انتهجت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" سياسة التوازن والاعتدال في التعامل مع الدول العربية، إذ أخذت على عاتقها عدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وخلال السنوات الماضية، سلكت حماس نهج الانفتاح على الدول العربية والإقليمية، من خلال تنظيم زيارات لوفود من الحركة لمختلف الدول وعقد لقاءات مع مسؤوليها ووزرائها، وذلك بهدف تحشيد الدعم المتعلق بالقضية الفلسطينية ومقاومتها، وفق ما رأى محللان.
يقول أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة د. عبد الله الأشعل: إن حماس تميزت باتباع سياسة "ممتازة" تجاه الدول العربية، قائمة على التوازن.
وأوضح الأشعل خلال حديثه مع صحيفة "فلسطين"، أن حماس تسير وفق نهج دعم القضية الفلسطينية وغير معنية بالتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة عربية؛ ما يدلل على نجاحها في علاقاتها الخارجية.
وبيّن أن حماس تواصل تركيزها على مقاومة الاحتلال، ولا تريد التدخل في مشكلات الدول العربية والتي قد تصرفها عن هدفها التحرري، مضيفاً: "كأن حماس تسير على حقل أشواك، لكنها تتصرف بحنكة مع ذلك".
وتابع: "رغم ما تتعرض له حماس من بعض الدول العربية، فإنها تكتم غيظها وتواصل علاقاتها المتوازنة بغية تحقيق أهدافها"، مجدداً تأكيد ضرورة إعادة الحاضنة العربية للمقاومة الفلسطينية.
وأشار إلى أن حماس منظمة إسلامية تهدف إلى مقاومة المحتل وبحاجة إلى مساندة من بعض الأطراف العربية، خاصة في ظل توجه بعض الدول العربية إلى تطبيع علاقتها مع دولة الاحتلال.
بدوره، يقول الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب، إن سلوك حماس في علاقاتها الخارجية مع الدول العربية والاسلامية قائم على مبدأ دعم القضية الفلسطينية وتحشيد كل الجهود العربية والإسلامية لخدمتها.
وبيّن الغريب خلال حديثه مع "فلسطين"، أن حماس تسعى إلى تحشيد كل الجهود السياسية وغيرها سواء كانت قانونية أو حتى الدعم المالي لنصرة القضية بشكل أساسي ودعم قضية القدس، خاصة أنها ذات عمق عربي وإسلامي.
ولفت إلى أن العلاقات الخارجية لحماس قائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والوقوف موقف الحياد تجاه أي إشكالية من شأنها أن تؤثر على مسار الدعم العربي للقضية الفلسطينية بشكل أساسي.
وأوضح أن سياسة حماس تدل على حالة الوعي السياسي الكبير الذي تتمتع به في علاقاتها الخارجية والفصل بين الملفات، في إطار نسج العلاقات وتحشيد الدعم العربي والإسلامي.
وقال: "حماس تعلم أن أي تدخل في شأن عربي قد ينعكس سلباً على مجريات العلاقات العربية الفلسطينية، مما يؤثر بشكل أساسي سواء على أوضاع الفلسطينيين في الخارج أو مسار الدعم العربي".
وبحسب الغريب، فإن المشهد العربي في الوقت الراهن ينقسم إلى قسمين، الأول حريص على الاصطفاف للحق الفلسطيني ودعم قضيته، والآخر التحق بمسار التطبيع مع الاحتلال في إطار تخليه عن نبذ الاحتلال ورفضه بأن يكون جسماً طبيعياً في المنطقة.
ولفت إلى وجود بعض التراجع العربي تجاه دعم القضية الفلسطينية، حيث أصبحت بعض الدول تبحث عن مصالحها الخاصة، وهو ما يؤثر سلباً على القضية، مستدركاً "لكن ما زالت هناك دول تدعم القضية وتساند الفلسطينيين وتدفع فاتورة مواقفها المتقدمة تجاه فلسطين".
وكان رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية في حركة "حماس" بقطاع غزة باسم نعيم، قال في حوار مع وكالة "صفا" قبل أيام، إن تطورات إيجابية قد تشهدها الفترة المقبلة لصالح الحركة فيما يتعلق بعلاقتها مع العديد من الدول الغربية، رغم التحديات التي تواجهها المنطقة.
وأضاف أن "هناك تحالفات مع حماس من دول مثل تركيا وقطر وإيران وغيرها من الدول الداعمة لها وتتواصل معها، وهناك دول تقاطع الحركة، ولكن نحن مطمئنون لموقف هذه الدول المقاطعة كونه تدرك أن حماس رقماً صعباً لا يمكن تجاوزها".