كشفت مسحة مأخوذة من خلايا الخد "الخلايا الشدقية" عن مؤشرات حيوية لالتهاب «المفاصل الروماتويدي"، يمكن أن تؤدي إلى طريقة للتشخيص وبدء العلاج قبل تطور المرض بعشر سنوات، وذلك وفقًا لدراسة نشرت في دورية "ساينتفيك ريبورتيز".
وفي الدراسة، حدد الباحثون من جامعة ولاية واشنطن الأمريكية، مجموعة من التغييرات في التركيب الكيميائي للحمض النووي بخلايا النساء المصابات بالتهاب "المفاصل الروماتويدي"، التي تختلف عن تلك التي لا يعاني أصحابها من أمراض المناعة الذاتية المدمرة للمفاصل.
والتهاب "المفاصل الروماتويدي" ينتشر حول العالم مع معدل أعلى في الإصابة لدى النساء منه لدى الرجال، وفي حين أن العلاجات الدوائية الحالية لها (فاعلية) محدودة في العديد من المرضى الذين أصيبوا بالفعل بالمرض، فقد أظهرت بعض الدراسات أن العلاجات التي تبدأ في المراحل المبكرة من المرض يمكن أن تسبب هدوء الأعراض.
ويقول مايكل سكينر، الأستاذ في كلية العلوم البيولوجية بجامعة ولاية واشنطن في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: "إذا تمكنا من تحديد هؤلاء المرضى قبل عشر سنوات من تطور المرض، فإنه يفتح مجالًا كاملًا من الطب الوقائي الذي لم نتمكن من الوصول إليه من قبل".
ورغم أن الخلايا التي تم فحصها مأخوذة من الخد؛ إلا أنها سمحت للباحثين بإجراء تحليل على مستوى الإبيجينوم "ما فوق الجينوم"، وهو مصطلح يشير إلى سجل التغيرات الكيميائية الفوق جينية في الحمض النووي وبروتينات الهيستون لكائن حي، ويمكن أن تنتقل هذه التغييرات إلى نسل الكائن الحي عبر الوراثة الفوق جينية العابرة للأجيال.
وفي هذه الدراسة، وجد الباحثون تغييرات في التركيب الكيميائي للحمض النووي في مناطق تسمى مناطق "مثيلة الحمض النووي"، بين النساء في كلا المجموعتين المصابات بالتهاب "المفاصل الروماتويدي"، مما يعني أن هذه التغييرات يمكن أن تكون إشارة قوية للمرض.
ويضيف سكينر: "معظم مواقع مثيلة الحمض النووي التي وجدناها، والتي كانت متسقة بين المرضى المصابين بالمرض كانت مرتبطة بجينات معروفة سابقًا بأنها متورطة في التهاب المفاصل الروماتويدي".