أوصى عدد من المثقفين بضرورة صياغة ميثاق وطني فلسطيني، يُلزم المؤسسات الثقافية الرسمية والأهلية والمثقفين والمبدعين كافة، بالعمل على نبذ الانقسام وتوحيد المشهد الثقافي الفلسطيني، وحشد الجهود والطاقات الوطنية كافة؛ لتعزيز حضور الرواية الفلسطينية على المستوى الدولي، وحماية الموروث الثقافي الفلسطيني المادي والمعنوي في ظل ما يتعرض له من حملاتٍ ممنهجةٍ؛ لسرقته وتهويده.
جاء ذلك خلال ورشة عمل بعنوان "الأولويات والهوية الثقافية، رؤية استشرافية للمشهد الثقافي الفلسطيني"، نظمتها الهيئة العامة للشباب والثقافة بالتعاون مع المركز الثقافي الماليزي، بمشاركة لفيفٍ من الشخصيات الاعتبارية والأكاديميين والمثقفين والمؤسسات الثقافية.
وطالب هؤلاء بضرورة تعزيز دور الآداب والفنون بمختلف أشكالها وتوظيفها في خدمة القضية الفلسطينية، ومواجهة التطبيع العربي مع الاحتلال، وتعزيز البحث العلمي في الثقافة الفلسطينية وعقد مؤتمر سنوي؛ لمناقشة واقع ومستقبل المشهد الثقافي الفلسطيني، والنهوض بالبنية التحتية الثقافية من خلال تدشين المكتبة الوطنية، والمتحف الوطني، والمسرح الوطني، والمعهد الوطني للثقافة والفنون.
ودعا المشاركون إلى فتح آفاق التعاون والتبادل الثقافي، مع دول العالم وتشجيع الابتعاث، وتعزيز الدور الثقافي للهيئات المحلية والبلديات والاستثمار في البنى التحتية الخاصة بها، وإتاحتها للنشاط الثقافي، والاهتمام بالمكتبات العامة وتوسيع انتشارها وفق برامج وخطط ثقافية عصرية.
وفي كلمةٍ له خلال افتتاح الورشة أوضح رئيس الهيئة العامة للشباب والثقافة أحمد محيسن، أن الورشة تأتي؛ لمناقشة عدد من القضايا والأولويات في المشهد الثقافي الفلسطيني، ووضعها وفق رؤية استشرافية تخدم وتعزز الحالة الثقافية الفلسطينية الوطنية والحضارية والإنسانية.
وأشار إلى أن الورشة تهدف إلى تقييم نقاط القوة والضعف في المشهد الثقافي الفلسطيني، وتحديد معالم ودور العمل الثقافي في تعزيز الهوية الوطنية، ووضع تصورٍ إطاريٍّ لاستراتيجية العمل الثقافي 2022-2025، لافتًا إلى ضرورة مشاركة الأطراف الفاعلة كافة في المشهد الثقافي الفلسطيني في إعداد الاستراتيجية.
انعقدت الورشة على مدار أربع جلسات، ناقشت الجلسة الأولى استراتيجيات وأدوار مؤسسات العمل الثقافي، أدارها سامي أبو وطفة المدير العام للعمل الأهلي والآداب في الهيئة، تحدث خلالها يسري درويش رئيس الاتحاد العام للمراكز الثقافية، والدكتور يسري المغاري رئيس اتحاد الفنانين الفلسطينيين، ومحمود البلعاوي مدير مركز إيوان للتراث، وحسن أبو عطايا ممثلًا عن بلدية غزة.
تناولت الجلسة الثانية استراتيجيات المؤسسات التعليمية ودورها في المشهد الثقافي الفلسطيني، التي أدارها مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الدكتور إبراهيم الزعيم، تحدث خلالها الدكتور حلام الدلو من جامعة الأزهر، والدكتور كمال الشاعر من جامعة فلسطين، والأستاذ سامي عكيلة من الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، والأستاذ محمد السيقلي من جامعة الإسراء.
وخُصصت الجلسة الثالثة؛ لمناقشة دور المكتبات ورؤيتها للارتقاء بالمشهد الثقافي الفلسطيني، التي أدارها الدكتور فواز السوسي مدير دائرة التنمية الثقافية في الهيئة، وتحدث خلالها الدكتور ماجد الدلو عميد المكتبات في جامعة الأقصى، وهاني البياري من مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، وتهاني عبد الرحمن من جمعية المكتبات الفلسطينية، وسامي أبو حرب من نقابة أخصائي المكتبات.
ناقشت الجلسة الرابعة دور ورؤية النخب الثقافية للمشهد الثقافي الفلسطيني، التي أدارها عاطف عسقول المدير العام للفنون في الهيئة، إذ تحدث خلالها الدكتور كمال غنيم، وتوفيق أبو شومر، ومفيد أبو شمالة، والدكتور سعد كريم، وعبد الرزي، ومحمد الحسني.