فلسطين أون لاين

​بسبب تراكم ديون إيجار البيت

ضيق الحال ونقص المال حرماهم السعادة

...
غزة - هدى الدلو

يأبى الفقر، وقلة ما في اليد إلا أن ينغصا عليهم حياتهم الأسرية، تمنوا السعادة في بيتهم، وحياة كريمة لأطفالهم، لكن ذلك البيت كان سببًا في تراكم الديون، بسبب ضيق الحال وتأزم الوضع المادي الذي عصف بآمالهم وحياتهم إلى ما لا يتوقعون، حيث يعيشون متنقلين بين بيوت الإيجار، فيهلك تفكيرهم نهارًا ويسرق منهم النوم ليلًا.

الشاب الثلاثيني (م. ش) يعيل أسرة مكونة من 4 أفراد والخامس سيأتي بعد شهور قليلة، يعيشون في بيت صغير بالإيجار لا يتعدى غرفتين صغيرتين مع مرافقهما، يعمل بكل جهده لتوفير قوت عائلته ويلبي متطلبات صغاره، فهو موظف بسيط في إحدى الدوائر، ولا يتجاوز راتبه الشهري 1000 شيكل.

وبفعل تراكم ديون إيجار البيت الأول التي بلغت أكثر من 15 ألف شيكل وقعت خلافات مع المستأجر منه وصلت به إلى المحاكم والقضاء، ليحكم عليه بخصم 400 شيكل شهريًّا لصاحب البيت آلية لتسديد تراكمات الدين، إلى جانب أنه يدفع 500 شيكل إيجارًا للبيت الجديد، و100 شيكل كهرباء.

قالت زوجته: "لا يتبقى لنا شيء، فلا نتمكن من شراء الخضار والفواكه، أو بعض مستلزمات البيت، والأدوات الضرورية التي نحتاج لها، كسخان كهربائي (هيتر) سخان الماء".

فطفلتاها أصبحتا بحاجة للالتحاق برياض الأطفال، ولكن تسجيلهما بحاجة إلى ميزانية خاصة، هذا إضافة إلى أن إحداهما تحتاج إلى عملية جراحية بسبب انحراف في قدمها يؤثر على طريقة مشيها، حتى حذاء خاص يتلاءم مع حالتها الصحية لم تستطع توفيره لها، وفق قولها.

وأضافت: "أحرم نفسي وعائلتي بعض المتطلبات مقابل أن نسدد إيجار البيت ولا نطرد ونصبح بلا مأوى، وندبر أمورنا بفضل الله ثم أهلي الذين يتفقدوننا كل مدة".

وتحمل زوجة (م. ش) شهادة جامعية بتخصص التحاليل الطبية، عملت مدة عام واحد في البطالة، وانتهي عقدها، ولم تجد فيما بعد فرصة عمل من شأنها أن تعين زوجها على سداد دينه، وتوفير بعض مستلزمات بناتها، واحتياجات الحياة اليومية الضرورية.

فذلك الوجع المطل عليهم سلب تفاصيل الفرح في حياتهم، كفرحتهم بقدوم مولودتهم على الحياة، وعكرت أزمتهم المادية المتلاحقة أجواء البهجة والفرح باستقبال شهر رمضان، وأفقدتهم الطقوس الاحتفالية، حتى على صعيد أطفالهم، إذ لم يستطيعوا اشتراء فوانيس رمضان لهم.

وبينت أن ظروفهم التي يمرون بها جعلتهم يستقبلون شهر رمضان المبارك ببرود، ليس لعدم اشتياقهم إليه، بل بسبب أوضاعهم الحياتية، وبتنهيدة عميقة ختمت حديثها: "الوضع الاقتصادي صعب، ولكن يبقى فرج الله هو نافذة الأمل في تحسين وضعنا، وسداد ديننا".