نظّم قسم الصحافة والإعلام بكلية الآداب في الجامعة الإسلامية، اليوم، ندوة علمية حول صناعة "البودكاست" للمنصات الرقمية.
وحضر الندوة عميد كلية الآداب د. نعيم بارود، ورئيس قسم الصحافة والإعلام د. أمين وافي، وأستاذ الصحافة والإعلام د. أحمد عرابي الترك، والإعلامي ساجي الشوا المختص في التدوين الصوتي الرقمي، ولفيف من طلاب وطالبات القسم.
وأكد وافي أن قسم الصحافة والإعلام يسعى إلى الارتقاء بالطلبة من خلال عقد الدورات والورش التي تهدف إلى صقل مهاراتهم وتأهيلهم للاندماج في سوق العمل المهني.
وأشار وافي إلى أن العمل الإعلامي الرقمي اليوم بحاجة إلى مهارات تكنولوجية كبيرة يجب على طلبة القسم معرفتها من أجل تقليل الفجوة بينهم وبين متطلبات سوق العمل.
وقال: إن قطاع "البودكاست" آخذ في التنامي حول العالم وبسرعة كبيرة ومع تحوله إلى صناعة إعلامية ذات مردود اقتصادي كبير، في ظل إمكانية الوصول إلى عملاء مُهمين وجذبهم، وزيادة ثقتهم والحصول على مستمعين بأقل تكلفة ممكنة واكتساب مهارة الخطابة والإلقاء الصوتي لصُناع البودكاست في المجال الإعلامي.
واستعرض الإعلامي الشوا، خلال الندوة تجربته الشخصية في "صناعة البودكاست"، وأوضح أن "البودكاست" يعني "مزامنة المحتوى الصوتي والمرئي عبر تطبيقات تدعم الاستماع له عبر الإنترنت"، ويعتبر حاليًا أحد أشهر وسائط الإعلام الرقمي الجديد.
وأفاد الشوا بأن هناك مليونا منصة "بودكاست" مسجلة على مستوى العالم، منهم نحو (850) ألف منصة نشطة، تحتوي نحو (50) مليون حلقة محملة على شبكة الإنترنت.
أما في العالم العربي، فأشار إلى غياب إحصائيات دقيقة عن عدد المنصات الحقيقية النشطة، لكنه ذكر أن عدد برامج "بودكاست" المسجلة، يزيد على (١٤٠٠).
ونبه إلى وجود أكثر من ٥ ملايين مستمع لـ"بودكاست" بالسعودية و٣ ملايين بدولة الإمارات، وأوضح أن هناك اهتمامًا متزايدًا في إنتاج البودكاست في العالم العربي من قبل شركات الإنتاج والمؤسسات الإعلامية.
وتطرق إلى الاختلافات بين الإذاعة التقليدية والبودكاست، ومنها أن الإذاعة تبث برامجها للجمهور في وقت معين دون قدرة المستمع على العودة لها بعكس البودكاست، كما أن طاقم عمل الإذاعة ملزم بإنتاج برامجه من داخل مقرها فقط.
في المقابل، بحسب الشوا، فإن صانع البودكاست يستطيع العمل من أي مكان ودون قيود من أحد، فضلا عن أنه يركز على طرح مواضيع متخصصة وغير آنية بعكس الإذاعة التي تسلط الضوء على قضايا تهم الجمهور بالوقت الحالي.
وذكر أن تكلفة تشغيل الإذاعة عالية، في حين أن صناعة البودكاست تحتاج إلى معدات أقل كجهاز تسجيل وحاسوب وإنترنت.
وتطرق الإعلامي الشوا إلى "كتابة النص، وتحديد المواضيع، واستخدام أدوات متخصصة للبحث عن المصادر، وتسجيل الحلقات، وتحديد الضيوف والشخصيات وإعداد POP VOX الاستطلاع الميداني".
وتحدث أيضا إلى أنواع البودكاست، ومنها: "المنفرد"، أو المونولوج الذي يعتمد في تقديمه على شخص واحد يقدم أفكاره وآراءه عن القضية المطروحة، و"الحواري"، وتتنوع فيه الأصوات من خلال الاستماع لآراء أكثر من شخص، ويركز على الدمج بين النص الفردي والحواري.
أما بخصوص البودكاست الدرامي القصصي، فأوضح الشوا أنه يعد من أكثر الأشكال تأثيرًا على المستمع من خلال إبراز أصوات الشخصيات ومعايشة تجاربهم وقصصهم وعرضها بطريقة السرد القصصي البسيط والعميق".
وتطرق الشوا أيضًا إلى كيفية تحقيق الأرباح المالية من البودكاست، عبر الإعلانات التجارية، أو "الرعاية" من قبل الشركات لحلقات البرامج.
وقدّم الإعلامي الشوا، في ختام الندوة، مبادرة شخصية منه، تتمثل بمنح اثنين من طلبة قسم الإعلام الرقمي، فرصة التدريب العملي على صناعة البودكاست.