فلسطين أون لاين

تقرير العلاقات الخارجية لـ"حماس".. تطوُّر مستمر رغم محاربتها أمريكيا وإسرائيليا

...
غزة/ محمد أبو شحمة:

على مدار السنوات الماضية حرصت حركة المقاومة الإسلامية حماس على نسج علاقات متوازنة مع دول العالم، خاصة العربية والإسلامية، لخدمة القضية الفلسطينية.

وخلال الفترة الأخيرة تطورت علاقات حركة حماس بدول العالم، ونجحت في نسج علاقات جيدة مع بعض الدول المؤثرة في المنطقة.

وبين فترة وأخرى تجري قيادة حماس جولات خارجية، كان آخرها الجولة التي نفذها رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، وشملت قطر وتركيا وإيران والمغرب وموريتانيا ومصر والأردن.

وخلال تلك الجولة، التقى هنية بقادة وزعماء تلك الدول، وزعماء أحزاب سياسية ومؤسسات مجتمعية، وفعاليات شعبية، لمناقشة تطورات القضية الفلسطينية.

وتعلن حركة حماس باستمرار أن ما يحكمها هو مصلحة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وأن إستراتيجيتها قائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، وعدم توجيه سلاحها إلا للاحتلال الإسرائيلي.

وأكد الكاتب والباحث السياسي ربيع أبو حطب أن حركة حماس منذ انطلاقتها تولي اهتمامًا كبيرًا بعمقها العربي والإسلامي، لكون القضية الفلسطينية تخص العرب والمسلمين جميعًا، لذا حرصت على ذلك في سبيل إبراز أن الصراع عربي إسلامي مع الاحتلال، وليس فلسطينيا إسرائيليا.

وأضاف أبو حطب في حديث لصحيفة "فلسطين" أن حماس تسعى للاستثمار وتطوير العلاقات مع العرب والمسلمين، حيث شكلت الحركة لجنة خاصة للعلاقات العربية والإسلامية، وعينت أحد قادتها التاريخيين، لاستثمار الطاقة العربية لدعم صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني.

وحول أبرز العقبات التي تواجه حركة حماس في تطوير علاقاتها، بين أن عمليات التطبيع المتسارعة في الفترة الأخيرة جعلت بعض الأنظمة تقف أمام تحركات ومحاولات الحركة في تعميق وجودها بين الشعوب العربية، مشيرا إلى أن الحركة نظمت مؤخرا زيارات لبعض الدول رغم حالات التطبيع والمحاولات المتسارعة لتصفية القضية الفلسطينية، لاستنهاض همم الشعوب وكبح قطار التطبيع.

وأكد الباحث في الشأن الإقليمي محمد الأغا أن حركة حماس عملت على تطوير علاقاتها الخارجية لصالح القضية الفلسطينية، مشيرا إلى تخوف بعض الدول من فتح أبوابها أمام الحركة، لذا تواصل الحركة طرق الأبواب من جديد لتعميق علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية، على الرغم من التطبيع الذي بدأ يتراجع نتيجة السياسة الأمريكية في المنطقة.

ورأى الأغا في حديث لـ"فلسطين" أن علاقات حركة حماس مع العالم ستشهد تطورًا، واستماع بعض قادة دول العالم لها ولقضية الشعب الفلسطيني، رغم وصم بريطانيا الحركةَ بـ"الإرهاب".

وأشار إلى أن أبرز المعيقات أمام تطور علاقات حركة حماس الخارجية، تساوق العالم مع الرواية الأمريكية والإسرائيلية ضد القضية الفلسطينية، وهدم حقوق الشعب الفلسطيني، لذا فإن الحركة من خلال دبلوماسيتها "تنحت في الصخر" من أجل فتح الأبواب.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي سامي محمد أن هناك تطورا ملحوظا لعلاقات حركة حماس الخارجية، ولكن ليس بشكل كبير بسبب المخاوف الدولية.

وقال محمد في حديثه لـ"فلسطين" إن حركة حماس تريد من خلال تطوير علاقاتها مع دول العالم الحصول على دعم لحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة، المتعلقة بالقدس المحتلة وعودة اللاجئين والأسرى، موضحا أن الحركة تسعى إلى نسج علاقات قوية مع جميع دول المنطقة، رغم المعيقات التي تحول دون تطوير هذه العلاقات بالمستوى المطلوب، وأبرزها السياسة الدولية التي تمنع ذلك.