قائمة الموقع

​صغار أئمة مبدعون في تجويد القرآن

2017-06-24T10:36:08+03:00

لبراءة ملامحهم، وعذوبة صوتهم في قراءة القرآن، وقدرتهم على سرقة عقول وقلوب المصلين خلفهم، مع حلول شهر رمضان المبارك كل عام؛ يزداد الاهتمام بالأطفال الأئمة أصحاب الأصوات الندية الذين يؤمون المصلين خلال صلاة التراويح والقيام، وذلك بفضل موهبتهم في تجويد القرآن الكريم بأصوات شجية وتلاوة خاشعة، فيحفظون القرآن بشكل يجعلهم نماذج وقدوة حسنة لغيرهم.

الطفل إسحاق مطر (15 عامًا) يحفظ من القرآن 19 جزءًا، خاض تجربة الإمامة العام الماضي، بتشجيع وتحفيز من أخيه الأكبر منه، إمام مسجد "القسام"، قال: "بمجرد أن اقترح أن يقدمني لإمامة الناس في ركعتين من صلاة التراويح شعرت بحالة من الارتباك الشديد والخوف".

وبين أنه بعد أول تجربة تزول هذه المشاعر، خاصة عندما يكون الشخص متمكنًا من قراءته وتجويده للقرآن وصاحب صوت جميل، لتحل فيما بعد مشاعر جميلة، ويسمع ممن حوله عبارات الإطراء والتشجيع.

وأضاف مطر: "وفي العام الحالي في شهر رمضان أصبحت أتردد إلى مساجد مختلفة لأؤم مصليها في صلاة التراويح"، مشيرًا إلى أنه أيقن أنه يجب أن يطوع صوته الجميل في خدمة الإسلام والمسلمين.

وتابع: "يجب على الإمام أن يكون متمكنًا من نفسه وحفظه، ومدركًا لشروط صحة الصلاة"، لافتًا إلى أن تجربة الإمامة تعلم الشخص كيفية الاعتماد على نفسه في اتخاذ القرارات، خاصة في حالة حدوث شيء وقت الصلاة.

مقام عظيم

أما مروان الكيالي (17 عامًا) الحافظ لكتاب الله كاملًا فصوته المرتل للقرآن بأحكامه وتجوديه، وتمكنه من الحفظ دفعا المساجد القريبة من مكان سكنه إلى التواصل معه طلبًا لإمامته، لكن في أول اتصال هاتفي لم يكل ولم يمل قلبه من الخفقان، وتملكته حالة ارتباك، فهذه المرة الأولى التي سيخوض فيها التجربة، "هل سأنجح وأشق طريقًا في الإمامة، أم ستكون تجربة فاشلة وأستمع لتعليقات الناس؟" كذا كان لسان حاله.

ففي شهر رمضان العام الماضي كان أول مرة يصلي إمامًا ويقف خلفه مصلون من مختلف الفئات العمرية، لتأتي الإجابة فيما بعد أنه نجح في التجربة الأولى، أكد ذلك إعجاب الناس من حوله بطريقة تجويده وقراءته للقرآن، وتردده إلى المساجد الأخرى في صلاة التراويح والقيام.

وقال الكيالي: "في بداية العرض بأن أصلي إمامًا بالناس لم أتقبل الفكرة لصغر سني، وخشية أن أستمع لكلام الناس وانتقاداتهم، ولكن سمعت عن تجارب ناجحة لأناس آخرين، وتذكرت أن الله أنعم عليّ بشيء كبير فيجب أن أسخره فيما يرضيه، وتذكرت أيضًا حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: (يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ)".

وبين أن ما شجعه أيضًا هو أن الناس في الوقت الحالي يميلون إلى سماع الأصوات الجميلة من الشباب الصغار في السن، مستدركًا: "ولكن الإمامة مسئولية، فهي مقام عظيم، وتعطي الإنسان قدوة، ويصبح كل فعل محسوب عليه، لذلك يجب الانتباه إلى تصرفاته".

اخبار ذات صلة