نشر الموقع الإلكتروني لكتائب القسام، اليوم الإثنين الموافق 13 ديسمبر، تقريراً روت فيه تفاصيل عملية أسر الجندي الإسرائيلي نسيم طوليدانو والذي قُتل بسبب تجاهل حكومته لمهلة القسام وعدم اهتمامها بمصيره.
وفيما يلي نص التقرير كما ورد عبر موقع القسام:
في مثل هذه الأيام وقبل أعوام، وبالتحديد بالتزامن مع الذكرى السنوية السادسة لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس، أسرت الوحدة القسامية الخاصة الجندي الصهيوني نسيم طوليدانو، وذلك من أجل تحقيق صفقة لتبادل الأسرى يتم بموجبها الإفراج عن الشيخ المجاهد الشهيد أحمد ياسين، وانتهت العملية بمقتله بعد أن انتهت المدة التي حددها المجاهدون لحكومة العدو من أجل أن يتم الاستجابة لمطالبهم.
وفي هذه الذكرى يعود موقع القسام نشر التفاصيل الدقيقة للعملية التي أطلق عليها اسم (عملية الوفاء للشيخ أحمد ياسين)، وإليكم التفاصيل:
من أجل حرية الشيخ المجاهد أحمد ياسين، صاحب الفضل ـ بعد الله ـ في تأسيس حركة حماس ووفاء لهذا الرجل العظيم من تلاميذه وأبنائه الذين أحبوه. اتجه تفكير " الوحدة الخاصة" نحو أسر جندي صهيوني وطلب مبادلته بالشيخ أحمد ياسين فبدأ الإعداد لذلك.
كان الأخ المجاهد القائد محمود عيسى قد استطاع العثور على مكان جيد لاحتجاز الجندي المأسور، وكانت عبارة عن حفرة جيدة تقع في قرية "عناتا" شمال مدينة القدس ونحج في التعرف عليها بعد مساعدة أحد الباحثين عن الآثار وهذه الحفرة تتميز بمدخل صغير غير ملحوظ للعيان مثل مدخل " البئر" . ويؤدي المدخل إلى حفرة داخلية يوجد داخلها سراديب متعددة تؤدي إلى عدة حفرات، وبالفعل تم اختيار إحداهما فيما بعد لاحتجاز الجندي المأسور".
التخطيط والتنفيذ
في منتصف شهر 11/1992م انطلقت المجموعة مزودة بأربعة سكاكين وقطع من الحبال نحو مدينة اللد المحتلة في سيارة " فيات خضراء"، وفي الطريق تعطلت السيارة فلم يتمكن أبناء المجموعة من إكمال مسيرتهم نحو مدينة اللد فعادوا أدراجهم عاقدي العزم على العودة إلى اللد لكن بعد شراء سيارة مناسبة وأفضل من سابقتها.
في ظهيرة 12/12/1992م وصل خبر للخلية أن صهيونياً يملك سيارة سوبارو حمراء ينوي بيعها بـ 3000 شيقل فقامت الخلية بجمع المبلغ من أموالها الخاصة وتوجه الأخوة: محمود عطوان ومحمود عيسى وماجد قطيش إلى سكن الصهيوني ومساء ذلك اليوم 12/12/1992م، تم شراء السيارة بعد معاينتها ودفع مبلغ 2800 شيقل مقدماً.
وفي نفس اليوم من الليل " الساعة الواحدة ليلاً " أي فجر يوم 13/12/1992م توجه أبناء الخلية: محمود عطوان ومحمود عيسى وماجد قطيش وموسى عكاري نحو اللد من أجل أسر الجندي وكان اختيار الهدف من مدينة اللد وذلك لإرباك العدو وعدم تمكينه من تحديد جهة الآسرين فالمدينة تقع في الوسط، وبالتالي يمكن أن يكون الآسرون من الوسط أو الجنوب أو الشمال !!.
سير العملية
انطلقت السيارة من عناتا ووصلت اللد، وهناك تم البحث عن جندي يتجول في تلك المنطقة، واستمر ذلك حتى نحو الساعة الثالثة فجراً، وفي قلب اللد لمحت المجموعة جنديا ينوي قطع الشارع.
كانت خطة الخلية تقضي بأسر أي جندي صهيوني، حيث يقومون بإيقاف السيارة إلى جانبه لينزل منها المجاهدون وينقضون عليه سريعاً ويدخلونه السيارة، لكن ذلك لم يحدث مع " نسيم طوليدانو" إذ سهل الله الأمر فسنحت الفرصة للمجموعة أن تصدمه بالسيارة وهوَ يحاول عبور الشارع حيث كانت المجموعة قد أوقفت السيارة ضمن طابور السيارات المتوقفة على حافة الطريق وأطفأت أضواءها.
عبر الجندي الشارع في جو قليل الضباب فانقضت عليه السيارة من خلفه وصدمته فوقع على الأرض وخلال ثوان معدودة نزل الأخوة " منفذو العملية" من السيارة وحملوه إليها ووضعوا غطاء على رأسه، وقاموا بتفتيشه ومن ثم تقييده وتم الاستيلاء على مقتنياته وهي: سلاحه الشخصي وهويته، ونقوده " 20 " شيقل، وسترة الجيش التي عليه وساعته اليدوية، وأثناء مسيرهم كان يحاول الحركة والكلام وكلما حاول ذلك كانوا يأمرونه بالسكوت.
في مخبأ محصن
مع أذان الفجر وصلت المجموعة قرية "عناتا" ومعها الجندي المأسور، وعند الوصول إلى مكان قريب من المغارة تم إنزال الجندي وهو مكبل بالحبال ومغطى الرأس، وسيق نحو المغارة وهو على حاله وقد حاول التظاهر بالموت حال إنزاله من السيارة إلا أن المجاهدين عرفوا بأنه مخادع وأمروه بالسير فسار على قدميه.
تم إدخاله للحفرة عن طريق جره من باب مدخله ضيق حيث دخل الأخ محمود عيسى أمامه والبقية خلفه، وعندما أنزل إلى الحفرة صار الجندي يرتجف من الخوف ويقول: (أنه جيد مع العرب وأنه كان يعامل السجناء بلطف راجيا أن تطلق المجموعة سراحه ! فأفهمته المجموعة أنه مخطوف من أجل مبادلته بأسير فلسطيني دون تحديد هوية الأسير أو المجموعة).
بعد ذلك تم تفتيشه مرة أخرى ثم تقييده كي لا يستطيع الفرار، وتم إغلاق المغارة عليه ، وخرجت المجموعة من عنده ومعها وثائقه وسلاحه وتفرقوا كل إلى بيته في نحو الساعة السابعة والنصف من صباح يوم 13/12/1992م.
كتابة بيان العملية
وقبل أن يتفرقوا تم الاتفاق بين الخلية الآسرة على أن يلتقي الأخوة، محمود عيسى، وماجد قطيش، ومحمود عطوان، في مكان محدد بعد أن يكون الأخ محمود قد أتم كتابة بيان خاص وطباعته يوضح فيه أهداف العملية ومنح الحكومة الصهيونية مهلة 9 ساعات لإطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين مقابل إطلاق سراح الجندي الأسير دون أن يلحق به أذى أما إذا انتهت المدة ولم يتم تحقيق المطلوب فستقوم المجموعة بإعدامه.
وكان نص بيان كتائب القسام كالآتي:
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان الانطلاقة السادسة
بيان عسكري صادر عن " الوحدة الخاصة "
في " كتائب الشهيد عز الدين القسام "
الجهاز العسكري لحركة المقاومة الإسلامية " حماس "
في الذكرى السنوية السادسة لانطلاق حركة المقاومة الإسلامية حماس قامت مجموعتنا 13/12/1992م باختطاف أحد ضباط جنود الاحتلال نسيم طوليدانو وهي الآن تحتجزه.
وفي احتجازنا هذا الجندي فإننا نطالب سلطات الاحتلال وزعماء الكيان الصهيوني بإطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين مقابل إطلاق سراح هذا الجندي على أن تقوم أجهزة الاحتلال الصهيوني بتنفيذ ذلك خلال مدة أقصاها عشر ساعات أي حتى الساعة التاسعة من مساء اليوم ويكون ذلك ضمن الشروط التالية:
1) الالتزام بالمدة المحددة وإلا فسيتم قتل الجندي فور انتهائها.
2) أن يتم إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين أمام مندوب الصليب الأحمر الدولي والسفير المصري والفرنسي والسويدي والتركي، وتتعهد سلطات الاحتلال أمام هؤلاء جميعا أن لا تعود لتعتقل الشيخ عقب إطلاق سراحه.
3) تحذر سلطات الاحتلال من محاولة المساس بشيخنا الإمام أحمد ياسين لأن ذلك سيكلفها غاليا.
4) نتعهد من جانبنا بإطلاق سراح الجندي عقب إطلاق سراح الشيخ مباشرة بالطريقة التي نراها مناسبة.
5) يبث التلفاز الصهيوني إجراءات إطلاق سراح الشيخ والتعهدات أمام الشخصيات المذكورة سابقا أول بأول.
الوحدة الخاصة – كتائب الشهيد عز الدين القسام
الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية – حماس 14/12/1992م
تسليم البيان للصليب الحمر
أخذ الأخوان ماجد وعطوان البيان من محمود عيسى وتوجها به نحو مبنى الصليب الأحمر في مدينة " البيرة" حيث دخلا المبنى ملثمين وهناك سلما مظروفا فيه نسخة من البيان إلى عاملة في مكتب الصليب مبدية استغرابها من الأمر طالبين منها عدم فتح المكتوب إلى بعد نصف ساعة ثم عاد الأخوان وأخبرا محمود بما حدث.
ثم تفرق الأخوة على أن يلتقوا عصرا في مسجد صلاح الدين الأيوبي في قرية " عناتا "، وتم اللقاء لكن حتى الساعة الرابعة لم تكن وسائل الإعلام قد أذاعت الخبر، ولكن لوحظ وضع نقاط تفتيش كثيفة في كافة المناطق وتفتيش دقيق للسيارات العربية.
في نحو الساعة الرابعة اتصلت المجموعة تلفونياً بوكالة الأنباء الفرنسية وأبلغتهم بالكلمات التالية " كتائب عز الدين القسام " قامت بخطف _بأسر_ جندي صهيوني والتفاصيل في مكتب الصليب الأحمر في مدينة " البيرة " ، وفي تمام الساعة الرابعة والنصف أذيع نبأ أسر الجندي نسيم طوليدانو مع تفاصيل بيان الكتائب في الإذاعة الصهيونية.
قتل الجندي
تم الاتفاق بين الخلية على الالتقاء الساعة 12 ليلا 13/12/ في مسجد عناتا للتباحث في أمر الجندي بعد متابعة وسائل الإعلام ومعرفة ردة فعل الحكومة الصهيونية، وتم الالتقاء ثم الاتفاق على قتل الجندي لأن الحكومة الصهيونية لم تبد تجاوباً وحتى يكون ذلك درسا لهم وليعلموا أننا إذا قلنا فعلنا وليعلموا أننا جادون في تهديداتنا.
أخرج الجندي من المغارة وأبلغ أنه سيتم إطلاق سراحه وطلب منه عدم إحداث أية ضجة، فطلب الجندي من المجموعة أن تعيد له نقوده "20 شيقل"، بعد ذلك قامت المجموعة بطرح الجندي أرضا، وتم خنقه بالحبل ووضعه في سيارة ثم توجهت به شمال شرق القرية تجاه مغتصبة أريحا " ميشور أدوميم " شمال مغتصبة " معالية أدوميم " التي تقع على طريق القدس أريحا وذلك الساعة الثالثة فجراً، وهناك على جانب الطريق ألقي الجندي من السيارة وسحب على الأرض وأنزل في مجرى ماء موسمي، وهناك قام الأخ محمود بطعنه عدة طعنات في أوداجه للتأكد من موته ثم عاد كل واحد من المجموعة إلى منزله.
انتهاء المهلة
كان الموعد الأخير مع الحكومة الصهيونية الساعة التاسعة مساء، وقد قتل الجندي بعد ست ساعات على انتهاء المهلة أي في تمام الساعة الثالثة فجراً فكان ذلك درسا قاسيا للكيان الصهيوني، فجن رابين وقام على الفور بعملية الإبعاد الشهيرة إلى مرج الزهور وكانت في تاريخ 17/12/1992م.
هكذا عملت الوحدة الخاصة وحدها دون مساعدة من أحد، واستطاع أربعة شباب مؤمنين أن يلفتوا نظر العالم كله إلى قضية الأسرى والشيخ أحمد ياسين الذي كان وضعه الصحي يتدهور في السجن، ونجحوا في تمريغ أنف الكيان الصهيوني بالتراب وتحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر.
بطولات في الميدان
ولم تكتفِ هذه الوحدة بما قامت به بل واصلت الإبداع في ميدان الجهاد والمقاومة، وفي هذه المناسبة ينشر موقع القسام أيضا ملحق بالسجل البطولي للوحدة القسامية الخاصة:
1.أسر الجندي نسيم توليدانو من منطقة سكناه، في اللد بتاريخ 13/12/1992م الساعة 4:00 فجراً، وتم قتله في 14/12/1992م الساعة 3:30 فجراً.
2.عملية الخضيرة الأولى : دهس الجندي "نوعم كولر " ، بتاريخ 17/3/1993م الساعة 1:50 فجراً
3.عملية الخضيرة الثانية: قتل الشرطيين "دانئيل خروت ومردخاي إسرائيل" وغنيمة مسدسيهما، بتاريخ 30/3/1993م الساعة 2:30 فجراً.
4.عملية مفرق بيلو "الرملة" : إطلاق النار على كولونيل وإصابته بجراح خطيرة، بتاريخ 6/5/1993م الساعة 3:40 فجراً .
5.عملية السيارة المفخخة في بيسان بتاريخ 16/4/1993م وبطلها الاستشهادي: ساهر تمام " أول شهداء السيارات المفخخة في فلسطين".