسطس) في تنفيذ مشروع تهويدي على مساحة 300 متر مربع من ساحات المسجد ومرافقه، يشمل تركيب مصعد كهربائي لتسهيل اقتحامات المستوطنين، وقد خصص مليونا شيقل لتمويله.

ونبه أبو سنينة في حديثه لصحيفة "فلسطين إلى أن المشروع الاستيطاني الذي يستهدف الساحات الخارجية للمسجد الإبراهيمي يهدد باستيلاء الاحتلال على مرافق تاريخية قرب المسجد، وسحب صلاحية البناء والتخطيط من بلدية الخليل، وتغيير معالمه التاريخية.

ولفت النظر إلى انتهاكات خطرة بحق المسجد الإبراهيمي، إذ يستولي الاحتلال ومستوطنوه على 63% من مساحة المسجد، مبينًا أن إبقاء الشمعدان فوق سطحه بعد وضعه في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، والخيام في الساحات الخارجية له، ورفع علم دولة الاحتلال من أبرز الانتهاكات المتواصلة بحق المسجد.

وأشار إلى منع الاحتلال على مدار العام رفع صوت الأذان لجميع الصلوات يوم السبت، وأسبوعيًّا لصلاة العشاء، بزعم الخشية من انزعاج المستوطنين، فضلًا عن وضع كاميرات مراقبة حديثة في مناطق الدخول والخروج.

وقال أبو سنينة: "إن جيش الاحتلال لا يزال يصعد من انتهاكاته بحق المسجد بعرقلة دخول المواطنين والمصلين إليه، وتفتيشهم على الحواجز واستفزازهم، وإغلاق البوابات أمامهم، ومنع عمال لجنة الإعمار منذ 4 أشهر من استكمال أعمال الترميم والصيانة داخله، في حين يسمح لقطعان المستوطنين بإقامة طقوس تلمودية فيه واستباحته، ضمن مخططات تهويده التي افتتح رئيس دولة الاحتلال "بازارها" باقتحام باحاته".

ومنذ عام 1994 يقسم الاحتلال المسجد الإبراهيمي إلى قسمين: قسم خاص بالمسلمين، وآخر للمستوطنين، في إثر ارتكاب مستوطن جريمة قتل 29 فلسطينيًّا في صلاة الفجر، في 25 شباط (فبراير) من العام ذاته.

ويسعى الاحتلال للاستيلاء على المسجد الإبراهيمي كاملًا وتحويله إلى كنيس يهودي، الأمر الذي يناقض القوانين الدولية، وفي 3 أيار (مايو) 2020 صدق نفتالي بينيت حينما كان وزير الجيش آنذاك على الاستيلاء على مناطق ملاصقة للمسجد، لإنشاء المصعد الذي أقره "مجلس التنظيم الأعلى" إحدى أذرع الإدارة المدنية الإسرائيلية بالضفة الغربية.

وفي تموز (يوليو) 2017 أعلنت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ‏(يونسكو) إدراج المسجد الإبراهيمي، والبلدة القديمة في الخليل على لائحة التراث العالمي.