قائمة الموقع

احتفالات العيد في ماليزيا .. فرحة يصنعها الجميع

2017-06-29T11:22:25+03:00

لا يقتصر احتفال الشعب الماليزي على شهر الصيام وحلول العيد السعيد، كما غالبية دول العالم العربي والإسلامي، فلدى الشعب الآسيوي عادات وتقاليد أخرى تلخصها مقولة مشهورة لديهم "صمنا 30 فلا بد أن نحتفل لـ 30 يومًا".

ويجتمع ملايين المسلمين في العاصمة كوالالمبور صباح أول أيام عيد الفطر داخل المساجد المركزية لأداء صلاة العيد جماعة داخل المساجد المركزية ثم الانصات لخطبة العيد، وهم يلبسون ملابسهم التقليدية المتميزة، التي تتباهي بألوانها الزاهية وأغطية الرأس التي تشتهر بها تلك الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا والمكونة من 13 ولاية وثلاثة أقاليم اتحادية.

وللتعرف على كيفية احتفال الماليزيين بعيد الفطر، تحدثت صحيفة "فلسطين" مع غزيين مغتربين هناك لإكمال دراستهم الجامعية أو العمل، الذين وصفوا العيد بمثابة عرض نابض بالحياة وغنيّ بالتقاليد الماليزية في الملبس والمطعم فضلًا عن كرم الضيافة والجود.

طالب الدكتوراة في الهندسة المعمارية بجامعة التكنولوجيا الماليزية، عبد الرحيم محمد أوضح أن استقبال العيد يبدأ بالخروج مع أفراد الأسرة للأسواق والمولات التجارية لغرض التسوق قبيل العيد بأيام، شراء الملابس للأطفال والهدايا والحلويات والبخور مع تزيين المنزل وترتيبه، وصناعة الكعك الفلسطيني، والاتصال بالأهل في غزة لتهنئتهم سلفاً.

وعن جدول العائلة في أول أيام العيد، قال محمد لـ "فلسطين": "نستيقظ منذ ساعات الصباح الباكر، كي نجهز الأطفال بملابس العيد الجديدة ونتشارك معًا في إعداد وجبة فطور أول أيام العيد، قبل أن نخرج بصحبة الأهل بعد إكمال استعدادهم إلى المسجد الكبير لأداء الصلاة وسماع الخطبة".

وفور انتهاء الخطيب من خطبته يبدأ المغتربون بتبادل التهاني بينهم وبين الجاليات المسلمة الأخرى، وبعدها يخرجون إلى الأماكن العامة كالحدائق والمتنزهات وعند إحدى البحيرات، مع الذهاب لتناول طعام الغداء في أحد المطاعم، وبعد العصر يبدأ برنامج الزيارات واستقبال الأصدقاء في المنزل.

وأضاف الدكتور: "لدى الماليزيين مقولة شهيرة "صمنا 30 يوما لازم نعيّد 30 يوما"، فهم يهتمون كثيراً بعيد الفطر دون غيره من الأعياد -على كثرتها- فيستقبلون الزوار في بيوتهم ويزورون أقرباءهم وأصدقاءهم في منازلهم في حركة تشبه خلية النحل، يقدمون معايدة مالية في مظروف للأطفال، يلبسون لباسا تقليديا خاصا غاية في الجمال".

وتابع: "لديهم عادة تسمى باليوم المفتوح، فيتناوب الماليزيون على هذا اليوم، من لديه يوم مفتوح يقوم بدعوة أقاربه وجيرانه، حيث يقوم بإقامة سرادق كبير أما المنزل تُقدّم فيه أشهى المأكولات واللحوم والأسماك والحلويات والمشروبات، يذهبون للسرادق بعد زيارة لكافة البيوت المجاورة في الحي يقومون بدعوة أرباب البيوت لحضور مراسم البيت المفتوح".

وخلال تنقل الماليزيين بين البيوت وفق تلك العادة ينشغلون بترديد مدائح نبوية، ويلبسون ملابسهم التقليدية، بينما الأطفال يلهون ويلعبون ويتسلمون المعايدات من الزائرين في البيت المفتوح، غالباً ما يدعو أهل البلد الجاليات الأخرى العربية والإسلامية لهذه النشاطات فيتشاركون معًا في احتفالات عيد الفطر.

طابع روحاني

أما المهندس المغترب محمد عبد ربه ذكر أن مظاهر استقبال عيد الفطر تبدو واضحة وجلية في الطرقات والمجمعات التجارية والأسواق في جميع الأقاليم والمدن ومختلف القرى القريبة والنائية، إذ تعرض المحلات صنوفًا من المواد الخام اللازمة لصناعة الحلويات الشرقية والغربية وتعرض كذلك صنوف متعددة من الهدايا.

وللعيد في ماليزيا طابع روحاني واحتفالي فريد، وعلى ذلك علق عبد ربه: "يرى الماليزيون في عيد الفطر فرصة نادرة لطلب المغفرة من الله تعالى، ونشر قيمة التسامح بين الناس وزيارة الأرحام والجيران وزيادة التلاحم الاجتماعي بين مختلف الطوائف، إلى جانب السمات الأخرى المعتادة في كل بلد كصلاة العيد وصناعة الحلويات".

وبين أن الناس تبدأ في أول أيام العيد بالتجمع في المساجد من أجل صلاة العيد، مرتدين الملابس الجميلة، والتي تمتاز بألوانها الجذّابة وتعكس في الوقت نفسه اعتزاز الماليزيين بتراثهم وعاداتهم الأصيلة، وعندما يتقابل الناس لا يتعانقون كما هو شائع لدينا، ولكنهم يتصافحون باليد، ويجعلون صدورهم تتلامس، حيث يرمز ذلك إلى تبادل المحبة فيما بينهم.
أشار إلى أن أكثر ما يتميز به الشعب الماليزي في احتفالات عيد الفطر السنوية، هي عادة فتح أبواب المنازل لاستقبال الزوار والمهنّئين بقدوم العيد، حيث يجتمع الأهل والجيران مع بعضهم البعض في البيت ويتناولون وجبة الطعام التي تحتوي على أطعمة مميّزة، وذلك بهدف إدخال الفرحة على قلوب الصغار والكبار.

ومن واقع معايشة المهندس المغترب للشعب الماليزي منذ قرابة الثلاثة أعوام، رأى عبد ربه أن أجواء البهجة وفرحة استقبال العيد من قبل الماليزيين على اختلاف مشاربهم ودياناتهم تعكس مدى الانسجام والتلاحم السائد هناك، موضحًا أن العيد يأخذ شكل الاحتفال العائلي لجميع أطياف وأعراق الشعب، بصرف النظر عن دين أو جنس.

ورغم تلك الأجواء التي يتشارك في صناعتها الجميع، إلا أن عبد ربه يتمنى العودة لقضاء إجازة عيد الفطر بين أهله في قطاع غزة، لولا الحصار الإسرائيلي المشدد وإغلاق المعابر الحدودية التي تحول دون تحقيق أمنيته.
اخبار ذات صلة