قائمة الموقع

"البونساي" مزيج من التقنيات الزراعية لإنتاج أشجار قزمية

2021-12-11T08:45:00+02:00
صورة أرشيفية

تمسك شهد الشريف بشتلة زيتون، تقلمها وتقلل من جذورها، لتزرعها في أصيص صغير، وتنتج منها شجرة زيتون قزمية، على غير المعتاد من شجر الزيتون المعروف بحجمه الكبير وفروعه الممتدة في مساحات زراعية واسعة.

أدخلت المهندسة الزراعية الشريف طريقة "بونساي" اليابانية في مشروعها لزراعة أشجار مقزمة تستخدم لأغراض الزينة، فنجحت لأول مرة بتطبيقها على شجرة الزيتون، ومن ثم أطلقت مشروعها الزراعي "بونساي".

وشجرة (بونساي) ليست نوعًا خاصًا من الأشجار بل هي مزيج من التقنيات لإنشاء، وصيانة شجرة مصغرة، ولكن تبدو ناضجة وقديمة، مما يعني أنه يمكن اختيار كل شجرة باعتبارها "بونساي" للنمو على الرغم من أن بعض الأنواع من النباتات تكون أكثر ملاءمة لهذا الغرض، كما تتميز بصغر حجمها وتباين أشكالها بالاعتماد على نوع الشجرة المشتقة منها.

تقول الشريف من مدينة الخليل: "بدأت مشروعي قبل عامين، حيث أنشأت مشتلا في أرض زراعية بجوار بيتي مساحتها لا تتعدى 60 مترا، وطبقت طريقة بونساي على 20 شتلة زيتون ولاقت رواجا كبيرا".

تتابع الشريف لصحيفة "فلسطين": "ومن ثم وسعت المشروع حاليا أزرع نحو 200 شتلة زيتون، و50 شجرة فيكس، ودمعة الطفل نحو 150 شجرة".

وتبين أن "البونساي" هو فن تشكيل الأشجار وأول من بدأها هم اليابانيون، حيث لاحظوا أن الشجر على قمة الجبل صغيرة ولا تتوسع، ومن هناك اتبعوا هذه التقنية لتتكيف الأشجار مع الظروف البيئة من حولها.

وتوضح أن الزيتون من الأشجار المعمرة ودائمة الخضرة، وتطبيق "بونساي" عليها يمنحها مظهرا جماليا خلابا، فتبقى صغيرة وعمرها كبير، ودائمة الخضرة.

وتلفت الشريف إلى أن المشروع لاقى إقبالا ملحوظا، لأن الأشجار الصغيرة لا تحتاج مساحة كبيرة، ويمكن وضعها في أُصص خاصة داخل البيت، والمكتب، لتزيين الأماكن بها.

ودفع هذا الإقبال، بالشريف إلى توسعة مشروعها بإدخال 300 نوع من الصباريات، والعصاريات، كخط إنتاج ثانٍ لمشروعها، لسرعة نموهم، وألوانهم الخلابة، وتلاقي طلبا واسعا من الناس.

وتلفت إلى أن أصل هذا النبات يعود إلى دول جنوب شرق آسيا مثل الصين وتايلاند حيث الطقس مثاليًا لزراعة البونساي وهو حار ورطب، "وبعض المصادر تذكر أن فن البونساي يعود إلى أصول صينية، وتم إدخاله إلى اليابان في القرن الـ12م، ومن ثم اشتهر في العالم عن طريقها".

وتنبه إلى أن شجيرات البونساي تحتاج إلى جو رطب وحار لا تقل درجة حرارته عن 25 درجة مئوية لكي تنمو، وفي فصل الصيف يتم زراعتها في الحقل المفتوح، أما في فصل الشتاء تزرع داخل دفيئات زراعية من البلاستيك المقوى، لتوفير جو رطب وحار.

ويتم زرع الشجيرة في أصيص صغير كما تحرم من الأسمدة المساعدة للنمو، ثم تقلم الجذور نظرا لانعدام المجال للمزيد من التوسع في نموها داخل السندانة (الاصيص)، وأثناء عملية النمو يتم تشذيب الأفرع الصغيرة، وتلوى الأغصان بحيث تميل نحو الأرض عن طريق خيوط من النحاس، يجب ألا يتعدى طول الشجرة عند بلوغها الـ 60 سنتيمترا بعمر خمس سنوات، "وكلما زاد عمرها، كلما ارتفع سعرها".

وتذكر أن شجيرات "البونساي" تتخذ عدة أشكال ويكون قوامها منتصب، متعرج أو متموج على شاكلة الأشجار الموجود في الطبيعة.

وتطمح الشريف إلى توسعة مشروعها ومشتلها، لتصبح قادرة على إنتاج وفير من أشجار البونساي، وتوفير نقاط بيع لمنتجاتها في السوق المحلي.

وأقدم أشجار البونساي والتي لا تزال محفوظة اليوم تعود إلى بضع مئات من السنين، ويتم تشذيب الشجيرة حسب قواعد صارمة، وتصبح هذه الأشجار مصدرا للتأمل والتفكر، كما تقترن بطقوس دينية لدى بعض الشعوب. 

اخبار ذات صلة