قائمة الموقع

​رمضان في السويد.. النكهة عربية

2017-06-24T10:42:44+03:00

تعيش مملكة السويد _وهي إحدى الدول الإسكندنافية الواقعة شمال القارة الأوروبية_ حالة جدل بسبب عدد ساعات الصيام الطويلة، ففي شمال المملكة لا تكاد تغيب الشمس دقائق معدودة قبل أن تعاود الظهور من جديد، وهذا يعني أن أهل تلك المناطق عليهم الصيام 24 ساعة إلا بضع دقائق (من شروق الشمس حتى غروبها) حسب الأصول.

عن هذه الجدلية وأجواء الصيام في السويد يحدثنا محمود عوض، وهو شاب فلسطيني لجأ إلى السويد قبل عدة سنوات، وكون أسرته الخاصة هناك، على أمل أن يحظى بوظيفة ومكانة وبيت لم يكن ليحظى به في إحدى الدول العربية التي ترعرع فيها، قبل أن تمضي سنوات طويلة من عمره.

22 ساعة صيام

عن رمضانه في السويد يقول: "نصوم عدد ساعات طويلة جدًّا (18-22) ساعة، فلا يبقى أمام الصائمين وقت للراحة بين وجبتي الفطور والسحور، وتختلف عدد ساعات الصيام ما بين الجنوب والشمال، فتزداد ساعات الصيام كلما اتجهنا شمالًا حتى منطقة (ياليفاره) التي تقع شمال السويد داخل الدائرة القطبية الشمالية".

ويتابع: "في هذا الوقت القصير بين الإفطار والسحور لا نكاد نستطيع أن نهتم بأنفسنا ونأكل ما يقيتنا ويعيننا على الصيام للساعات القادمة"، مشيرًا إلى أن المسلمين لا يعملون في شهر رمضان، وإن عملوا فبعدد ساعات مقلص جدًّا، لأنهم يكونوا منهكين جدًّا.

ولحل هذه الجدلية أصدر المجلس الأوروبي للفتاوى والبحوث قبل ثلاث سنوات إرشادات جديدة قبيل شهر رمضان الحالي، حث خلالها المسلمين على الالتزام بمواعيد غروب الشمس في العاصمة (إستوكهولم) أو (مالمو) في أقصى الجنوب، حسب القرب الجغرافي للمدينتين.

ويشير عوض إلى أن السويد فيها العديد من المساجد للمسلمين، فالقانون السويدي يجيز بناءها، وأكبر هذه المساجد وأشهرها مسجد "إستوكهولم الكبير" الذي بناه الرئيس الراحل الشيخ زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة السابق.

ويقول: "نمارس طقوس عباداتنا بكل حرية، نؤدي الصلوات، وخاصة صلاة التراويح، التي يتبعها في بعض الأحيان درس ديني قصير نظرًا لضيق الوقت، ثم نعود إلى منازلنا مسرعين حتى نعد طعام السحور ونجهز أنفسنا لموجة صيام طويلة متجددة".

وعن الزيارات الرمضانية يقول: "لا وقت لدينا لهذه الزيارات، وهنا وفي المجتمعات الغربية عمومًا الوضع مختلف عن وطننا العربي الذي تربط الجيران فيه علاقات، أما هنا فكل شخص مع نفسه ولا يلتفت إلى الآخرين".

ويتابع: "صحيح لنا علاقاتنا مع العرب والفلسطينيين خاصة، ونتزاور في الأيام العادية، لكن في شهر رمضان فلا يكاد يرى بعضنا بعضًا في وقت الإفطار، وأغلب مقابلاتنا تكون بالنهار، هذا إن حصل والتقينا".

المهاجر العربي

عن الإفطارات الجماعية يقول: "يوجد في السويد العديد من الجمعيات والمراكز الإسلامية التي تنشط في شهر رمضان، وتحاول تعريف المجتمع السويدي بالدين الإسلامي، وتقيم إفطارات جماعية في بعض المساجد، لاسيما الكبرى منها".

ويقول عن زينة رمضان: "تلك الزينة موجودة في البلدان العربية، أما هنا فلا تجد سوى زينة (الكريسماس)، التي قد يستخدمها بعض داخل منازلهم حتى يشعروا أبناءهم بحلول شهر رمضان، وهذا في العائلات التي لديها أطفالها سيبدؤون الصيام".

وعن الوجود العربي في السويد يقول: "إن المطاعم العربية منتشرة بكثرة، وكذلك الجزارون الذين يذبحون على الطريقة الإسلامية، وهناك (مولات) عربية إسلامية، وأخرى غير عربية، ولكنها تحتوي على أقسام عربية، تعرض فيها جميع ما تشتهي نفس المهاجر العربي".

وأضاف: "نحن _العرب_ كعادتنا ننشط في آخر ساعتين قبل الإفطار، نذهب إلى الأسواق لشراء حاجياتنا، حتى نبدأ في إعداد سفرة رمضان التي نحاول أن نقدم عليها كل ما نتذكره من أطعمة والدتي التي ورثتها عن جدتي، فأنا إن كنت فلسطيني الجنسية فإنني ولدت وترعرعت في الغربة، ولا أعرف كيف يكون طعم رمضان في الوطن، لكنني أحاول أن أنقل هذا الوطن إلى بيتي الصغير".

اخبار ذات صلة