على أصوات إطلاق النار والانفجارات، استيقظت عائلة جرادات من بلدة سيلة الحارثية قرب جنين، شمال الضفة الغربية المحتلة، بعد منتصف الليل، لتجد نفسها في مواجهة مع أعداد كبيرة من جنود الاحتلال الذين اقتحموا منزلها وعاثوا فيه عبر تفتيشه وتدمير أجزائه والاعتداء على أفرادها.
وعاشت العائلة أوقاتاً عصيبة فهي لا تدري لماذا يتم هذا الهجوم على العائلة في مثل هذا التوقيت؟، واعتقال اثنين من أبناء العائلة واستجوابهم في داخل المنزل وتوجيه اتهامات لهم بالمسئولية عن عملية حومش شمالي نابلس، والتي أدت لمقتل مستوطن وإصابة اثنين آخرين.
وقال أسد جرادات: "إن قوات الاحتلال حاصرت منزلنا، وبدأت بإطلاق قنابل الصوت والرصاص، ثم اقتحمت المنزل، وعاثت فيه تفتيشًا وخرابًا، ثم اعتقلت شقيقيَّ غيث (17 عامًا) وعمر (20 عامًا)، وحققت معهما ميدانيًا، حيث سألتهم عن مكان تواجدهما وقت تنفيذ العملية".
وأضاف أسد في حديث لـ"فلسطين": إن "قوات الاحتلال أثناء تفتيشها للمنزل وجدت سلاحًا ادعت أنه تم استخدامه في العملية"، مشيرًا إلى أن العائلة مرت في أوقات سابقة بمشاكل شخصية كانت تستدعي حيازة السلاح للدفاع عن نفسها.
وشدد على أن شقيقيه طوال الفترة الماضية كانوا متواجدين في منزلهم، ويعيشون حياتهم بشكل طبيعي دون أن يظهر عليهم أي تصرفات تستدعي القلق أو الشك بهما، معبراً عن تخوفه في أن يتم إلصاق التهمة بهم دون وجه حق.
ولفت أسد إلى أن العائلة توجهت إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر وهيئة شؤون الأسرى والمحررين لمتابعة ظروف اعتقال شقيقيه في ظل إخفاء الاحتلال أي معلومات حول مصيرهم.
وقالت والدة المعتقلين، عطاف جرادات: "استيقظنا الساعة الثانية فجرًا على تحركات وصرخات جنود الاحتلال حول المنزل، حيث طالبونا بالخروج، ثم اقتحموه وعاثوا فيه فسادا".
وأضافت عطاف لـ"فلسطين": "ضابط مخابرات قال لنا إن ابنكم غيث قاتل وهو من قتل المستوطن في عملية حومش".
وعبرت عن فخرها واعتزازها بنجليها قائلة: "طريقنا هو الجهاد في سبيل الله، ومقاومة العدو الصهيوني، وأبنائي جميعا فداء للأقصى وفلسطين(..) إذا كان ابناي من نفذا العملية؛ فإني أرفع رأسي وأفتخر بهما".
من جانبه، قال والد المعتقلين أحمد جرادات: "سنكون فخورين إذا ثبت أن غيث وعمر نفذا العملية الفدائية في حومش"، مضيفًا: "بعد اعتقالهما استودعتهما الله، فنحن لا نخاف من الاحتلال ولا من غيره".
وحول إمكانية إقدام الاحتلال على هدم منزل العائلة، بعد اتهامه ابنيه بتنفيذ العملية، أجاب جردات بعفوية: "اللي (الذي) بناه رح (سوف) يبني غيره".
وصباح أمس، أعلن الاحتلال عن اعتقال أربعة مواطنين من قرية سيلة الحارثية في الضفة الغربية المحتلة، بزعم أنهم من نفذوا عملية إطلاق النار على مركبة لمستوطنين قرب البؤرة الاستيطانية، حومش، وأدت إلى مقتل مستوطن وإصابة اثنين آخرين كانا معه في السيارة.