قائمة الموقع

"غزة.. رصاصة في القدم".. فاصل زمني بين غزة وفرنسا

2021-12-10T09:42:00+02:00

استطاع المخرج إياد الأسطل أن يخرج فيلمًا وثائقيًا مدته 36 دقيقة يتكون من فاصلين زمنيين الأول في غزة والثاني في فرنسا، وتدور أحداثه عن الحياة اليومية لأربعة من الشباب الفلسطينيين الرياضيين ذوي البتر في غزة، وهم معاذ وأحمد ومحمد وخالد.

اختلفت الأسباب التي أدت إلى إعاقتهم ما بين الأمراض والحوادث والاحتلال الإسرائيلي، وما إن وصل الفريق الفلسطيني إلى فرنسا تابع إياد الأسطل بكاميرته هؤلاء الشباب وهم يلعبون كرة القدم بالعكاكيز، ويستكشفون المجتمع والثقافة الفرنسية وشريحة كبيرة من المتضامنين، إذ تركت تلك اللقاءات جانبًا من الثقة بالنفس لدى هؤلاء الشباب، والأمل بأن هناك شعوبًا لا تزال تؤمن بعدالة قضيتهم.

وليدة اللحظة

يعيش الأسطل في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وهو حاصل على بكالوريوس لغة فرنسية وأساليب تدريسها، في عام 2011 حصل على منحة دراسية في جامعة باسكال باولي في جزيرة كورسيكا الفرنسية، ومن هنا بدأ مشواره الفني، حيث أخرج أول أفلامه " Give a man a fish".

عاد إلى غزة في منتصف عام 2013، وعمل في بعض المؤسسات الإعلامية، وأخرج فيلمه الثاني سواقة الباص، وفي عام 2018 أخرج فيلم "رزان أثر الفراشة" الذي يتناول حياة المسعفة الشهيدة رزان النجار، عام 2021 أخرج فيلمه الأخير غزة رصاصة في القدم.

يقول الأسطل (34 عاما) لـ"فلسطين": "بدأت فكرة فيلم غزة.. رصاصة في القدم منذ مطلع عام 2019، حيث كنت في فرنسا لعرض فيلمي قبل الأخير، وقد طلب مني أصدقائي المتضامنين مساعدتهم في استقدام لاعبي كرة القدم البتر إلى فرنسا للعب ضد الفريق الفرنسي لكرة القدم البتر".

يضيف: "بدأت التجهيز مع جمعية فلسطين لكرة القدم البتر لاستقبال الفريق المكون من 11 لاعبًا وفنيًا، وقبل مغادرته غزة قررت أن أحمل الكاميرا لمتابعته في أثناء التحضيرات الأخيرة، وركزت على أربعة من اللاعبين الشباب المبتورة أقدامهم، والذين تختلف أسباب إعاقتهم".

اعتماده على ذاته

ويبين الأسطل أنه فور الوصول استعان بكاميرا أحد أصدقائه في فرنسا، وأكمل التصوير على مدار ثلاثة أسابيع ليوثق تفاصيل الرحلة التي تنوعت بين اللقاءات الرياضية مع الفريق الفرنسي، والجولات الاستكشافية التي كانت مصدر دهشة لأغلب اللاعبين الذين لم يغادروا غزة من قبل، وأيضًا وثق المؤتمرات واللقاءات التي جمعت اللاعبين بشريحة المتضامنين في أربع مدن في جنوب فرنسا".

ويلفت إلى أنه استطاع تجاوز كل الصعوبات من أجل إنجاز الفيلم دون الحصول على أي مساعدة مادية من جهة رسمية، إذ اعتمد على ذاته في التصوير، وفي مرحلة ما بعد التصوير سانده أصدقاؤه من المتضامنين الفرنسيين، بدعم مادي رمزي.

سفراء بروايتهم

ويهدف فيلم غزة رصاصة في القدم، إلى تسليط الضوء على شريحة ذوي البتر والتي كانت نتاجًا للأسلوب الإجرامي لجيش الاحتلال ومسئوليته في تدمير حياة هؤلاء الشباب من خلال استهدافهم في أقدامهم إبان مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار التي انطلقت في عام 2018، بحسب الأسطل.

ويذكر أنه من خلال فيلمه سلط الضوء على تلك الرياضية الفلسطينية الوليدة في غزة، والتي كان لها دور بارز في دمج هؤلاء الشباب المبتورين في المجتمع الفلسطيني، وأيضًا تمثيل أنفسهم وإيصال قضيتهم من خلالهم إلى المجتمع الأوروبي، لكي يفضحوا جرائم الاحتلال بحقهم وبحق أقرانهم.

من خلال تجربته وقربه من مبتوري الأطراف وعلى وجه الخصوص لاعبو كرة القدم البتر، يشدد الأسطل على أن تلك الفئة "مفعمة بالأمل ومتمسكة بالحياة بالرغم من الإعاقة التي لا نشعر بها نحن المعافين".

ويردف: "كان هؤلاء الأربعة مثالًا مشرفًا لتقديم قضيتهم، تحدثوا كسفراء ولكن بروايتهم وأسلوبهم البسيط بعيدًا عن السياسة، وقد لامسوا قلوب كل الفئات العمرية التي قابلوها خلال إقامتهم في فرنسا".

وشارك فيلم غزة رصاصة في القدم في العديد من المهرجانات الدولية في لبنان ومصر وفرنسا وإيطاليا وقد حاز أربع جوائز، وخلال شهر سبتمبر حتى نوفمبر المنصرم عُرض الفيلم في 30 مدينة فرنسية بحضور المخرج ورئيس جمعية فلسطين لكرة القدم البتر، وأحد اللاعبين المبتورة قدمه.

وحضر سلسلة العروض في فرنسا ما يزيد على 2500 شخص بالرغم من تداعيات الجائحة، وكان الحضور متنوع من كافة الفئات العمرية، حيث كان النصيب الأكبر من العروض لشريحة من المتضامنين مع القضية الفلسطينية وفي المدارس الفرنسية، وفي المراكز التي تهتم بذوي الشلل والإعاقة.

حكايات غزة

ويلفت الأسطل إلى جانب عرض الفيلم تم عرض حلقات من (حكايات غزة) مترجمة للفرنسية والإيطالية، وهي قصص تتناول الحياة اليومية في غزة، والجانب الإيجابي الذي يسلط الضوء على الطاقات والكفاءات وقصص النجاح التي لا يتناولها الإعلام الرسمي في أوروبا.

يطمح الى أن يواصل مشواره في صناعة الأفلام الوثائقية لتحشيد الرأي العام في أوروبا، لأنه يشعر بأنها وسيلة مناسبة وفعالة في إيصال الرواية الفلسطينية، ودحض رواية الاحتلال، لأن السينما والفيلم والكتاب هي سلاح وأداة سلمية مهمة، وأسلوب نضالي يمكن من خلاله الاقناع والتأثير الدفاع عن قضاياه وإيصال صوته المنادي بالحرية والاستقلال.

اخبار ذات صلة