فلسطين أون لاين

تحليل تراجع شعبية السلطة نتيجة طبيعية لسلوكها الميداني وقمع الحريات

...

أكد محللون سياسيون على أن نتائج استطلاعات الرأي التي تُظهر تراجع دور السلطة الفلسطينية وحركة فتح أمام حركة حماس، نتيجة طبيعية لسلوك السلطة الميداني وممارستها قمع الحريات العامة بالضفة المحتلة.

وقال المحللون لوكالة "شهاب" اليوم الأربعاء، إن ذلك يعبر عن حالة استياء عامة لدى المواطن الفلسطيني من ممارسات السلطة وأجهزتها الأمنية، مؤكدين أن مؤسسات السلطة تعمل في سياق لا يخدم المشروع الوطني وقضايا المواطن الفلسطيني، وتتماهى مع إجراءات الاحتلال الصهيوني.

وأظهر استطلاع للرأي في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسيحية، أن حركة حماس، ستتفوق على حركة فتح في أي انتخابات تشريعية مقبلة، في وقت سيفوز إسماعيل هنية على رئيس السلطة محمود عباس في أي انتخابات رئاسية، حال أجريت.

وأظهرت النتائج، أن 71% من الفلسطينيين غير راضين عن أداء رئيس السلطة محمود عباس و74% يريدون استقالته، بينما يعتقد 84% بوجود فساد في مؤسسات السلطة الفلسطينية.

نتيجة طبيعية

وأكد مدير مركز حريات للحقوق المدنية في الضفة المحتلة حلمي الأعرج، أن استطلاعات الرأي التي تظهر تراجع دور السلطة وشعبيتها، نتيجة طبيعية لسلوك السلطة الميداني في الضفة المحتلة، وقمعها للحريات العامة.

وقال الأعرج "إن هذه النتائج تعبر عن حالة من الاستياء من قبل المواطن حول أداء السلطة"، مردفا "المواطن يعبر عن موقفه النقدي تجاه السلطة الحاكمة سواء عبر صندوق الانتخابات أو استطلاعات الرأي".

وأضاف: على السلطة أن تقيم أدائها وأن تنظر بأهمية خاصة لهذه الاستطلاعات لتصويب عملها، بما يعزز صمود المواطن، ويحترم حرية الرأي، والتجمع السلمي، ويلبي احتياجات الناس، ويحارب الفساد.

وأعرب 66 % من المستطلعة آراؤهم عن رفضهم عودة السلطة للمفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي، كما عارض 56 % العودة للحوار مع الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن.

وأشار الأعرج إلى أن مسار ونتائج معركة سيف القدس كانت لها حضور في استطلاعات الرأي، مضيفا أن الشعب يكتوي بنار أوسلو، ويدفع ثمن هذه الاتفاقيات الهزيلة.

ونبه إلى أن النضال الوطني الفلسطيني وتحدي الاحتلال وليس التفاوض معه، كل ذلك بمجمله أثر على نتائج الاستطلاعات غير المفاجئة.

وبحسب الاستطلاع فإن قائمة التغيير والإصلاح التابعة لحركة حماس ستحصل على 38%، وفتح على 35%، في حين تحصل كافة القوائم الأخرى التي شاركت في انتخابات عام 2006 مجتمعة على 9%، فيما تقول نسبة من 18% أنها لم تقرر بعد لمن ستصوت. وفقا للاستطلاع فإن 34% يعتقدون أن حماس هي الأكثر جدارة بتمثيل وقيادة الشعب الفلسطيني اليوم، فيما تقول نسبة من 23% فقط أن حركة فتح بقيادة الرئيس عباس هي أكثر جدارة بذلك.

لا تخدم المشروع الوطني

بدوره، أكد الكاتب والمحلل السياسي ناجي الظاظا أن هذه النتائج تعكس تراجع دور السلطة الفلسطينية، وحركة فتح ومشروعها، مضيفا "شهدنا ذلك في انتخابات المرحلة الأولى للبلديات في الضفة المحتلة، حيث أظهرت وضع فتح بشكل واضح، ليس أمام حماس بل أمام عوائل وجهويات وقوائم مشتركة خسرت فيها فتح ومشروعها".

ولفت إلى أن المواطن الفلسطيني لا يفرق بين السلطة وحركة فتح، ويرى أن هذه المكونات تعمل في سياق لا تخدم مشروعه الوطني، وتتماهى مع إجراءات الاحتلال الصهيوني.

وأشار الظاظا إلى أن سلوك السلطة الميداني المتماهي مع المصالح الصهيونية، عبر قمع الحريات ضد المواطن الفلسطيني، واعتراضها لمواكب استقبال الأسرى المحررين، وقمع فعاليات الانتفاضة وإحياء ذكرى الانطلاقات للفصائل الفلسطينية كان له أثر كبير على نتائج الاستطلاعات.

وأضاف: المواطن يقارن بين صورتين سلوك السلطة الميداني، وسلوك المقاومة ورموزها، فهو يشعر بأن هناك حالة من الاصطفاف الحقيقي لصالح قضاياه الوطنية.

وأظهر الاستطلاع أن 42% يرون أن العمل المسلح هو الطريق الأمثل لإنهاء الاحتلال وقيام دولة مستقلة.

ونوه إلى أن معركة سيف القدس التي انطلقت حماية للمقدسات والمواطن الفلسطيني في الشيخ جراح بالقدس المحتلة يعبر عن هذه الحالة.

 

المصدر / شهاب