قالت جامعة الدول العربية: إن جميع التدابير والإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير طابع الجولان السوري المحتل ووضعه القانوني لاغية وباطلة.
جاء ذلك في بيان للأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة سعيد أبو علي، اليوم، تعليقًا على تصديق حكومة الاحتلال الإسرائيلي، في جلستها الأسبوعية، أمس، على مخطط استيطاني "ضخم" بالجولان المحتل.
وأوضح أبو علي أن الجلسة الإسرائيلية تأتي في إطار المشروع العدواني الاستيطاني المسمى "عاصمة تكنولوجيا الطاقة المتجددة"، الرامي لاستنزاف الموارد الاقتصادية للجولان، واستغلالها لصالح تنمية اقتصاد الاحتلال، وتعزيز سيطرته على الجولان، إضافة إلى التصديق على مخطط لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية.
وعد أن ذلك يمثِّل انتهاكًا صارخًا وسافرًا لمبادئ القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية الممثلة، كما أنها لا تقل خطورة عن تصاعد وتوسيع نطاق الاستيطان غير المسبوق في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإرهاب المستوطنين الذي يشهد ارتفاعًا واتساعًا بصورة ممنهجة مدعومة من جيش الاحتلال.
وأكد أن ما يجري في أنحاء الضفة الغربية المحتلة هذه الأيام، يُعد "إمعانًا في الصلف والتعنت والعدوان الإسرائيلي المتصاعد ضد الشعبين الفلسطيني والسوري في الجولان المحتل، وتحديًا لكل القرارات والمواثيق الدولية ذات الصلة".
وشدد على أن "الاستيطان سيظل استيطانًا باطلًا من جميع النواحي وخاصة الناحية القانونية، ونقل المستوطنين إلى أراضٍ محتلة يعد استخفافًا بمبدأ قانوني مستقر، وعملًا مجَرَّمًا بأحكام القانون الدولي.
وطالب أبو علي المجتمع الدولي برفض وإدانة هذه الممارسات الإسرائيلية الاستعمارية، وبالضغط على (القوة القائمة بالاحتلال) بالتزام جميع قرارات الشرعية الدولية.
وتقضي الخطة الاستيطانية، التي تشكل جزءًا من اتفاق الائتلاف الحكومي، برصد مبلغ مليار شيقل (370 مليون دولار) لتعزيز الاستيطان، منها 576 مليون شيقل (182 مليون دولار) للتخطيط والإسكان، في حين سيُصدَّق على بناء 3 آلاف و300 وحدة استيطانية في مستوطنات جديدة ستقام في الأعوام الخمسة المقبلة.
وكذلك تتضمن بناء 4 آلاف وحدة استيطانية جديدة في مستوطنات الجولان القائمة، لتشمل الخطة بالمحصلة زيادة عدد المستوطنين من 23 ألفًا إلى 50 ألفًا في الأعوام المقبلة.
وفي السياق، دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إلى مقاومة الاستيطان الإسرائيلي على "أرض الجولان السوري العربي المحتل"، منددة بمشاريع الاحتلال الاستيطانية.
وعدت الجبهة الشعبية، في بيان، اليوم، الخطة الإسرائيلية تعديًا جديدًا ومستمرًّا ضد الأرض والحقوق العربية، وتأتي في إطار مواصلة الاحتلال لتنفيذ مشاريعه الاحتلالية التي تستهدف الأراضي العربية المحتلة، وتؤكد مجددًا الطابع الاستعماري لدولة الكيان.
وأكدت أن "أي إجراءات إسرائيلية على أرض الجولان لن تغيِّر من عروبته"، داعيةً جماهير الأمة العربية وقواها الوطنية والقومية، إلى مقاومة هذه المشاريع الاستعمارية، وتأكيد رفضها لها بكل الوسائل والأشكال الممكنة.
وطالبت الشعبية الأمم المتحدة وجمعيتها العامة ومجلس أمنها، بـ"إنفاذ قراراتها المتخذة في مؤسساتها، التي تخص الأراضي العربية المحتلة، ومنها الجولان السوري".
واحتلت (إسرائيل) ثلثي هضبة الجولان خلال حرب 1967، ثم أعلنت ضم هذا الشطر عام 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، إذ تشير وثائق الأمم المتحدة إلى منطقة الجولان باسم "الجولان السوري المحتل".