بات شعار "حط السيف قبال السيف.. حنّا رجال محمد ضيف" أكثر الشعارات ترديدًا في مظاهرات القدس والضفة الغربية المحتلتين، والأكثر استفزازًا للاحتلال الإسرائيلي والسلطة برام الله.
وتعرض نشطاء رددوا هذا الشعار في باحات المسجد الأقصى والمناسبات الوطنية بالضفة الغربية للاعتقال، سواء لدى الاحتلال أو أجهزة أمن السلطة، لكونه يؤكد الانحياز لخيار المقاومة واستمراريتها خاصة بعد ما حققته من إنجازات في معركة "سيف القدس".
وبرز الهتاف بروزًا لافتًا في باحات المسجد الأقصى في إبريل/ نيسان الماضي، ثم مع اندلاع معركة "سيف القدس" التي خاضتها المقاومة بغزة في مايو/ أيار الماضي، دفاعا عن القدس والمسجد المبارك.
وتحدثت تقارير عبرية مؤخرًا عن أن شعار "حط السيف قبال السيف.." صار الأكثر ترديدا في ساحات الضفة الغربية والقدس، وبات مستفزًا للاحتلال والسلطة، كونه يبرز رمزية المقاومة التي يتقدمها قائد كتائب القسام محمد الضيف.
ولفت المحلل السياسي المقدسي راسم عبيدات إلى أن الاحتلال بات يشن عملية تحريض واسعة ضد المقاومة الفلسطينية ويعتقل كل من يردد الشعار الذي يؤكد انحياز شعبنا لخيار المقاومة، وفشل خيار المفاوضات الذي جلب مزيدًا من ضياع الأرض وتهويد القدس والاستيلاء على المسجد الأقصى.
وأشار عبيدات في حديث لصحيفة "فلسطين" إلى اعتقال كل من ردد الشعار في القدس والضفة، أو عند استقبال الأسرى على يد الاحتلال أو السلطة، مضيفا أن شعبنا بات يدرك أن خيار المقاومة هو الوحيد القادر على استعادة الحقوق الفلسطينية بعدما جرب باقي الخيارات، وبعدما شاهد انتصار المقاومة في معركة "سيف القدس".
ولفت إلى أن المقاومة أثبتت ذلك عبر فرضها معادلات جديدة على الاحتلال، وإجباره على وقف جرائم القمع والتشريد في حي الشيخ جراح والمسجد الأقصى، ومحاولة تزييف التاريخ في باب العامود.
وأوضح أن الاحتلال يرى أن أي خيار غير المفاوضات مع السلطة يشكل خطرًا عليه، ويساهم في رفع المنسوب النضالي والكفاحي لدى شعبنا وزيادة ثقته بمقاومته، حتى بات يحارب الشعار الذي يعتقد أنه سيعزز فكر وخيار وثقافة المقاومة في الشارع الفلسطيني، خاصة بين الشباب.
وقال الناشط السياسي عمر عساف إن تريد شعار يؤيد ويدعم المقاومة يدخل صاحبه سجون السلطة أو الاحتلال.
وأضاف عساف، وهو عضو التجمع الديمقراطي الفلسطيني، لـ"فلسطين" أن هناك توجها من السلطة لاعتقال مرددي شعارات دعم وتأييد المقاومة، في محاولة لإرسال رسالة للاحتلال أنها موجودة على الأرض وتواجه كل مظاهر المقاومة.
ونبه إلى أن ترديد الشعارات المؤيدة للمقاومة زادت من عزلة السلطة، وسلطت الضوء على جرائم الاحتلال بحق شعبنا، وأظهرت قوة المقاومة وقدرتها على الردع.
وشدد على أن الاعتقالات التي تنفذها السلطة أو الاحتلال لن تردع شعبنا الذي يواصل احتضان المقاومة وترديد الشعارات الداعمة والمؤيدة لها، إلى جانب تشكيل حالة جماهيرية واسعة للالتفاف حول خياراتها التي مرغت أنف الاحتلال بالتراب خلال معركة "سيف القدس".