قائمة الموقع

في عين سيلون.. يقف "القريوتي" يقف على خط الدفاع الأول

2021-12-12T12:23:00+02:00

ما إن تصل عين سيلون بقرية قريوت جنوب نابلس، تقع عيناك على لوحة خضراء من الشجيرات الورقية لنبات القرنبيط، والبروكلي، والملفوف، تلتف من حولها أشجار الزيتون التي زرعها محمد القريوتي بيديه بمشاركة إخوته وأخواته.

لا يبرح القريوتي أرضه دائمة الخضرة على مدار العام، لحمايتها من مصادرة سلطات الاحتلال، حيث تقع الأرض بالقرب من مستوطنة "شيلو" التي أقيمت على أرض والده في عام 1978م.

يقف القريوتي (47 عاما) على خطوط الدفاع الأولى عن أرضه التي لم تسلم من اعتداءات المستوطنين وخنازيرهم البرية التي أتلفت المزروعات أكثر من مرة.

يعمل القريوتي مدرس لغة عربية في مدرسة قريوت، وبعد الدوام يلبس عباءة الفلاح يزرع، ويحرث، ويسقي أرضه، فهو فلاح أبا عن جد.

يقول القريوتي لـ"فلسطين": "67% من أراضي القرية مقامة عليها سبع مستوطنات، وفي عام 1978م أصبح هناك 20 دونمًا من أرض والدي داخل المستوطنة والتي كانت تزرع بالخضار، وبعد أن تمت مصادرتها رفعنا قضية في المحكمة فبحوزتنا طابو عثماني ولكن الاحتلال لم يعترف به".

ويضيف: "بقي لعائلتي دونم ونصف قريبة من المستوطنة على بعد 200 متر فقط مزروعة بالزيتون والبقوليات، ولكن هناك نوعًا من الخطورة للوصول إليها، لأننا كنا نزورها في موسم قطافها فقط مرتين إلى ثلاثة في العام".

خضرة على مدار العام

ولكن قبل عامين مع بدء جائحة كورونا اتخذ القريوتي قرارًا بزراعتها بالخضار، حتى يبقى مرتبطا بها على مدار العام، رغم إتلاف المحاصيل الزراعية أكثر من مرة بسبب المستوطنين، ولكنه بقي مستمسكا بها وقام بتسجيلها.

ولحسن حظ القريوتي أن أرضه تقع على عين سيلون ويعتمد عليها في ري مزروعات أرضه، دون الحاجة إلى شراء الماء بأسعار مرتفعة ترهقه ماديا.

ويشير إلى أنه في البداية زرع 150 شتلة خيار، ونجح المحصول وتمكن من بيعه وحصل على عائد مادي لإنفاقه على عائلته.

ويلفت إلى أنه زرع في سبتمبر الماضي من هذا العام 1000 شتلة من الخيار، وألف أخرى من الملفوف، وثالثة من القرنبيط.

وتمتد دورة نضوج الخضار بين 40-90 يومًا، وبعضها يقوم بقطافها بعد 70 يوما، مشيرة إلى أن ميزة تلك الخضار بإمكانية قطفها أكثر من مرة في الموسم الواحد.

ويعتبر القريوتي أرضه متنفسًا طبيعي للعائلة، يزورها كمتنزه برفقة أسرته ويقوم بالشواء والطبخ على نار الحطب بالقرب من عين سيلون.

ويلفت إلى أن بيته هو أقرب بيوت القرية لمستوطنة "شيلو"، ولم يسلم من اعتداءات المستوطنين عليها أيضا، حيث في ذات المرات عطبوا دواليب سيارته، وكتبوا شعارات معادية على الجدران.

وبعد أن نجح القريوتي في تجربته، انتشرت مبادرته بين أبناء القرية والقرى الأخرى المهدد أراضيهم بالمصادرة، حيث قاموا بزراعتها بالخضار حتى يستمروا في التردد عليها وتفقدها على مدار العام.

وينبه القريوتي أن ترك الأرض بورًا من ثلاث لأربع سنوات يعطي مجالا للمستوطنين بالاستيلاء عليها، وبالتالي مصادرتها، تبعًا لقانون الاحتلال الإسرائيلي الجائر.

ويطالب الفلسطينيين بعدم ترك أراضيهم البتة، وزيارتها باستمرار، وزراعتها بالخضار، لحمايتها من المصادرة.

اخبار ذات صلة