قائمة الموقع

توجيه وإقصاء.. خطباء المساجد بالضفة تحت سطوة السلطة

2021-12-26T08:46:00+02:00
صورة أرشيفية

في ظل ازدياد هجمات المستوطنين وجرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدن وقرى الضفة الغربية المحتلة، وحالة الغضب الشعبي العارمة، ذهبت وزارة الأوقاف التابعة للسلطة في رام الله إلى توجيه خطباء المساجد وإلزامهم عدم الحديث حول تلك الاعتداءات.

ونشرت وزارة الأوقاف تفاصيل خطبة الجمعة التي تتحدث عن "فضل فصل الشتاء عند المسلمين"، وهو ما أثار غضب المواطنين، خاصة أن تلك التوجهات هدفها تجاهل ما يحدث بالضفة المحتلة.

وتفرض السلطة عبر وزارة الأوقاف على خطباء المساجد موضوعات خطبة الجمعة بما يخدم برامج السلطة وخططها، بعيدًا عمّا يحدث في الشارع من اعتداءات، وقتل مستمر للمواطنين من قبل جيش الاحتلال.

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالغضب ضد توجيه السلطة لخطباء المساجد، وتجاهل اعتداءات الاحتلال ضد المواطنين، وسط تساؤلات إن كانت وزارة الأوقاف تنتمي لأوجاع الفلسطينيين ومعاناتهم، أم أن تبعيتها للسلطة قد مسخت وظيفتها وأصبحت بموجبها مجرد مؤسسة تغطي تخاذل السلطة عن حماية المواطنين من بطش الاحتلال ومستوطنيه؟

وكتب الصحفي ماهر أبو عرام، مستنكرًا سلوك وزارة الأوقاف، قائلًا: "غضب واسع في محافظات الضفة الغربية بسبب عنوان خطبة الجمعة.. التي أفاد المواطنون بأنها لا تلمس الشارع والواقع الفلسطيني.. بل هي بعيدة كل البعد عمّا يحدث على الأرض".

في حين كتب المواطن شريف الرجوب، فرأى أن سلوك وزارة الأوقاف المشين ليس جديدًا، قائلًا: "من زمان بقول إنه أسوأ وزارة هذه الوزارة ولن يتغير رأيي فيهم".

وغرد حساب رجب أبو قاسم بالقول: "خطبة الجمعة في مساجد الضفة الغربية بعنوان "الشتاء بستان الطاعة وميدان العبادة" الشيخ اللي ما بخطبش عن اعتداءات المستوطنين المتكررة، ودم البطل محمد عباس وبقية الشهداء، وقمع أسرانا وأسيراتنا، وظلمنا وقهرنا وقمعنا وهدم بيوتنا.. تصلّوش وراه".

أما المواطن إيهاب أبو عرقوب، فأعرب عن غضبه من عنوان الخطبة في وقت تتعرض فيه برقة لاعتداءات المستوطنين، وعلق قائلًا: "شكله وزارة الاوقاف ما سمعت عن برقة والي بصير فيها، لا حول ولا قوة إلا بالله".

وسخر المواطن علي جلال، من عنوان الخطبة وابتعادها عن الواقع، وعلق قائلا: "كل هالأحداث في الضفة.. والأوقاف معممة خطبة الجمعة عن "الشتاء بستان الطاعة"، مش باقي إلا المصلين يأخذوا معهم كستنا ويشووا للخطيب".

في حين وضعت أميرة البرغوثي صورة للأسير المحرر أحمد القدرة، الذي أفرج عنه الخميس الماضي وكتبت، "بعد تحرره بأيام.. الأسير المحرر أحمد القدرة يعتلي منبر الجمعة في أحد مساجد غزة ويخطب عن معاناة الأسرى في سجون الاحتلال (...) زي ما بصير عنا بالضفة بالضبط.. صحيح.. ذكروني عن شو كانت خطبة الجمعة عنا؟ #الشتاء_بستان_الطاعة".

فصل وحرمان

ويؤكد الناشط السياسي، محمد عايش، أن السلطة ووزارة الأوقاف، تسيطران بشكل كامل على المساجد بالضفة، ويمنعان أي أنشطة دعوية أو دينية بداخلها، بما فيها حلقات تعليم وحفظ القرآن الكريم.

وقال عايش في حديثه لـ"فلسطين": "خلال اشتعال الأحداث في الضفة الغربية، تسارع السلطة ووزارة الأوقاف بإرسال كتب رسمية تطالب الخطباء بموضوع معين، وذلك بعيدًا عن الأحداث القائمة".

وأضاف: "تعلم السلطة جيدًا أن للمساجد وخطبة الجمعة تأثيرًا مباشرًا وقويًا على الناس، لذلك، تعمل على إرسال التعميمات الرسمية إلى الخطباء والأئمة، بهدف عدم الحديث عمّا يجري في الشارع".

ولفت إلى أن وزارة الأوقاف تقوم بفصل أي خطيب يخرج عن عنوان الخطبة المرسل من قبلها، إذ ينتشر مندوبو أجهزة السلطة في المساجد، ويرسلون التقرير إلى قادة الأجهزة الأمنية، ثم يتم إرسال قرارات الفصل وحرمان الخطيب من الخروج مرة أخرى على المنابر.

وبين عايش أن هناك حالات لخطباء مساجد تم فصلهم وحرمانهم من العودة للخطابة، أو اعتلاء المنابر، لأنهم خرجوا عن النص وعنوان الخطبة المرسل من قبل وزارة الأوقاف التابع للسلطة.

اخبار ذات صلة