قائمة الموقع

تدخل الأجداد في تربية الأحفاد سلاح ذو حدين

2021-12-10T08:57:00+02:00

 

"ما أعز من الولد إلا ولد الولد" هذا المثل الشعبي شائع في معظم المجتمعات العربية، خاصة الفلسطينية التي تتميز بالترابط والتماسك الأسريين، حيث يحظى الأحفاد بمكانة خاصة لدى أجدادهم، قد تدفعهم للتدخل في شؤون تربيتهم وتفاصيل حياتهم.

ويشعر بعض الأطفال بأن بيت الجد الملاذ الآمن لهم هربًا من بعض المسؤوليات التي يفرضها آباؤهم عليهم، وهو ما يفتح تساؤلًا مهمًّا: هل تدخل الأجداد في تربية الأحفاد دلال أم إفساد للطفل؟

تقول حنين محمد (32 عامًا): "لا أؤيد تدخل الأجداد في تربية الأحفاد"، مشيرةً إلى أن التربية مسؤولية خاصة بالوالدين فقط، فهما الأقدر على معرفة طبيعة الأبناء وسلوكياتهم.

وتوضح محمد خلال حديثها إلى صحيفة "فلسطين" أن تدخل الأجداد في التربية قد يزيد من دلال الطفل، وذلك ينعكس على سلوكه في تعامله مع والديه، إضافة إلى أنه يخلق حالة من التشتت لدى الطفل.

وتضيف -وهي أم لأربعة أطفال-: "الدلال الزائد من الأجداد يزيد من عناد وتعصب الطفل تجاه أهله، ما يدفعه لفرض آرائه بالقوة"، مستدركة: "لكن لا يعني ذلك أن ينقطعوا عن زيارة أجدادهم، إنما تكون ضمن تحديد وقت مُعين".

وتتابع محمد: "من حق الأم أن تخصص الوقت الكافي للجلوس مع ابنها لتعليمه كل السلوكيات والواجبات الملقاة على عاتقه"، لافتةً إلى أن التدخل السلبي في بعض الأحيان قد يخلق بعض التوترات بين الأب والأم.

وتشير إلى أن تربية الأجداد قد لا تتلاءم في بعض الأحيان مع رغبات الوالدين، ما يزيد من السلوكيات السلبية للطفل تجاه والديه، لكونه يرى أنه "الولد المدلل لجده وجدته"، منبّهةً إلى أن بعض الأفكار السائدة لدى الأجداد قديمة ولا تتلاءم مع التطور الحاصل في العصر الراهن، وهو ما يزيد الفجوات بينهم.

أما السيدة راوية حسين (48 عامًا) فترى أن تدخل الأجداد في تربية الأحفاد "أمر إيجابي"، بشرط أن يكون متوازنًا، إذ يقع على عاتقهم توعية الأطفال السلوكيات الإيجابية مع عدم الإفراط في "الدلال".

وتقول حسين -وهي جدّة لثلاثة أطفال- لصحيفة "فلسطين": "إن الأجداد لهم دور كبير في تثقيف الطفل وتعليمه بعض الآداب الخاصة بالحياة اليومية والعملية، لكن الأمهات يقع على عاتقهن المسؤولية الأكبر".

وتشير إلى أن "الدلال الزائد" من الأجداد قد ينعكس سلبًا على سلوكيات الطفل في الحياة الأسرية والعامة، لافتةً إلى أنها تتعامل بالتوازن مع أحفادها.

وحسب قولها، إن التوازن المقصود هو "التربية والتعليم والحنان، إذ لا يجوز حرمان الطفل ومنعه من سلوكيات بناء على قواعد وأفكار لا تتلاءم هي وواقع الحياة حاليًّا.

وتوضح أن الزمن الحالي يختلف تمامًا عن السابق، لذلك إن الأطفال يحتاجون إلى تعامل مختلف، خاصة مع انتشار التكنولوجيا وتمسك الأطفال بها بشكل أكبر، "وهنا يجب التعامل بحذر معهم بحيث لا يُغلَّب أمر على آخر"، وفقًا لرأيها.

سلاح ذو حدين

ترى الاختصاصية النفسية والاجتماعية إيمان المصدر أن هذا التدخل يتضمن سلاحًا ذا حدين، مشيرة إلى أهمية وجود توازن وتناسق بين الأجداد والآباء في تعليم وتربية الطفل على سلوكيات مُعينة.

وتوضح المصدر لـ"فلسطين" أن الطفل يحظى بالحب والاهتمام والرعاية والدلال من الأجداد، وهو ما يزيد رغبته بطاعتهم والبقاء لديهم وقت أطول، "وهذا جانب إيجابي إلى حد ما".

وتبيّن أن الأجداد قد يساعدون أبناءهم على تربية الأحفاد في حالة كانا يعملان ويمضيان عدة ساعات خارج المنزل، "وهنا يكون الأجداد سندًا لأحفادهم"، من حيث إمدادهم بالنصائح والقيم التعليمية، بشرط التوازن.

أما الجانب السلبي -وفقًا لحديث المصدر- أن تدخل الأجداد يُحدث ازدواجية في التربية لدى الطفل، فبذلك قد تصبح الأم غير مُسيطرة على تصرفات وسلوكيات طفلها، بسبب تعلمه بعضًا منها من الأجداد.

وتذكر أن "الدلال الزائد" للطفل يجعله اتكاليًّا ولا يتحمل مسؤولية، فضلًا عن العصبية الزائدة وعدم طاعة والديه في بعض الأحيان، لافتةً إلى أن بعض تدخلات الأجداد قد تكون مزعجة لوالدي الطفل.

وتشير إلى أن العائلات تنقسم إلى نوعين نووية وممتدة، فالنووية التي يعيش فيها الأب والأم وأطفالهما في مكان واحد، "وهنا تكون السيطرة أسهل على الأطفال"، حسب قولها.

والعائلة الممتدة هي التي يعيش فيها الأجداد والأبناء والأحفاد في مكان واحد، وهنا يصعب السيطرة على الأطفال -وفقًا لما ترى المصدر- لكونهم يتأثرون بسلوكيات جميع أفراد المنزل.

اخبار ذات صلة