قائمة الموقع

"صحافة الجدران".. شرارة اندفاع الشبان لمقاومة الاحتلال في انتفاضة الحجارة

2021-12-08T10:52:00+02:00
صورة أرشيفية

مثّلت "صحافة الجدران" محركًا رئيسًا لاستمرار وهج وشرارة انتفاضة الحجارة التي انطلقت عام 1987، ودفع الشبان الفلسطينيين لمجابهة قوات الاحتلال المنتشرة في ربوع الأراضي الفلسطينية.

واشتهرت الكتابة على الجدران خلال هذه الانتفاضة بشكل كبير، حيث كانت الوسيلة الأنجح لتحميس الشباب الثائر لمواجهة الاحتلال، خاصة في ظل غياب وسائل التواصل الاجتماعي المنتشرة في الوقت الراهن.

وانطلقت شرارة الانتفاضة الأولى أو "انتفاضة الحجارة" في 8 ديسمبر/ كانون الأول 1987، في أعقاب دهس سائق شاحنة إسرائيلي مجموعة من العمال الفلسطينيين على حاجز بيت حانون "إيرز" وكانت في مخيم جباليا شمال القطاع، ثم انتقلت إلى كل مدن وقرى ومخيمات فلسطين.

يقول القيادي في المقاومة الشعبية صلاح الخواجا: إن استخدام الشعارات على الجدران كانت واحدة من أشكال النضال الشعبي الذي استُخدم في ثورة عام 1939، أثناء العصيان المدني، في ظل عدم وجود وسائل التواصل الاجتماعي.

وأوضح الخواجا لصحيفة "فلسطين"، أن هذه النوع من النضال كان يستخدم للتحريض على الاحتلال والإعلان عن الإضراب وكل أشكال الاحتجاج الرافضة له.

وبيّن أن القيادة الوطنية الموحدة استخدمت "صحافة الجدران" في التعبير عن مواقف سياسية من خلال كتابة جمل قصيرة تحمل مضموناً كبيرًا، منبّهًا إلى أنها كانت تظهر العمل المنظم للقوى السياسية، خاصة أن الشعار المكتوب يكون نفسه في جميع المدن الفلسطينية.

وأضاف أن هذه الشعارات كانت تستنهض روح الجهاد في نفوس الشباب وتدفعهم لمقاومة الاحتلال، إضافة إلى دعوتهم للمشاركة في الفعاليات الاحتجاجية في ظل غياب وسائل التواصل عن بُعد.

وبحسب الخواجا، فإن الاحتلال كان ينظر لهذا النوع من المقاومة ببالغ الخطورة، كونه يعتبر جزءًا من مشاركة شعبية لفئات مختلفة في الجرأة والشجاعة والبطولة والسرية، لافتاً إلى أن هذا العمل يغلب عليه طابع السرية ويتم في ساعات الليل غالبًا.

وأشار إلى أن الاحتلال كان يلاحق الشبان الذي يمارسون هذا النوع من النضال، حيث زجّ بعدد منهم آنذاك في سجونه، وكان يقدمهم للمحاكم الإسرائيلية ويصدر بحقهم أحكام تفوق الـ6 شهور.

ومن أبرز الشعارات التي خطّها الشبان في ذلك الوقت "لا يأس مع الانتفاضة، الانتفاضة قيادتنا للنصر، الوحدة الوطنية خلاصنا من الاحتلال، فلسطين عربية حرة"، وفق ما استذكرها الناشط الشعبي محمد أبو الحمص.

ويؤكد أبو الحمص ما ذكره الخواجا، إذ إن الكتابة على الجدران كانت وسيلة لإيصال رسالة الشبان الثائر والشعب الفلسطيني بأكمله عن الخطوات الاحتجاجية القادمة والإعلان عن الإضراب الشامل، وإحياء ذكرى الشهداء.

وشدد أبو الحمص لصحيفة "فلسطين"، أن الكتابة على الجدران وسيلة نضالية شعبية تعطي دافعًا كبيرًا للشبان للمشاركة في الانتفاضة والتصدي لممارسات الاحتلال، مشيرًا إلى أن الاحتلال كان يلاحق الذين يمارسون هذا النضال.

وبحسب قوله، فإن "الكتابة على الجدران" وسيلة لرفض الاحتلال وجزء من النضال الذي يمارسه الشعب الذي خاض ولا يزال تجارب عديدة لدحره عن الأراضي الفلسطينية.

ولفت إلى أن الاحتلال كان يتعامل بعنف مع الشبان الذي يكتبون الشعارات على الجدران، عدا عن أنه يعتقل شبانًا لمسح الشعارات المكتوبة، لأنه يعتبرها استفزازًا وتحديًا له.

ويُقدّر أن 1,300 فلسطيني ارتقوا أثناء أحداث الانتفاضة الأولى على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، كما قتل 160 إسرائيليّا على يد الفلسطينيين.

اخبار ذات صلة