فلسطين أون لاين

​في الأراضي الفلسطينية.. طقوس رمضان والعيد "موحّدة"

...
الناصرة / غزة - رنا الشرافي

رغم احتلالها منذ عام 1948، لا تزال القرى والمدن الفلسطينية في الداخل المحتل تحتفظ بتراثها الفلسطيني وتتمسك بعاداتها وتقاليدها التي يسير عليها الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي كل مكان في العالم حل به الفلسطينيون.

أجواء شهر رمضان المبارك في الداخل المحتل وعيد الفطر السعيد يحدثنا عنها أهلنا في الداخل والذين أجمعوا على أنهم يمارسون شعائر شهر رمضان المبارك وطقوسه بكل حرية داخل مدنهم وقراهم "العربية".

مسيرات تكبير

الشيخ محمد عارف وهو أحد القيادات الفلسطينية الشعبية في الداخل المحتل، يؤكد تمسك فلسطينيي الداخل المحتل بالعادات والتقاليد الفلسطينية، بدءًا من المسحراتي وانتهاء بشد الرحال إلى الأقصى المبارك.

وقال: "رمضان شهير الخير واليمن والبركات، نصوم نهاره، ونقيم ليله في قُرانا ومدننا دون أي مضايقات ونصل الأرحام ونتبادل الهدايا غير المكلفة، ونكثف شد الرحال إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة فيه".

وتابع: "أما ليلة العيد نخرج في مسيرات تكبير إيذانًا بحلول العيد، ويوم العيد نخرج لأداء صلاة العيد في المساجد أو في المصليات الخارجية وغالبًا ما تكون في المصليات، وبعدها ننتقل لزيارة المقابر ومن ثم صلة الأرحام".

وأشار إلى أن الأسواق والمحال التجارية تشهد حركة نشطة على مدار اليوم منذ حلول شهر رمضان المبارك، وأن الجمعيات الخيرية تنشط في تنفيذ إفطارات للصائمين، ومشاريع الطرود الغذائية، إضافة إلى توزيع لحوم الذبائح والزكاة".

زينة رمضان

أما سهاد المجادلة وهي مواطنة فلسطينية من قرى المثلث المحتل، فتقول: "نهتم بزينة شهر رمضان في المحال والمنازل والشوارع، تجد الفانوس والأضواء الملونة في كل مكان"، لافتة إلى أن حركة الأسواق في النهار تكون عادية أما في ساعات المساء كلما اقتربنا من موعد الإفطار تزداد نشاطًا وكثافة".

وأضافت: "شهر رمضان شهر العبادات وصلة الأرحام، نتبادل فيه الزيارات مع الأهل والأقارب، فلا يكاد يوم يمر دون أن يطرق بابنا ضيف أو نطرق نحن فيه باب أحد لنعايده بشهر رمضان".

وأكدت أن الفلسطينيين يمارسون شعائر الشهر الفضيل بكل حرية ولا مجال داخل المدن والقرى العربية للاحتكاك مع اليهود، مشيرة إلى أن يوم العيد هو يوم الفرحة الكبيرة بالإفطار والمعايدات والنزهات.

وأوضحت أن روحانيات شهر رمضان تضفي أجواء من السكينة ثم البهجة على الصائمين، كما تضفي عليهم أجواء من الألفة والسكينة، خاصة في تبادل العزائم الرمضانية والمشروبات الخاصة بهذا الشهر والتي تتطلب تحضيرًا مسبقًا وجماعيًا من قبل النسوة لبعض الأصناف.

ضوء شمعة

بينما رأفت المصري مواطن فلسطيني من الداخل المحتل يمارس الأعمال الحرة، عن رمضانه يقول: "رمضان لا يختلف سواء في الداخل أو في الضفة الغربية وقطاع غزة، مائدتنا واحدة كما أن عاداتنا وتقاليدنا واحدة ولا أجد فرقًا هنا عن هناك".

واستطرد: "لعل لفرق الوحيد بيننا وبينهم أننا نتسحر ونفطر على ضوء مصباح كهربائي بينما في غزة يتناولون طعامهم في العتمة أو على ضوء الشمعة"، مشيرًا إلى أنه يدعو الله على الدوام أن يفك كربة غزة.

وتابع: "خلال الشهر الفضيل تنشط حركة شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، ففي يوم الجمعة الماضية تجاوز عدد المصلين 250 ألفًا بينما من المتوقع أن يصل العدد في الجمعة الأخيرة إلى أكثر من نصف مليون مصلٍ".

وبين أن أهل الداخل المحتل يهتمون بزيارة المسجد الأقصى ويتبارون في ذلك ويعدونه واجبًا على كل مسلم أن يبقى الأقصى زاخرًا بالمصلين، مشيرًا إلى أن زيارة الأقصى والنية لها تكون محور حديث المتزاورين في رمضان.

وأشار إلى إحياء المساجد من قبل المصلين لا سيما في العشر الأواخر من رمضان والتي يجتهد الناس على الانتهاء من زيارات صلة الأرحام قبل بدئها حتى يتفرغون للعبادة، حتى حلول يوم عيد الفطر.